ترجمه: خدايا درود بر محمد و آل او فرست و دست توانايم ده بر آنكه بر من ستم كند، و زبانى گويا بر آنكه با من ستيز جويد، و فيروزى بر آنكه با من دشمنى ورزد، و چاره سازى آنكه مرا فريب خواهد داد، و نيرو بر آنكه مرا زبون خواهد كرد، و تكذيب آنكه عيب من گويد، و رهائى از دست آنكه آزار من جويد. مرا توفيق ده به اطاعت آنكه به من راه راست نمايد و پيروى آنكه مرا ارشاد كند
شرح:
اللهم ارزقنى القدره على الظالمين:
يا رب، قد اعيش الصراع مع الناس الذين يتحركون فى ساحات مواجهتى، فيعملون على ظلمى فى حالات الضعف، و مجابهتى بالكلمات القاسيه فى اوضاع الخصومه، و مقابلتى بالعناد لما اريده، و التخطيط باساليب المكر و الحيله للايقاع بى، و محاوله اضطهادى و قهر عنفوانى فى ساحه المعركه، و التحرك من اجل اتهامى بالعيوب التى لا علاقه لى بها، و توجيه الوعيد الى من اجل اسقاط روحيتى فى موقف التحدى.
اللهم انى استعينك و استجير بك و استمد منك القوه و الرعايه و الحمايه و الامان، اللهم ارزقنى القوه و القدره و السلطه على الظالمين الذين يعملون على ظلمى بقوتهم و سلطانهم، فى استغلال بعض نقاط الضعف فى نفسى او فى موقعى او فى ظروفى المحيطه بى.
لا تجعلنى- يا رب- اقف موقف الضعيف امامهم، حتى لا يطمعوا فى الامتداد فى نزعه الظلم المتجذره فى شخصياتهم، بل اجعلنى فى موقع المتمرد عليهم، القوى فى مجابهتهم، القادر على اخضاعهم و انقاذ نفسى من ضغط سلطانهم.
اللهم اجعل لى الحجه القويه المنطلقه من قوه الحق الذى التزمه، و المنطق السليم الذى اتحرك فيه، ضد الذين يدخلون معى فى الخصومه فى قناعاتى و افكارى و وسائلى و اهدافى، حتى اتغلب عليهم لمصلحه الخط المستقيم الذى يجرى مع خط الرساله فى نور هداك.
اللهم ارزقنى الظفر بالمعاندين للحق الذين يعرفون عمقه، و يشاهدون نوره، و يكتشفون طريقه، و ينفتحون على آفاقه، و لكنهم يرفضونه و يخالفونه، و يابون
السير فى خطه، و الاهتداء بهديه، عنادا و استكبارا من دون حجه و لا برهان.
امنحنى- يا رب- الاسلوب الحكيم الذى استطيع به الضغط على حاله العناد عندهم، و الوسائل القويه التى تحطم كبرياء التعصب الاعمى الذى يدفعهم الى التمرد المجنون على الحق، حتى يسقط ظلام العناد امام نور الحق.
اللهم هب لى الفكر المتحرك الذى يعرف مخارج الامور و مداخلها، و موارد الاشياء و مصادرها، و بواطن الاوضاع و ظواهرها، و ينفذ الى عمق التخطيط الخفى الذى ينطلق به تفكير الاخرين فى الايقاع بالناس، و الكيد لهم، و التامر عليهم، و المكر بهم، انطلاقا من خفايا السوء الكامنه فى داخلهم، حتى استطيع، من خلال تلك المعرفه الواسعه، ان اواجه المكر بمكر مثله، و الكيد بكيد اقوى منه، و اسقط كل الاعيب الحيل، و اساليب اللف و الدوران، لاحقق الحمايه لنفسى من كيد الكافرين، و مكر الماكرين، و حيل اللاعبين، كما احقق الحمايه بذلك لدينى و امتى و مصيرى من ذلك كله.
اننى لا احب لنفسى اسلوب المكر و الكيد و اتباع الحيل الخفيه، و لكنك- يا رب- جعلت لكل شىء ضدا من صنفه، لان المعركه لا بد ان تدار باسلحتها الطبيعيه التى يواجه بها السلاح السلاح المماثل له، فاردت لنبيك نوح ان يبادل السخريه التى يواجهه بها قومه بسخريه مماثله، لان الساخر لا يسقط امام كلمات الجد، فلربما يتخذها وسيله للسخريه الجديده، بل يسقط امام السخريه به، فذلك هو الذى يصيب مقتل الكرامه عنده، فى ما يفكر ان يصيب به مقاتل الاخرين، و هكذا اردت للمكر ان يقابل الماكرين حتى و صفت نفسك بانك خير الماكرين، لانك تسقط مكر كل ماكر، فى خططه الشريره التى يخطط بها لاسقاط الحق و اهله.
اللهم اجعل لى القدره على المستكبرين:
اللهم فاجعل لى القدره على القوى التى تضطهد الناس و تضطهدنى معهم، و تحاصرهم و تضغط عليهم، و تصادر حريتهم، حتى يعيشوا الضغط النفسى، و القهر العملى، و ذلك من خلال النزعه الاستكباريه و الروح الاستعلائيه للسيطره على اوضاعهم، و لكنهم- ككل المستكبرين- يخضعون للقوه التى تواجه قوتهم، و يسقطون امام روحيه التمرد التى تتمرد عليهم، الامر الذى يجعلنا نقابل القوه بالقوه، و الاضطهاد بالتمرد، لنحول الضعف الكامن فى زوايا نفوسنا الى قوه من خلال الايمان بك، و الثقه بعونك، و الشعور بمواطن الضعف لدى المستكبرين فى مقارنه بمواطن القوه عندنا، فى ما نكتشفه من ذلك فى حياتنا.
اللهم وفقنى للوقوف فى وجه الناس الشريرين الذين يتهموننى بما انا برىء منه، و يعيبوننى بما انا سليم منه، على اساس العقده الذاتيه العدوانيه التى يحملونها ضدى، حتى اظهر كذبهم و عدوانهم، من خلال الصوره الحقيقيه التى تمثلنى فى كل الصفات الواقعيه التى اتصف بها، لاننى لا اريد تزكيه نفسى بما لا استحقه، بل كل ما اريده هو ان ابرىء نفسى من العيوب التى لم اتصف بها، و الكلمات التى لا استحقها من السلبيات التى يحركها الاعداء ضدى.
اللهم ارزقنى السلامه من التهديدات العدوانيه التى يوجهها الى الطغاه البغاه الذين يبغون على الناس بغير الحق، فيهددوننى فى نفسى و اهلى و مالى و جميع امورى، و يتوعدوننى بالعقوبات القاسيه، و الاوضاع المهلكه، لاقدم التنازلات لهم فى مواقفى الرساليه العامه، و اخضع لتخطيطاتهم و لافكارهم و سياساتهم و توجهاتهم الشريره.
اننى لا احب- يا رب- ان افقد احترامى لنفسى، و التزامى برسالتى، و صلابتى فى مواقفى، و اخلاصى فى مبادئى تحت تاثير الوعيد و التهديد، فاذا ضعفت امام ذلك، فاعطنى القوه التى تمنحنى سلامه النفس و الموقف و الموقع.
اللهم وفقنى لطاعه الصالحين:
يا رب، ربما التقى بالناس الطيبين من الرساليين الذين يرصدون الانحراف فى طريقى و الارتباك فى خطواتى، و الباطل فى اهدافى، و الخطاء فى افكارى، و الاهتزاز فى مواقفى، و الزيف فى سلوكى، فينطلقون بكل اخلاص و محبه و مسووليه، لتسديد اعمالى و اقوالى و علاقاتى و خطواتى، بالنصح و التوجيه و الانفتاح بى على مواقع الصواب، و الابتعاد بى عن مواقف الخطاء، و لارشادى الى الطريق المستقيم و الغايه المثلى، و العروه الوثقى، و الهدايه التى هى اقوم و ازكى.
و قد يتدخل الشيطان فى عقلى و قلبى و ارادتى و احساسى، فيوسوس لى بالتنكر لهولاء، و التمرد عليهم، و اجتناب وصاياهم و تعاليمهم و ارشادهم و تسديدهم، لانه يعمل على الاستفاده من نزعه الشر التى تختزنها الغرائز فى انحرافاتها، و تثيرها نقاط الضعف فى اهتزازاتها، فاواجه الذين سددونى بالعصيان، و اقابل الذين ارشدونى بالاصرار على السير فى خط الضلال، اغترارا بزخارف الحياه الدنيا و غفله عن سعاده الدار الاخره.
اللهم انى اسالك التوفيق لطاعه هولاء الناس الناصحين فى خط الرساله، الراشدين المرشدين فى ساحه التقوى، المسددين فى طريق الصواب، و ابعدنى عن كل الهواجس و الوساوس و النزعات و النزوات التى تحسن لى القبيح و تقبح لى الحسن، و تصور لى الصواب خطاء و الخطاء صوابا، و الضلال هدى و الهدى ضلالا، فاننى لا املك القوه الا بقوتك، و لا اتحرك فى خط الرشد و الصواب و الاستقامه الا بمعونتك، فمنك كل التوفيق للطاعه، و منك كل التسديد للصواب.
