ترجمه: خدايا! درود بر محمد و خاندان او فرست و مرا بدآنچه به آنها ارزانى داشتهاى شيفته مكن و آنان را به نعمتى كه از من منع فرمودهاى فريفته مساز. من بر آفريدگان تو رشك نبرم و حكم تو را خوار نشمارم.
شرح:
الحمد لله على كل حال:
يا رب، لك الحمد، لان كل موقع من مواقع الحمد يتطلع اليك، فانت الذى صنعت للحمد معناه، و منحته سره، و اعطيته كل مداه، فلا حمد الا حمدك، لان حمد كل موجود ينتهى اليك لانه كان عطاءك، اما حمدك فهو سر ذاتك، لان الحمد هو صفه وجودك القدسى.
لك الحمد، فنحن لا نتصورك الا محمودا، و لا نذكرك فى ابتهالاتنا الا بالرب الحميد فى صفاته و افعاله.
فالحمد لله على كل تنوعات رضاه فى حياتى و حياه الاخرين، فى الفقر و الغنى، فى الصحه و السقم، فى الامن و الخوف، فى الشده و الرخاء، و فى كل الوان الحياه المتحركه فى دروب انسانيتنا المليئه بالتعقيدات على مستوى الحركه و الواقع، فانا قد اجد شخصا غنيا الى جانب شخص فقير، و انسانا معافى فى مقابل انسان مريض، و مجتمعا آمنا الى جانب مجتمع خائف.
و ربما كان الواقع المزدوج فى تناقضاته يدفع الى تفكير شيطانى، و تساول انفعالى. لماذا هذا التنوع الذى يمنح هذا فرصه للراحه لا يمنحها لذاك، و كيف يصرخ الالم فى انسانيه انسان بينما ينفتح انسان آخر على اللذه فى حركه وجوده؟
و قد تمتد هذه ال(لماذا) الى عده مجالات و مواقع فى واقع الوجود الانسانى، و قد تختصر الجميع كلمه «هل هذا عدل»؟ و لكن المشكله هى ان الانسان يفهم العدل دائما من خلال مشاعره و غرائزه و حاجاته و اوضاعه، فيرى ان كل ما يسىء اليها ظلم من دون ان ينفتح على غيره فى اوضاعه الخاصه و العامه، فينظر الى الامور من جانب واحد بعيدا عن الجوانب الاخرى، و يرتبط بالاشياء من خلال السطح لا من خلال العمق، و بذلك يبتعد عن وعى التوازن بين الاشياء فى امتدادها و انفتاحها، فتختلط عليه القضايا، فيحسب العدل ظلما و الظلم عدلا.
و هذا ما ينبغى له ان يلتفت اليه اذا التقى فى وعيه بربه فى موقع الالوهيه الشامله و الربوبيه الممتده فى حياه خلقه و فى وجود الكون فى سعته و امتداده، فهو الذى يحيط باسراره فى ظواهره و بواطنه، و هو الذى يعلم ما يصلحه و يفسده، فيوزع نعمه على الناس كما يوزعها على الموجودات من خلال حاجاتها الحقيقيه بحكمته التى يدير بها نظام الحياه و الناس و الوجود الكونى الشامل، لانه من موقع رحمته و حكمته، يمنح كل شىء حاجته من خلال علمه بحدودها، فلو زاد له اكثر من ذلك لفقد مصلحته، و لو انقص منه لوقع فى المفسده.
و هذا ما ينبغى للمومن الواعى العارف بربه ان يلتفت اليه فى وعى ايمانه، فيومن بان الله هو العدل فى حاله المنع كما هو العدل فى حاله العطاء، و هو العدل فى وقوع الانسان فى ما يكرهه لنفسه، كما هو العدل فى وقوعه فى ما يحب، فاذا نظر الى اختلاف معايش العباد فى الفقر و الغنى و الضيق و السعه، عرف انك يا رب و زعت عليهم ارزاقهم فى خط التوازن الذى يحقق لهم الخير الشامل، فاذا قل لديهم حجم الرزق من جانب فانهم يحصلون على نوعيه الخير من جانب آخر، و هكذا يكشف سر العدل فى صنعك، و مضمون الصلاح فى تقديرك، و معنى الحكم فى تدبيرك، و انت- يا رب- فى ذلك كله صاحب الفضل عليهم جميعا لانهم خلقك، فلا يملك احد عليك شيئا لانك الذى ملكتهم كل ما لديهم.
و هكذا يتوجه اليك فى ابتهالاته ان يشرق وحيك فى عقله و روحه و حسه، ان لا تدخله فى التجربه- الفتنه التى تدفعه الى الاستغراق فى الغنى الذى فتحت لهم موارده و مصادره ليجد فيه القيمه الكبرى و الدرجه العليا التى حصلوا عليها منك، و لم يحصل عليها، فيتعقد منهم فى عمليه رفض للواقع المنطلق من حكمتك فى تقدير الارزاق فى النظام العام، مما يبتعد به عن الرضى بقضائك و الاذعان لحكمك، و يدفع به الى الحسد لخلقك فى احساس عدوانى يتمنى فيه انتقال غناهم اليه و فقره اليهم، بعيدا عن الروح الايمانيه التى تطلب منك ان تمنحها مثلهم مع ابقاء رزقك لهم على حاله.
و ربما يودى هذا الواقع المختلف بين الغنى و الفقير الى ان يقع الغنى فى التجربه الفتنه فتعظم نفسه عنده و يحتقر غيره لذلك.
اللهم لا تدخلنا فى التجربه الصعبه و اجعلنا من الراضين بفضلك و الواعين لحكمتك و المذعنين بانك لا تقضى الا بما فيه الخير لخلقك من موقع الخير و البلاء.
احاديث مرتبط:
در مذمت حسد ورزيدن به ثروت و دارايى ديگران.
قول اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه فى خطبه له: «فاذا راى احدكم لاخيه غفيره فى اهل او مال او نفس فلا يكونن له فتنه».