ترجمه: و مرا حفظ كن از اينكه بينوائى را پست و خوار انگارم يا دولتمند را بزرگ و ارجمند پندارم، چون ارجمند آنست كه به طاعت تو ارجمند گردد و خواجه آنكه به بندگى تو بزرگى يابد.
شرح:
ان الشريف من شرفته طاعتك:
يا رب، هب لى العصمه الفكريه الروحيه التى تنظر الى الناس من خلال ما يملكونه من القيم الاخلاقيه المنفتحه على الدرجات الرفيعه التى يبلغونها فى علاقتهم الا يجابيه بك من حيث طاعتهم لك، و امتثالهم لا وامرك و نواهيك، مما اردت لهم ان يفعلوه او يتركوه، و لا تنظر اليهم- فى خط القيمه- من خلال ما يملكونه من الاموال الكثيره التى تجعلهم فى مستوى الغنى او ما يفقدونه من ذلك بما يجعلهم فى مستوى الفقر، لان انسانيه الانسان فى شرفه و عزته، و خساسته و حقارته، تتمثل فى ملكاته الروحيه، و قدراته الفكريه، و ممارساته العمليه، فهى التى تمثل حركه انسانيته فى وجوده، لانها تتصل بالمضمون الداخلى الكامن فى ذاته، اما المال فانه ليس شيئا فى الانسان بل هو شىء خارج عنه، فلا قيمه له الا من حيث اضافته اليه قانونا، او وجوده فى حوزته او بين يديه، فلا دور له فى الفكر و الروح و الطاقه و الحركه، بل هو وسيله من وسائل الحصول على حاجاته براحه، فلا يمثل فقده له نقصانا فى الانسان، و نزولا فى مرتبته، كما لا يودى وجوده عنده زياده فيه و علوا فى درجته، لانفصاله عن ذاته فى جانب السلب او الايجاب، فكيف يكون قيمه ايجابيه هنا و قيمه سلبيه هناك؟ ان المال قد يتحول الى قيمه انسانيه اذا حركه الانسان فى اتجاه الخير الممتد فى الحياه من خلال حاجه الانسان اليه، و ذلك فى حركه العطاء المنطلقه من احساس الذات بالام الاخرين و حاجاتهم، فتنهض للقيام بمسوولياتها فى ذلك كله انطلاقا من معنى الخير الكامن فى النفس، بحيث يكون العطاء مظهرا للقيمه الروحيه، فهى التى تعطيه معناه، و تمنحه درجته.
اللهم اجعلنى ممن يرتبط فى نظرته الى الاشياء بحقائقها، و فى انطباعاته الفكريه بجوهرها، فاحترم الانسان فى مواقع العزه و الشرف من خلال قربه منك و حظوته عندك، لان ذلك هو العز كله و الشرف كله، فان رضاك عن اى عبد من عبيدك او امه من امائك يجعله فى الدرجه العليا فى درجات الناس التى يتفاضلون فيها، لان الرفعه عندك- و انت الله الذى ليس كمثله شىء و المهيمن على الامر كله و الخلق كله- هى مقياس ارتفاع الانسان، لان الرفعه عند الناس تاخذ بعدها من قيمتهم فى الموقع، و لا قيمه لاحد منهم امامك، بل نحن و هم سواء فى عبوديتنا لك، و بذلك يكون التفاضل فى الشرف بالتفاضل فى طاعتك التى تقربنا اليك، و فى العزه بالتقدم فى عبادتك التى تمنحنا رضوانك، و فى ذلك كله السعاده فى الاخره فى نعيم الجنه و فى الاولى فى طمانينه الروح، و فى الوجود الحى، فى رضوانك الذى هو النعمه كل النعمه، لانه الاكبر و الارفع و العلى فى ميزان النتائج مما يحصل به العبد من مولاه.
و لا بد من ملاحظه فى هذا الايحاء الفكرى فى هذه الفقرات، و هى ان الاسلام يريد للانسان ان يتحرك فى تقويمه للاشخاص من حوله، بمقدار التزامهم الدينى، و علو شانهم فى الانفتاح على الله و اخلاصهم فى العمل بطاعته، فذلك هو القيمه الكبرى فى المضمون الاسلامى، مما يجعل القيم الذاتيه الاخرى فى وجود الانسان، كالعلم و القوه و نحوها، خاضعه فى حركتها لتلك القيمه، فللعلم قيمته بقدر ما يحركه الانسان فى الخير الذى يبنى للحياه قوتها و يحقق للانسان حاجاته، و للقوه قيمتها بمقدار ما تنطلق لتقويه الضعيف و ادراك اللهيف، و بناء الحياه بالطريقه التى تجعل الانسان قويا فى مسوولياته الموكوله اليه فى الحياه... و هكذا تنطلق القيمه الذاتيه لتكبر و تمتد و ترتفع من خلال حركيتها فى الواقع فى خط المسووليه لا من خلال ذاتيتها فى حركه الذات.
و من اجل ذلك يكون الانسان المومن متواضعا كلما تعاظمت القيمه الموضوعيه لديه، لانه يزداد احساسا بنعمه الله عنده و بفضل الله عليه، فلا يدفعه ذلك الى التكبر على الناس و التجبر عليهم، و الاستعلاء بموقعه على مواقعهم، لانه لا يرى لنفسه شانا فى ذلك، بل يراه هبه من الله له و فضلا منه عليه، فيزداد خضوعا له و احساسا بالحاجه الى ان يبذل ما لديه من الطاقات لكل الناس الذين يحتاجون اليها من دون شعور بايه منه له عليهم فى ذلك، لان المنه لله اولا و آخرا.
و قد جاء فى الحديث الماثور عن ائمه اهلالبيت (ع) ما يوحى بالفكره البارزه فى هذا الدعاء من رفض اعتبار الفقر مصدر خساسه، و الغنى مصدر شرف و فضل بالدرجه، التى تمنع الانسان من احتقار الفقير لفقره و تعزيز الغنى لغناه، فقد جاء فى كتاب نهجالبلاغه عن الامام اميرالمومنين على بن ابىطالب (ع) انه قال:
«من اتى غنيا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه». و عن ابىعبدالله الامام جعفر الصادق (ع) قال: «من استذل مومنا و استحقره لقله ذات يده و لفقره، شهره الله يوم القيامه على رووس الخلائق».
احاديث مرتبط:
در مذمت خوار شمردن و تحقير مؤمنان تهى دست.
فى الحديث عن ابىعبدالله عليهالسلام: من استذل مومنا، او احتقره لقله ذات يده و لفقره شهره الله يوم القيامه على رووس الخلائق.
الكافى، ج 2، ص 353، ح 9
در مذمت فروتنى در برابر اغنيا به جهت ثروت ايشان.
عن اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه: من اتى غنيا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه.