ترجمه: حق آنها بر من واجبتر است و احسان آنها بيشتر و نعمت آنها بزرگتر از آنكه دادخواهى كنم و به مانند عمل آنها را مكافات دهم. اى خداى من! چه روزگار درازى كه در پرورش من گذرانيدند و چه رنجهاى سخت كه در نگاهدارى من كشيدند و چه اندازه بر خود تنگ گرفتند تا زندگى بر من فراخ باشد.
شرح:
اللهم انى وهبت لهما حقوقى كلها:
يا رب، قد يخطىء والداى فى سلوكهما معى فى قولهما و فعلهما، فيتعديان على بالكلمات، من سباب او اهانه بغير حق، و يتجاوزان الحد الذى فرضته لهما فى معاملتهما لى، بالضرب او الطرد او الايذاء او نحو ذلك مما لم ترخصهما فيه، و قد يقصران فى حقوقى التى جعلتها فى الرعايه و التربيه و الحفظ و العنايه بشوونى العامه و الخاصه فى حاضرى و مستقبلى، و هدايتى الى الصراط المستقيم، فيهملان امرى، و يضيعان حقى، و يبتعدان عن حدود الواجب الذى الزمتهما به فى ما يلزم الولى من حق للمولى عليه، لانك لم تجعل الولد ملكا للوالدين يعبثان به، و يلعبان بمصيره، و يتصرفان باوضاعه كيف شاءا، و يتحركان معه تبعا لمزاجهما، و يعاملانه كقطعه من اثاث البيت على اساس هواهما، بل جعلته امانه عندهما يحفظانه فى صحته و عقله و اخلاقه و آدابه، ليكون عبدا صالحا فى طاعته لك و فى مسووليته فى نفسه و فى الناس من حوله، و فى الحياه التى يتحرك فيها و ينطلق اليها، فليس الولد لعبه يلعبان بها، و لكنه مسووليه تحاسبهما عليها، فى ما يضيعانه منها، و ما يقصرانه فيها، و تمنحهما ثوابك فى ما يحفظانه من حق و يقومان به من واجب.
اننى- يا رب- اقف بين يديك لاسترجع تاريخهما فى تاريخى، و جهدهما فى تربيتى، و تعبهما فى حراستى، و تضحيتهما فى سبيلى، فقد كانا يبذلان كل طاقاتهما فى رعايتى، بحسب وعيهما لخطوط الرعايه، و كانا يتعبان فى سبيل راحتى فى نومى و يقظتى، فكانا يسهران الليالى حتى يمنحانى الهدوء فى النوم، و كانا يراقبان كل ما يحيط بى من مخاوف و تهاويل و اضرار و اعداء ليحرسانى من ذلك كله بعيونهما و بجميع امكاناتهما، و كانا يضيقان على نفسيهما ليوسعا على، فيجوعان ليشبعانى، و يظمان ليرويانى، و يعريان ليلبسانى، اننى استعرض ذلك فى خيالى لتنطلق الفكره الانسانيه المنفتحه على المقارنه بين اساءتهما الى فى بعض امورى، و احسانهما الى فى كل حياتى، فهل تتوازن المساله، و هل يستقيم الحساب؟!
ان النتيجه سوف تكون فى مصلحتهما فى احساسى الذاتى، لاجد ان حقهما على اوجب و احسانهما الى اقدم، و منتهما على اعظم، مما يجعل القصاص لا معنى له، و لا عدل فيه، و لا مجال للجزاء عليه، و هذا ما يفرض على ان اقف بين يديك لاعبر عن شعورى تجاههما و موقفى من اساءتهما الى، فانى لا اتهمهما على نفسى بنقصان فى العاطفه، و ابطاء فى البر، و لا اشعر بالكراهه و الحقد و الغضب على ما اسلفاه فى امرى من سوء، فلم يكن ذلك منهما تعمدا فى الايذاء، و تقصيرا فى الرعايه، و ابتعادا عن المسووليه، و لكنه الخطاء العابر و وسوسه الشيطان و اختلاف التقدير للامور، و لذلك فاننى اقدم حقى لهما هبه منى، و ابتهل اليك ان لا تحاسبهما عليه، و لا تحملهما مسووليه ذلك من خلال ما يستتبعه من العقاب، بل اغفر لهما ذلك، فاننى قد غفرت لهما كل ذلك، فى احساس منى باننى مهما فعلت من العفو عنهما، او الخدمه لهما، فاننى لا افيهما حقهما، و لا ادرك ما يجب على لهما، و لا استطيع ان اقضى ما يلزمنى من خدمتهما.
اننى ابتهل اليك ان تعيننى على ذلك، و على الوقوف فى خط التوازن، لان النفس اماره بالسوء الا ما رحمت، مختاره للباطل الا ما وفقت، فاعنى على نفسى بما تعين به الصالحين على انفسهم، فانك خير من استعان به المستعينون، و وفقنى- يا رب- فى هداك الذى تهدى اليه الراغبين فى هدايتك، لاكون من اهل البر لوالدى فى حياتهما و موتهما، و لا تجعلنى من اهل العقوق، حتى اقف- غدا- بين يديك فى موقف السائرين على هداك، المستقيمين على خطك، العاملين بطاعتك، يوم تجزى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون.
ان هذه الفقره من الدعاء توحى بان مساله الحق فى علاقه الولد بوالديه و علاقه الوالدين به، هى من المسائل المتبادله، تماما كما هو الخط الاسلامى فى العلاقات الانسانيه التى تعطى لكل انسان حقه، فلا تمنح اى شخص حقا مطلقا تجاه الاخر، لان التوازن فى الحياه يفرض التبادل فى الحقوق و الواجبات، حتى لا يطغى انسان على انسان آخر من خلال ما يراه حقا مطلقا له، مع ملاحظه اختلاف الدرجه فى هذا الحق او ذاك من خلال طبيعه الامور فى خصوصيه هذا او ذاك، كما هو الحال فى مساله الحق فى الولد و الوالدين، فقد جعل الله للوالدين من الحق اكثر مما جعله للولد عليهما من خلال الجهد العظيم الذى يبذلونه فى حركه وجوده، و قد جاء ذلك فى الايات المتعدده و الاحاديث الكثيره النبويه، فى حق الوالدين على الولد فى الاحسان اليهما و عدم الاساءه اليهما.
اما حق الولد فيعبر عنه الحديث الذى روى عن الامام على بن الحسين زينالعابدين (ع) فى رساله الحقوق، فقد جاء فيها قوله:
«و اما حق ولدك فان تعلم انه منك و مضاف اليك فى عاجل الدنيا بخيره و شره، و انك مسوول عما وليته من حسن الادب، و الدلاله على ربه عز و جل، و المعونه له على طاعته، فاعمل فى امره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان اليه، معاقب على الاساءه اليه».
و جاء فى كتاب الكافى للكلينى بسنده عن زيد بن على عن ابيه عن جده (عليهمالسلام) قال: «قال رسولالله (ص): يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما».
و هذا هو الخط المستقيم فى حركه الاسلام فى الانسان و الحياه، و هذا هو الذى ينبغى للدراسات الاسلاميه ان ترتكز عليها فى دراسات العلاقات الانسانيه فى الاسلام.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست