ترجمه: ديده بينندگان از مشاهده ذات او فرومانده و انديشه گويندگان از ذكر اوصاف او عاجز است
شرح:
الحمد لله الاول و الاخر:
يا رب، انا هنا فى الاجواء الممتده فى الزمن الازلى فى حركه الابد، و فى الافاق الرحبه التى تشمل الوجود كله، و فى المعانى التى تتنوع و تتلون و تحتوى الحياه كلها فى مضمونها الفكرى، و انفتاحها الروحى، و انسيابها الشعورى...انا هنا، اتطلع اليك فلا اجد احدا يقترب من معنى الوجود فى وجودك، و من سر الحقيقه فى ذاتك، و من امتداد المعنى فى اللانهايه من معناك...انا هنا، فى رحابك اطوف، و فى آفاقك اسمو، و فى ابداعك اهيم، و فى كل معنى للحمد فى صفات العظمه من صفاتك اتحرك، فارانى انفتح على الحمد كله عندما التقى بمواقع القدس من حمدك.
الحمد لله الذى لم يقترب الزمن من وجوده، لانه هو الذى اعطى الزمن وجوده و حدد له بداياته و نهاياته، و اطلق سره فى الكون ليحتوى حركته فى كل شىء يتحرك فيه، فكيف يدخل الزمن فى معنى ذاته، فلا معنى للنسبيه فى صفه الاول اذا و صفته بها، لان الكلمه قد تختزن فى معناها الحدوث الذى يخترق العدم مفهومه، فلا نتصور معنى الاوليه فى معنى القبليه الزمنيه فى الوجود، كما لا معنى للنسبيه فى صفه الاخر له، لانها قد تحمل معنى الايحاء بنهايه الوجود فى موقعه ليكون خاضعا لحدود القبليه و البعديه فى الاوليه و الاخريه عنده.
ان المشكله فى اللغه انها تمثل تجربه الذهن البشرى فى محسوساته، فلا تملك
التعبير عن المطلق فى الوجود، و لا المجرد عن الزمان و المكان فى المعنى، لانه لم يلتق بذلك فى تجربه الحس، و لذلك كانت الكلمات علامات على المعنى، لا التعبير عن سر المعنى.
ربما لم يستطع الانسان الخاضع للحس فى كل مضمونه الوجودى ان يتعقل الغيب و المطلق و المجرد و الخالى عن معنى الزمان و المكان، بالطريقه التفصيليه التى يتصور بها الاشياء المحسوسه لديه، و لذلك فانه لا يملك الدقه فى التعبير عنها، و لكنه يملك ادراك السر فى طبيعه هذه المفاهيم من خلال المعادلات العقليه التى تدرس الزمن، فترى انه لا يملك الثبات فى الوجود، بل هو معنى نسبى منتزع من نسبه موجود الى موجود، و حركه الى واقع، مما يجعله شيئا محدودا فى داخل الوجود المحسوس من دون ان يكون ذاتيا فى الوجود، و هذا هو السر فى ان بعض الفلاسفه من الشعراء لم يتعقلوا المساله وجدانيا عندما بداوا يخلطون بين المعنى النسبى الرابط بين الاشياء المحسوسه و المعنى الذاتى الذى هو الحقيقه الكامنه فى معنى ذاتها.
الحمد لله، فى وجودك الذى لا يقترب من الحس فى معناه، لانه يرتبط بالمحدود فى تفاصيله، فكيف يمكن ان يدرك المطلق الذى لا حدود له و لا تفاصيل، فلا تدركه الابصار، و ليس كمثله شىء.
و تبقى الكلمات- فى السياق التعبيرى اللغوى- حركه فى تقريب الفكره، تماما كما هى وسائل الايضاح التى تقرب المعنى الى الذهن بالاسلوب المادى.
و اذا كانت بعض كلمات القرآن الكريم توحى بالصوره الحسيه لله فى الحديث عن وجهه، كما فى قوله تعالى: (كل شىء هالك الا وجهه)(القصص: 88).
(اينما تولوا فثم وجه الله)(البقره: 155).
