ترجمه: خدايا درود بر محمد و آل او فرست و هنگام غفلت مرا به ياد خود هوشيار گردان و تا اجل فرا نرسيده است به طاعت خويش وادار و راهى آسان سوى محبت تو فرا پيش من آور و خير دنيا و آخرت را به كمال عطا كن
شرح:
اللهم نبهنى لذكرك فى اوقات الغفله:
يا رب، قد تطوف بى الغفله التى تطبق على عقلى و روحى و قلبى و حياتى كلها، فتنسينى ذكرك، و تبعدنى عن الاحساس بحضورك الشامل فى الوجود كله، فاستغرق فى المخلوقات من حولى، و انسى خالقها، و اذوب فى حاجاتى و شهواتى و اوضاعى، و اغفل عن مصدر القوه فيها، و فى ذلك الضلال الكبير، و البلاء العظيم، لاننى اذا نسيت ذكرك، و غفلت عن رقابتك لى و حضورك فى حياتى، نسيت نفسى، و ابتعدت عن حركه مسووليتها، و تجاوزت الحدود التى حددتها لعبادك و اردت لهم ان يقفوا عندها.
اللهم ارزقنى اليقظه عند استيلاء النوم على وعى الاحساس فى ذاتى، وهب لى القدره على الانتباه لذكرك فى اوقات استغراقى فى الغفله، ليكون ذكرك حاضرا فى قلبى، فلا اغفل عنك فى عمق مشاعرى الخفيه، و فى لسانى، فلا يشغلنى ذكر غيرك عن ذكرك، و فى حياتى فى حركتى فى داخلها، فلا ابتعد عن مواقع طاعتك، و لا اقترب من مواقع معصيتك.
و استعملنى بطاعتك فى ايام المهله:
اللهم ان عمرى يمثل المده التى تمهلنى فيها، فلا تحملنى مسووليه اعمالى السيئه بمعاجلتى بالعقوبه عليها، لاقوم بحساباتى الدقيقه فى مفرداتها من خلال اكتشاف نتائجها السلبيه، فيدفعنى ذلك الى الاستقامه فى خط التغيير نحو الافضل من اجل تقويم الانحراف و تصحيح الخطاء و التوبه من الخطيئه.
اللهم اجعل عمرى كله مستعملا فى طاعتك، مشدودا الى الحصول على رضاك، لان ذلك هو الذى يمنح العمر معناه، و يحرك حيويته عندما ينفتح عليك من خلال الافاق الواسعه التى تلتقى بك، و اوضح لى النهج القويم الذى يسهل لى الوصول الى محبتك حتى يكمل لى بذلك خير الدنيا و الاخره، فى الانفتاح على طاعتك و الحصول على رضاك.
جاء فى رياض السالكين فى معنى «خير الدنيا» قوله: اعلم انه ليس المراد بخير الدنيا ما يتبادر الى اكثر الاذهان من المعنى المشهور فى العرف العام، و هو كثره المال و المقتنيات الدنيويه، بل المراد به ما كان وسيله الى خير الاخره الذى هو السعاده الاخرويه، كما قال اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه، و قد سئل عن الخير ما هو؟: «ليس الخير ان يكثر مالك و ولدك، و لكن الخير ان يكثر علمك و ان يعظم حلمك، و ان تباهى الناس بعباده ربك، فان احسنت حمدت الله، و ان اسات استغفرت الله، و لا خير فى الدنيا الا لرجلين: رجل اذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبه، و رجل سارع فى الخيرات. و «لا يقل عمل مع التقوى و كيف يقل ما لا يتقبل».
فتراه- عليهالسلام- كيف حصر خير الدنيا فى امرين:
الاول: الاشتغال بمحو السيئات و اعدامها، و تدارك الذنوب بالتوبه، فتسعد النفس بذلك لاكتساب الحسنات.
الثانى: الاشتغال باكتساب الحسنات و المسارعه فى الخيرات، ليفوز بالسعاده الاخرويه و لا واسطه من الخير المكتسب بين هذين الامرين.
و لما كانت محبته تعالى مستلزمه للتوجه التام الى حضرته المقدسه من غير فتور و لا كلال، كانت سببا لكمال خير الاخره بالطريق الاول، و الله اعلم.
و روى ثقه الاسلام فى الكافى بسنده عن ابىجعفر محمد الباقر (ع) انه قال «قال رسولالله (ص): قال الله عز و جل: اذا اردت ان اجمع للمسلم خير الدنيا و الاخره جعلت له قلبا خاشعا و لسانا ذاكرا، و جسدا على البلاء صابرا، و زوجه مومنه تسره اذا نظر اليها، و تحفظه اذا غاب عنها فى نفسها و ماله».
احاديث مرتبط:
جمع بين خير دنيا و آخرت.
عن ابىجعفر عليهالسلام، قال: قال رسولالله صلى الله عليه و آله: قال الله عز و جل: اذا اردت ان اجمع للمسلم خير الدنيا و الاخره جعلت له قلبا خاشعا، و لسانا ذاكرا، و جسدا على البلاء صابرا، و زوجه مومنه تسره اذا نظر اليها، و تحفظه اذا غاب عنها فى نفسها و ماله.