ترجمه: و از دعاهاى آن حضرت (ع) است در رضاى به تقدير الهى چون به مردم دنيا مىنگريست
شرح:
دعاوه فى الرضى اذا نظر الى اصحاب الدنيا
الفقر و الغنى فى الميزان الالهى:
فى هذا الدعاء حديث عن موقف الانسان المومن امام السنن الالهيه الاجتماعيه فى حياه الانسان فى اعطاء الغنى لبعض الناس مما اولاهم الله من السعه فى الرزق و الرخاء فى العيش، و فى انزال الفقر ببعض آخر، مما اوقع بهم من الضيق فى الحال و الشده فى الواقع، الامر الذى قد يوقع الاغنياء فى الفتنه الذاتيه التى تنظر الى الغنى كقيمه كبيره تعبر عن الدرجه العاليه عند الله، لتجعلهم فى موقع الفوقيه بالنسبه الى الناس، فيدفعهم الى الاستعلاء الذاتى و الاستكبار العملى الاجتماعى
من خلال نظرتهم الى فقر الفقراء كقيمه سلبيه منحطه تضعهم فى الدرجه السفلى عند الله و عند الناس، ليتصرفوا معهم على اساس الاهمال و الاحتقار كايه جماعه لا تملك من عناصر الاحترام شيئا.
و فى الجانب الاخر قد يقف الفقراء امام واقعهم المرير بالمقارنه مع المستوى الرفيع للواقع الغنى الواسع الذى يتحرك فيه الاغنياء، فيدفعهم ذلك الى حاله من الاهتزاز الايمانى بحكم الله، فلا يرضون به بل يحتقرونه و ينتقدونه و يعلنون سخطهم عليه، فيخرجون بذلك عن الطمانينه الايمانيه فى الثقه بالله و الرضى بقضائه.
و ينطلقون- فى الاتجاه الانحرافى الاخر- الى الحسد للاغنياء فى عقده نفسيه تتمثل فى التمنيات الحاقده التى تتحرك من اجل زوال النعمه عنهم و انتقالها اليهم، الامر الذى قد يودى الى الكثير من المشاكل النفسيه و الاجتماعيه يحركها الصراع بين الفقراء و الاغنياء من موقع العقده الذاتيه، بعيدا عن النتائج السلبيه فى علاقه بعضهم ببعض فى الامتداد العملى فى تعقيداته و مشاكله.
و هنا ينطلق الدعاء ليعمق فى نفس الانسان الايمان بان الله يمنح الانسان السعه فى جانب و يمنعها فى جانب آخر من خلال المصالح العميقه للواقع الانسانى كله، فقد يكون الغنى مصلحه لشخص، و قد يكون الفقر مصلحه للاخر، و ربما تتصل المساله بالواقع الوحدوى للنظام الكونى، بحيث يكون العدل فى النطاق الشامل الذى يجمع الناس كلهم فى صعيد واحد، و لا ينظر الى كل واحد بمفرده فى حاجاته و قضاياه، فاذا درس الانسان ذلك كله اكتشف سر قضاء الله و قدره، فيرضى بحكم الله، و يقربان العدل هو الاساس فى ما يقسم الله من الرزق مما يتوزعه الناس بدرجات متفاوته، فيطيب صدره و يتسع و يرتاح بمواقع حكم الله فى عباده، و تنفتح نفسه على ذلك كله من موقع الرضى الهادىء العميق بان القضاء المعين الذى حل به كان الخير الالهى فيه.
و من خلال هذا العمق فى الوعى الايمانى للقضاء الالهى، ينفتح الانسان فى ادراكه بان قضاء الله لم يجر الا بما فيه صلاح حياته فى السعه و الضيق و الشده
و الرخاء، فيشكره على الحرمان من بعض رزقه بالمستوى نفسه الذى يشكره فيه على العطاء فى حياته، لان المساله هى النتائج الايجابيه فى عمق الحكمه الالهيه فى تقدير الله لما يصلح الانسان فى واقعه الوجودى.
اما القيمه الكبرى فى وعيه فلا ترتكز على الغنى و الفقر، فليس الشريف من يملك المال الكثير فيكون له الفضل الذى يميزه عن الاخرين فى دائره القيمه الايجابيه، و ليس الحقير الخسيس من لا يملك مثل ذلك، بل يعيش الحرمان و الضيق فتكون له الدرجه السفلى التى تحط به عن الاخرين فى درجات السلم الاجتماعى، فالمال ليس معنى فى الانسان من حيث مميزاته الانسانيه، بل هو شىء خارج عن ذاته، طارىء فى حياته من خلال العوامل الخارجيه التى قد تضيق به تاره و تتسع له اخرى، مما يجعل المساله خاضعه للاوضاع المتنوعه مما يحيط بالانسان من هنا و هناك.
و لكن الشرف كل الشرف هو الاراده الانسانيه المنفتحه على الله فى خط الطاعه الذى هو الخط المستقيم الذى يبداء من امر الله و نهيه، لينتهى الى مواقع رضاه، و يرتفع بالانسان الى ساحه القرب منه، فذلك هو الشرف الرفيع الذى ينطلق من روحه و عقله و قلبه و جهده فى خطه العملى، و تلك هى العزه التى يقف الانسان فى ساحاتها قويا ثابتا صامدا لا ينتقص منه احد، و لا يفرض عليه الذل انسان، و ينتهى الدعاء بالطلب الى الله ان يمنحه الثروه الدائمه الباقيه التى لا تنفد، و ان يعطيه العز الذى لا يفقد، لينطلق به فى نهايه المطاف الى الملك الابدى الذى لا حد له فى امتداده و لا نهايه له فى وجوده.
انه الدعاء المتنوع فى ايحاءاته الايمانيه، و لمساته الاجتماعيه، و انطلاقاته الروحيه، و التفاتاته التربويه، فلا يتاثر الانسان الناظر الى اصحاب الدنيا فيسقط امامهم و يبتعد عن الخط المستقيم من خلال مشاعره السلبيه و احاسيسه الذاتيه، بل يمتلىء عقله و روحه فى نظره فلسفيه عفويه تنطلق بالرضى بالقضاء الالهى فى كل شىء.
الحمد لله رضى بحكم الله، شهدت ان الله قسم معايش عباده بالعدل، و اخذ على جميع خلقه بالفضل، اللهم صل على محمد و آل محمد، و لا تفتنى بما اعطيتهم، و لا تفتنهم بما منعتنى، فاحسد خلقك، و اغمط حكمك.
الحمد لله على كل حال:
يا رب، لك الحمد، لان كل موقع من مواقع الحمد يتطلع اليك، فانت الذى صنعت للحمد معناه، و منحته سره، و اعطيته كل مداه، فلا حمد الا حمدك، لان حمد كل موجود ينتهى اليك لانه كان عطاءك، اما حمدك فهو سر ذاتك، لان الحمد هو صفه وجودك القدسى.
لك الحمد، فنحن لا نتصورك الا محمودا، و لا نذكرك فى ابتهالاتنا الا بالرب الحميد فى صفاته و افعاله.
فالحمد لله على كل تنوعات رضاه فى حياتى و حياه الاخرين، فى الفقر و الغنى، فى الصحه و السقم، فى الامن و الخوف، فى الشده و الرخاء، و فى كل الوان الحياه المتحركه فى دروب انسانيتنا المليئه بالتعقيدات على مستوى الحركه و الواقع، فانا قد اجد شخصا غنيا الى جانب شخص فقير، و انسانا معافى فى مقابل انسان مريض، و مجتمعا آمنا الى جانب مجتمع خائف.
و ربما كان الواقع المزدوج فى تناقضاته يدفع الى تفكير شيطانى، و تساول انفعالى. لماذا هذا التنوع الذى يمنح هذا فرصه للراحه لا يمنحها لذاك، و كيف يصرخ الالم فى انسانيه انسان بينما ينفتح انسان آخر على اللذه فى حركه وجوده؟
و قد تمتد هذه ال(لماذا) الى عده مجالات و مواقع فى واقع الوجود الانسانى، و قد تختصر الجميع كلمه «هل هذا عدل»؟ و لكن المشكله هى ان الانسان يفهم العدل دائما من خلال مشاعره و غرائزه و حاجاته و اوضاعه، فيرى ان كل ما يسىء اليها ظلم من دون ان ينفتح على غيره فى اوضاعه الخاصه و العامه، فينظر الى الامور من جانب واحد بعيدا عن الجوانب الاخرى، و يرتبط بالاشياء من خلال السطح لا من خلال العمق، و بذلك يبتعد عن وعى التوازن بين الاشياء فى امتدادها و انفتاحها، فتختلط عليه القضايا، فيحسب العدل ظلما و الظلم عدلا.
و هذا ما ينبغى له ان يلتفت اليه اذا التقى فى وعيه بربه فى موقع الالوهيه الشامله و الربوبيه الممتده فى حياه خلقه و فى وجود الكون فى سعته و امتداده، فهو الذى يحيط باسراره فى ظواهره و بواطنه، و هو الذى يعلم ما يصلحه و يفسده، فيوزع نعمه على الناس كما يوزعها على الموجودات من خلال حاجاتها الحقيقيه بحكمته التى يدير بها نظام الحياه و الناس و الوجود الكونى الشامل، لانه من موقع رحمته و حكمته، يمنح كل شىء حاجته من خلال علمه بحدودها، فلو زاد له اكثر من ذلك لفقد مصلحته، و لو انقص منه لوقع فى المفسده.
و هذا ما ينبغى للمومن الواعى العارف بربه ان يلتفت اليه فى وعى ايمانه، فيومن بان الله هو العدل فى حاله المنع كما هو العدل فى حاله العطاء، و هو العدل فى وقوع الانسان فى ما يكرهه لنفسه، كما هو العدل فى وقوعه فى ما يحب، فاذا نظر الى اختلاف معايش العباد فى الفقر و الغنى و الضيق و السعه، عرف انك يا رب و زعت عليهم ارزاقهم فى خط التوازن الذى يحقق لهم الخير الشامل، فاذا قل لديهم حجم الرزق من جانب فانهم يحصلون على نوعيه الخير من جانب آخر، و هكذا يكشف سر العدل فى صنعك، و مضمون الصلاح فى تقديرك، و معنى الحكم فى تدبيرك، و انت- يا رب- فى ذلك كله صاحب الفضل عليهم جميعا لانهم خلقك، فلا يملك احد عليك شيئا لانك الذى ملكتهم كل ما لديهم.
و هكذا يتوجه اليك فى ابتهالاته ان يشرق وحيك فى عقله و روحه و حسه، ان لا تدخله فى التجربه- الفتنه التى تدفعه الى الاستغراق فى الغنى الذى فتحت لهم موارده و مصادره ليجد فيه القيمه الكبرى و الدرجه العليا التى حصلوا عليها منك، و لم يحصل عليها، فيتعقد منهم فى عمليه رفض للواقع المنطلق من حكمتك فى تقدير الارزاق فى النظام العام، مما يبتعد به عن الرضى بقضائك و الاذعان لحكمك، و يدفع به الى الحسد لخلقك فى احساس عدوانى يتمنى فيه انتقال غناهم اليه و فقره اليهم، بعيدا عن الروح الايمانيه التى تطلب منك ان تمنحها مثلهم مع ابقاء رزقك لهم على حاله.
