از دعاهاى آن حضرت (ع) است هرگاه بليهاى از او دفع مىگشت يا حاجت او زود برآورده مىشد
شرح:
دعاوه اذا دفع عنه ما يحذر او عجل له مطلبه
كيف يفكر الانسان المومن اذا تحققت له مطالبه السلبيه او الايجابيه، و انفتحت حياته على امانيه و تطلعاته، بحيث دفع الله عنه ما يحذر من المشاكل القاسيه و العقبات الصعبه، هل يستسلم لذلك فيرى ما حدث له علامه على ان المستقبل سوف يكون مشرقا سعيدا فى كل اوضاعه و مطالبه، لان الرعايه الالهيه التى احاطته بالخير و اليسر و الفرج دليل على ان ذلك سيستمر فى كل مواقع حياته القادمه، ام ان عليه ان يفكر فى الامور بحذر، لان الله قد يعجل للانسان العافيه، اختبارا له، او املاء او تقديما للخير على ما قد يعقبه من الشر الذى قد يستمر طويلا، و ربما تتصل نتائجه فى الدنيا بنتائجه فى الاخره بما قد يسببه من السقوط فى عذاب الله؟
ان هذا الدعاء يعالج المساله بطريقه ابتهاليه يثير فيها الانسان المومن الحذر فى نفسه من ان يكون هذا المظهر من الرحمه هو النصيب الالهى الذى يمنحه الله للانسان، لتكون المرحله الاتيه خاضعه لاجواء النقمه فى خط البلاء، فتكون العافيه حاله طارئه لا حاله مستمره دائمه، الامر الذى يمنعه من الاسترخاء امام ذلك، مما يجعله متهاونا بالاستغراق فى الطاعه لله و البعد عن معصيته، او بالاستزاده من
الارتفاع فى درجات التقوى، و لذلك فان المساله هى مساله الترقب و الحذر و المواجهه لكل الاحتمالات المستقبليه التى تدفعه الى الانفتاح الدائم على الله طلبا لرحمته.
اللهم لك الحمد على حسن قضائك، و بما صرفت عنى من بلائك، فلا تجعل حظى من رحمتك ما عجلت لى من عافيتك، فاكون قد شقيت بما احببت، و سعد غيرى بما كرهت، و ان يكن ما ظللت فيه او بت فيه من هذه العافيه، بين يدى بلاء لا ينقطع، و وزر لا يرتفع، فقدم لى ما اخرت، و اخر عنى ما قدمت، فغير كثير ما عاقبته الفناء، و غير قليل ما عاقبته البقاء، و صل على محمد و آله.
الحمد لله على حسن القضاء و صرف البلاء:
يا رب، اننى الان اعيش فى بحبوحه من نعمائك، و فى عافيه من بلائك، و لطف من افضالك، و ذلك من خلال القضاء الحسن الذى يهمى بالرحمه الفياضه التى تحول العسر الى يسر، و البلاء الى عافيه، و الخوف الى امن، و الفقر الى غنى، فلم يبق هناك اى مجال للبلاء ان يقترب الى حياتى، و قد فتح لى ذلك كل ابواب الامل الواسع سعه الحياه فى ان تكون حياتى كلها فى هذا الجو، او فى ذلك الاتجاه، و ذلك من خلال ما عودتنى من فضلك، و اسبغته على من عطفك.
و لكنى افكر بان المساله قد تكون عافيه عجلت لى، و اختبارا لمواقفى فى السير فى خط طاعتك، او فى الاتجاه بعيدا عنها، و لذلك فانى اتوسل اليك- يا رب- ان لا تجعل هذا كل حظى من رحمتك ليكون المستقبل فى اجواء نقمتك، فتكون الفتره الباقيه لى فى الدنيا بلاء و شقاء، كما يكون المستقبل الاخروى جحيما، فتتحول لذه الحاضر آلاما فى المستقبل، و نعيم اللحظه السريعه شقاء فى الزمن الطويل الاتى، بينما يكون الاخرون عاشوا الحياه جحيما فى الموقع المستقبلى الذى يتحول فى الاخره الى امتداد فى النعيم فى رضوانك و جنتك، الامر الذى يجعل حياه هولاء سعاده فى الوقت الذى اكون فيه فى مواقع الشقاء.
ان المشكله لدى ولدى الكثيرين من الناس، اننا نتطلع الى مفهوم السعاده و الشقاء فى الجانب الحسى المباشر من تجربتنا فى الحياه، من خلال العوامل الماديه المتصله بالواقع الذى نعيشه على مستوى اللحظه، بينما يختلف الموضوع فى دراسه المساله فى العمق، على اساس النتائج الاخيره التى قد تكون خيرا فى نهايات البلاء، و قد تكون شرا فى نهايات العافيه، لان البلاء قد ينفذ الى المناطق الخفيه من وجداننا الروحى، ليملاها بالصفاء الذى تعيش معه فى سعاده روحيه يحلق معها الانسان فى الاجواء الصافيه النقيه فى رحاب الله، فى خشوع الدعاء، و ابتهال الصلاه، و قد يتحرك نحو الواقع، ليدخل الانسان- معه- الى التجربه الصعبه التى تقوى مواقع الفكر لديه فى البحث عن حلول المشكله، و تشد الاراده التى تتحدى كل حالات الاهتزاز التى تجذبها نحو السقوط فتدفع بالانسان نحو الاعلى.
و قد تفتح لنا ابواب رحمتك التى تفيض بالطافها علينا بما تغفره من ذنوبنا، او تستره من عيوبنا، او بما تمنحنا فيه من رضوانك الذى يطل بنا على كل مواقع الخير فى محبتك، لانك تتعهد عبدك بالبلاء، كما يتعهد الغائب اهله بالهديه، و انك لتحميه فى الدنيا، كما يحمى الطبيب المريض، و اذا احببت عبدا غمسته بالبلاء غمسا... بينما قد تكون العافيه املاء و امهالا و تعجيلا للثواب و تسهيلا للاسترخاء الذاتى و الغيبوبه الروحيه و الغفله القلبيه و نحو ذلك، مما يبعد به الانسان عن الاراده الصلبه و الرويا الواضحه و القرار الحاسم و الخط المستقيم، فيودى به ذلك الى سخطك فى نتائجه السلبيه على قضيه المصير فى الدنيا و الاخره.
و فى ضوء ذلك، قد يكون البلاء سعاده فى نتائجه الايجابيه، و قد تكون العافيه شقاء فى نتائجها السلبيه.
فليكن اختيارك لى- يا رب- ما هو خير لى فى الدنيا و الاخره، لان كل همى هو ان اكون فى احضان رضوانك، و لا اكون فى مواقع سخطك، فلا خير بخير يودى بنا الى النار، و لا شر بشر يودى بنا الى الجنه.
و هكذا اتوسل اليك ان تعجل لى البلاء، و توخر لى العافيه، اذا كانت العافيه العاجله حركه فى خط البلاء المستمر فى مدى الخلود فى الدار الاخره، و فى طبيعه الاثام التى تطبق على فتسلمنى الى غضبك الذى لا مجال للخروج منه عندما يقوم الناس لرب العالمين، فانه لا قيمه لعافيه تنتهى الى بلاء الابد، و لا خطوره لبلاء تعقبه عافيه الخلود.
و هذا هو ما نستهديك لتوفقنا للوصول اليه، لان وجودنا فى الدنيا كان من فيض رحمتك، فليكن وجودنا فى الاخره استمرارا لهذه الرحمه فى كل مفرداته و فى كل مداه يا رب العالمين.
احاديث مرتبط:
قومى را كه خدا دوست دارد به بلا گرفتار مىكند.
روى عن ابىعبدالله عليهالسلام: ما احب الله قوما الا ابتلاهم.
الكافى، ج 2، ص 252، ح 3 و 4
انبيا، پربلاترين مردم.
عن ابىجعفر عليهالسلام: اشد الناس بلاء الانبياء، ثم الاوصياء، ثم الاماثل فالاماثل.
الكافى، ج 2، ص 252، ح 3 و 4
گرفتارى بندگان خالص خدا به بلا.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: ان لله عبادا فى الارض من خالص عباده، ما تنزل من السماء تحفه الى الارض الا صرفها عنهم الى غيرهم، و لا تنزل بليه الا صرفها اليهم.
الكافى، ج 2، ص 253، ح 5
گرفتارى بنده مؤمن خدا به بلا.
قال الصادق عليهالسلام: ان الله ليتعاهد عبده المومن بالبلاء كما يتعاهد الغائب اهله بالطرف، و انه ليحميه الدنيا كما يحمى الطبيب المريض.
الكافى، ج 2، ص 255، ح 17
فرو رفتن بندگان محبوب خدا در بلا.
قال الصادق عليهالسلام: ان الله اذا احب عبدا غته بالبلاء غتا.
الكافى، ج 2، ص 253، ح 7
پاداش بزرگ براى بلاى بزرگ و ابتلاء بندگان محبوب خدا.
قال ابىعبدالله عليهالسلام : قال رسولالله صلى الله عليه و آله و سلم: ان عظيم البلاء يكافى به عظيم الجزاء، فاذا احب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء.
الكافى، ج 2، ص 253، ح 8
ارتباط افزايش ايمان و افزايش بلا.
قال الصادق عليهالسلام: انما المومن بمنزله كفه الميزان، كلما زيد فى ايمانه زيد فى بلائه.
الكافى، ج 2، ص 253، ح 10
جايگاه ويژه بلاديدگان در بهشت.
قال الصادق عليهالسلام: ان فى الجنه منزله لا يبلغها عبد الا بالابتلاء فى جسده.
الكافى، ج 2، ص 255، ح 14
اجر بىنظير در مقابل مصائب.
قال الصادق عليهالسلام: لو يعلم المومن ماله فى الاجر من المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض.