ترجمه: پس درود بر محمد و آل او فرست و يقينى عنايت فرما كه از رنج طلب بياسائيم. و آرامشى در دل ما افكن كه از جهد و كوشش بسيار باز نشينيم.
شرح:
اللهم هب لنا اليقين الصادق و الثقه الخالصه بك:
يا رب، قد تكون مشكله الكثيرين من المومنين منا اننا نغفل عن هذا الايمان فى مضمونه و ايحاءاته، فنبتعد فى خطواتنا عن الخط المستقيم الذى يمثل التوازن فى تصور الانسان لموقع ربه و مقامه فى حياته و حياه الاخرين، و فى دوره العملى فى حركته فى الحياه، و فى قدرته و موقعه المحدود، و ذلك اننا نستغرق فى حاجاتنا و فى قدراتنا كما لو كانت فرصا ضائعه و قدرات مبدده، فيخيل الينا اننا لو لم نستعجل الحركه، و لم نرهق الامكانات، و لم نستنفد الجهود، فاننا لن نبلغ ما نريد، و لن نحقق ما نحتاج، و لن نصل الى غاياتنا فى الحياه، لان جهدنا هو كل شىء فى الحصول على الحاجات، و هو الاساس فى تركيز القاعده القويه فى وجودنا. فلم نفكر بالله فى تخطيطه للنظام الكونى و الانسانى، و حكمته فى اعطاء كل موجود حقه و هداه، و رعايه مصالح الموجودات، و من بينها الانسان، فى ذلك كله، و رحمته و رافته و احسانه الى العباد كلهم فى تنظيم امورهم، فى الاجهزه التى اودعها فى اجسادهم و فى اوضاعهم و فى الظواهر الكونيه التى سخرها لهم، و فى ايصال ارزاقهم اليهم بمختلف الوسائل الفكريه و العمليه، الظاهره منها و الخفيه، بحيث يجد كل انسان رزقه فى الموقع الذى قدره له، سواء كان ذلك بتوجيهه اليه، او بتهيئه ظروفه له.
ان الانسان اذا وعى ذلك كله، امكنه ان يواجه الواقع الحى فى وجوده بعقل هادىء، و فكر متزن و جهد عاقل، لا يستعجل الامور و لا يلهث فى حركه الرزق، و لا يسقط امام مخاوف المشاكل و تهاويل الظروف، حذرا من ان يفقد الفرصه الذهبيه فى حياته فى الحصول على رزقه، و ذلك انطلاقا من اليقين الصادق بان كل شىء خاضع لاسبابه المقدره فى الكون، فاذا تحققت الاسباب تحققت المسببات، و اذا لم تحصل المقدمات لم تحصل النتائج، فيتخفف- بهذا اليقين- من ضغط الاحساس بثقل طلب الرزق، و يرتاح- من خلال هذه الثقه بالله- من شده الكدح، فيتحرك بهدوء و يعمل باتزان، و ينطلق فى حياته من خلال الفهم الدقيق للمسووليه و الوعى المنفتح على الله فى رحمته و حكمته و علمه و قدرته، ليطمئن روحيا و يرتاح نفسيا، فيتخلص من قلق الخوف فى نفسه و حيره المستقبل فى وجدانه.
و لكن هذا اليقين الصادق الذى يكفى الانسان موونه الطلب لا يلغى المبداء، ليكون الانفتاح على سنن الله فى حركه الانسان فى المجتمع مخالفا لليقين، فيجلس فى بيته منتظرا لرزقه فى سكون و هدوء من غير عمل، كما ان هذه الثقه الخالصه بالله تعفيه من شده النصب و لكنها لا تعفيه من التعب الطبيعى الذى تفرضه المسووليه فى العمل، لان الله يريد من الانسان المومن ان يكون العالم للدين فى مسوولياته الشرعيه، و للدنيا فى مسوولياته الحياتيه المتعلقه به و بالناس الاخرين فى ما اوكل الله اليه امره فى خط السببيه فى الكون و الحياه، فيكون اعتماده على الله فى العمق، و على نفسه فى الحركه الاليه للرزق.
احاديث مرتبط:
راحتى و آسايش در يقين و رضا، غم و اندوه در شك و سخط.
فى الحديث عن الصادق عليهمالسلام: ان الله بعد له و قسطه جعل الروح و الراحه فى اليقين و الرضا، و جعل الهم و لحزن فى الشك و السخط.