جاء فى رياض السالكين تعليقا على هذه الفقرات من الدعاء من خلال ايحاءاتها باللجوء الى القوه فى مواجهه الاساءات الموجهه الى الانسان من الاخرين، فى الوقت الذى تجد فيه الخط الاخلاقى يتمثل فى العفو عمن اساء الينا، فكيف نفسر ذلك؟ قال: «فان قلت: فى هذا الفصل من الدعاء ما ينافى مكارم الاخلاق، فانه (ع) سال الاستعداد للقوه على الانتقام ممن اساء اليه، و حسن الخلق و كرمه يقتضى العفو و الاعراض، بل مقابله الاساءه بالاحسان، كما روى من الخبر المشهور بين الخاص و العام: «ان جبرئيل (ع) جاء الى النبى (ص) فقال: اتيتك يا محمد بمكارمالاخلاق اجمعها، قال: و ما تلك؟ قال: خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين، يا محمد، هى ان تصل من قطعك و تعطى من حرمك و تعفو عمن ظلمك، فاحسن (ص) تقبله و تلقيه حتى نزل قوله تعالى- ثناء عليه-: (و انك لعلى خلق عظيم)(القلم: 4)، و الاخبار و الاثار فى هذا المعنى اكثر من ان تحصر و اشهر من ان تذكر.
قلت: ليس فى الدعاء ما ينافى الخبر، و بيان ذلك: ان من الظلم و الاساءه ما يحسن العفو عنه، و منه ما لا يحسن الا دفاعه. فالاول: ما ليس على الانسان فى تحمله و التغاضى عنه ذله و غضاضه، و لا عار و دناءه، فهذا مما يحسن العفو عنه و الحلم عليه، و هو الذى يقتضيه حسن الخلق و كرمه، و الثانى: ما ادى الى دنيه و عار، فهذا مما لا يحسن الا دفاعه و الكف عنه، و هو المسمى باباء الضيم و انفه العار و حمايه الحريم و الاخذ بالثار، و عن هذا قال اميرالمومنين (ع): لا خير فيمن لا يغضب اذا اغضب. و قال تعالى حاكيا عن نبيه لوط (ع) فى التاسف على عجزه عن دفاعه: (لو ان لى بكم قوه او آوى الى ركن شديد)(هود: 80).
و قال الحكماء: ان القوه الغضبيه اذا تركبت مع العقل استقام امر الحمايه و الدفاع و الاخذ بالثار، و كان صاحبه عدلا فى اقتداره، محمودا فى انتصاره. و الى هذا المعنى اشار الجعدى بقوله:
و لا خير فى حلم اذا لم تكن له
بوادر تحمى صفوه ان يكدرا
و لا خير فى جهل اذا لم يكن له
حليم اذا ما اورد الامر اصدرا
و قال ابوالطيب:
اذا قيل حلما قال للحلم موضع
و حلم الفتى فى غير موضعه جهل
و من هنا قال العلماء: يجب التدبر فى امر الاساءه و الظلم، فان كان مما يسعه العفو و التجاوز كفى فيه العتاب، و العدل و العفو احسن و اولى و هو اقرب للتقوى، و ان لم تسمح السياسه بالتجافى و الصفح عنه و حيث العقوبه بقدر الذنب لا بقدر التشفى.
اذا عرفت ذلك، مما ساله (ع)- عن اليد و اللسان و الظفر و الاقتدار، انما اراد به ما يقتضيه اباء الضيم و انفه العار، و هو من اعلى معالى الاخلاق، لا مناف لها».
و خلاصه الفكره، ان للقوه فى مواجهه التحديات الظالمه دورها الكبير فى الحالات التى يتحول فيها الموقف الى المستوى الذى يمثل فيه التسامح لونا من الضعف الذى يترك تاثيراته السلبيه على موقع الشخص او الجهه التى يمثلها، او الخط الذى يتحرك فيه، بحيث يودى الى اذلاله و سقوطه تحت تاثير الجهه الظالمه الباغيه، و لا بد فى هذه الحال من المواجهه، و قد يصل الامر فيه الى حرمه العفو و التسامح.. اما اذا كانت المساله تمثل حاله الجهل فى موقف المتحدى، بحيث يكون التعالى عنه موقفا للقوه، فيمكن ان تتحرك اخلاقيه العفو فى خط الاخلاق العاليه، الامر الذى يفرض المزيد من الدقه فى دراسه الموضوع من جميع جوانبه.
احاديث مرتبط:
مذمت بىتفاوتى در برابر خشم ديگران.
قال اميرالمومنين عليهالسلام: لا خير فيمن لا يغضب اذا اغضب.
نعمر عليه
آيات مرتبط:
وجوب انقياد متعلّم از معلّم:
قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (موسى به او گفت: «آيا تو را -به شرط اينكه از بينشى كه آموخته شدهاى به من ياد دهى- پيروى كنم؟») قرآن كريم، سوره مباركه الكهف (18)، آيه 66.