و ربما يودى هذا الواقع المختلف بين الغنى و الفقير الى ان يقع الغنى فى التجربه الفتنه فتعظم نفسه عنده و يحتقر غيره لذلك.
اللهم لا تدخلنا فى التجربه الصعبه و اجعلنا من الراضين بفضلك و الواعين لحكمتك و المذعنين بانك لا تقضى الا بما فيه الخير لخلقك من موقع الخير و البلاء.
احاديث مرتبط:
رضاى به قضا و قدر.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: اول ما كتب الله تعالى فى اللوح: انى انا الله، لا اله الا انا، من لم يرض بقضائى، و لم يشكر لنعمائى، و لم يصبر على بلائى فليطلب ربا سوائى. (اول مطلبى كه خداوند در لوح به قلم قدرت نوشت اين بود: همانا من پروردگار عالمم، جز من معبودى نيست، هر كس به قضا و حكم من رضا ندهد، و نعمتهايم را شكر نكند، و بر بلا و آزمايشاتم صبر ننمايد، پس خدائى غير من را طلب كند.) شرح تعرف، ص 312
رضاى به كرده حق.
قال الصادق عليهالسلام: راس طاعه الله الرضا بما صنع الله فيما احب العبد و فيما كره. (سر طاعت خداوند رضا به كردهى حق است در آنچه كه عبد آن را دوست دارد يا از آن ناراحت است.) بحارالانوار، ج 71، ص 139
راضى بودن معلول يقين و اطمينان به خدا.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: اصل الرضا حسن الثقه بالله. (ريشهى رضا اطمينان نيكو داشتن به حضرت حق است.) ميزانالحكمة، ج 4، ص 145
عدم رضايت مظهر كفر.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: من لم يرض بالقضاء دخل الكفر دينه. (هر كس راضى به قضا نباشد، ناسپاسى وارد دينش شده.) ميزانالحكمة، ج 4، ص 148
مراد از عدالت خدا در تقسيم روزى بندگان.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: «و ان من عبادى لا يصلحه الا الفقر، و لو اغنيته لافسده ذلك، و ان من عبادى من لا يصلحه الا الغنى، و لو افقرته لافسده ذلك». (مع اختلاف يسير فى العبارة)
الكافى، ج 2، ص 352، ج 8
آيات مرتبط:
راضى به قضا و قدر:
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (قومى را نيابى كه به خدا و روز بازپسين ايمان داشته باشند [و] كسانى را كه با خدا و رسولش مخالفت كردهاند -هر چند پدرانشان يا پسرانشان يا برادرانشان يا عشيرهى آنان باشند- دوست بدارند. در دل اينهاست كه [خدا] ايمان را نوشته و آنها را با روحى از جانب خود تأييد كرده است، و آنان را به بهشتهايى كه از زير [درختان] آن جويهايى روان است درمىآورد؛ هميشه در آنجا ماندگارند؛ خدا از ايشان خشنود و آنها از او خشنودند؛ اينانند حزب خدا. آرى، حزب خداست كه رستگارانند.) قرآن كريم، سوره مباركه المجادلة (58)، آيه 22.
تقسيم روزى بندگان از جانب خدا:
أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (آيا آنانند كه رحمت پروردگارت را تقسيم مىكنند؟ ما [وسايل] معاشِ آنان را در زندگى دنيا ميانشان تقسيم كردهايم، و برخى از آنان را از [نظر] درجات، بالاتر از بعضى [ديگر] قرار دادهايم تا بعضى از آنها بعضى [ديگر] را در خدمت گيرند، و رحمت پروردگار تو از آنچه آنان مىاندوزند بهتر است.) قرآن كريم، سوره مباركه الزخرف (43)، آيه 32.
فضل فراگير خدا بر بندگان:
وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (و اگر فضل و رحمت خدا بر شما نبود و اينكه خدا توبهپذير سنجيدهكار است [رسوا مىشديد].) قرآن كريم، سوره مباركه النور (24)، آيه 10.