او عن يد الله، كما ورد فى قوله تعالى: (يد الله فوق ايديهم)(الفتح: 10).
او النظر الى الله: (وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره)(القيامه: 22).
الى غير ذلك من الايات، فان القرآن نفسه هو الدليل على ان هذه التعبيرات كانت وارده على سبيل الاستعاره و المجاز، فاذا كان الله (ليس كمثله شىء)(الشورى: 11)، فان ذلك يكون قرينه على ان اتصافه بصفات خلقه كان مجازيا، و اذا كان الله (لا تدركه الابصار)(الانعام: 103)، فان ذلك دليل على ان النظر الى الله ليس نظرا الى ذاته، بل الى مظاهر عظمته الداله عليه.
ليس هذا من التاويل ليقول قائل: لماذا نطرح الظاهر الى التاويل من دون ضروره؟ بل هو وجه من وجوه الاخذ بالظهور، باعتبار ان اراده المعنى المجازى على سبيل الاستعاره من اللفظ يمثل لونا من الوان الظهور بالقرينه على اساس تفسير القرآن بالقرآن، لان القرينه المتصله او المنفصله تمنع اراده الظهور الوضعى لتستبدله بالظهور بالقرينه.
و اذا لم يكن للحس دور فى معرفته، فان العقل هو الذى يكتشف وجوده من خلال مظاهر عظمته، و لكنه لا يستطيع الوصول الى الوعى الكامل لصفاته، الا بما عرفنا منها، و هذا هو ما يقف الواصفون امامه عاجزين حيارى لا يملكون الكثير مما يقولون او مما يصفون.
احاديث مرتبط:
خداوند فوق توصيف وصفكنندگان.
قال الرضا عليهالسلام: «هو فوق ما يصفه الواصفون».
التوحيد للصدوق، ص 57
كمال توحيد در نفى صفات از خدا.
قول اميرالمومنين صلوات الله عليه: «كمال التوحيد نفى الصفات عنه».
التوحيد للصدوق، ص 57
اوهام واصفين، ناتوان از ادراك خدا.
عن الباقر (عليهالسلام) من قوله: «كلما ميزتموه باوهامكم فى ادق معانيه مخلوق مثلكم مردود اليكم».
شرح نهجالبلاغه لابن ميثم البحرانى، ج 1، ص 110
آيات مرتبط:
عدم رؤيت خداوند:
وَ لَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (و چون موسى به ميعاد ما آمد و پروردگارش با او سخن گفت، عرض كرد: «پروردگارا، خود را به من بنماى تا بر تو بنگرم.» فرمود: «هرگز مرا نخواهى ديد، ليكن به كوه بنگر؛ پس اگر بر جاى خود قرار گرفت به زودى مرا خواهى ديد.» پس چون پروردگارش به كوه جلوه نمود، آن را ريز ريز ساخت، و موسى بيهوش بر زمين افتاد، و چون به خود آمد، گفت: «تو منزّهى! به درگاهت توبه كردم و من نخستين مؤمنانم.») قرآن كريم، سوره مباركه الاعراف (7)، آيه 143.
عدم رؤيت خداوند:
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (چشمها او را درنمىيابند و اوست كه ديدگان را درمىيابد، و او لطيفِ آگاه است.) قرآن كريم، سوره مباركه الانعام (6)، آيه 103.
عدم امكان رؤيت خداوند و تقاضاى بندگان نابخرد:
يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَ آتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً (اهل كتاب از تو مىخواهند كه كتابى از آسمان [يكباره] بر آنان فرود آورى. البتّه از موسى بزرگتر از اين را خواستند و گفتند: «خدا را آشكارا به ما بنماى.» پس به سزاى ظلمشان صاعقه آنان را فروگرفت. سپس، بعد از آنكه دلايل آشكار برايشان آمد، گوساله را [به پرستش] گرفتند، و ما از آن هم درگذشتيم و به موسى برهانى روشن عطا كرديم.) قرآن كريم، سوره مباركه النساء (4)، آيه 153.