ترجمه: ما را سوى دين برگزيدهى خود هدايت فرمودى و به شريعت پسنديدهات راه نمودى و در راه هموار سالك گردانيدى و ما را بينا كردى تا به تو تقرب جوئيم و به كرامت تو رسيم.
شرح:
لقد تحمدت الينا- يا رب- باحسانك و فضلك الذى شمل كل حياتنا فى كل ما نحتاجه و ما ننعم به، و غمرتنا بمنك و كرمك حتى اغرقتنا بالسعاده من خلال ذلك. اننا نلتفت الى كل جوانب وجودنا المتحرك فى ارادتك، فنجد نعمتك شامله لكل شىء من امورنا، فليس هناك امر لا اثر فيه لنعمتك الماديه او الروحيه، و نكتشف منتك علينا سابغه فى كل اوضاعنا، فما من وضع لا ينطق بمنتك فى عمليه امتنان تهز الكيان كله، و نلتقى ببرك الذى اختصصتنا به، ففى كل زاويه من زوايا حياتنا غرسه للبر الالهى الذى يمتد حتى يشمل المواقع كلها.
اى احسان و فضل- يا رب- اعظم من احسانك و تفضلك علينا بهدايتنا لدينك الذى اخترته لعبادك نهجا للسعاده فى الدنيا و الاخره، وافقا رحبا نطل من خلاله على آفاق ارادتك فى ما تريد لعبادك ان يطيعوك فيه مما فيه الحصول على مصالحهم فى ما يفعلونه، و الابتعاد عن مفاسدهم فى ما يتركونه.. و ذلك هو عنوان ملتك التى ارتضيتها من خلال تجسيدها لمواقع رضاك و سبيلك الذى خططت لنا لنصل من خلاله الى كرامتك فى القرب اليك و الوصول الى رحمتك و مغفرتك.
هذا هو الجو الذى انطلق فيه الامام على بن الحسين زين العابدين (ع) ليقف امام وداع شهر رمضان، من خلال وعى الانسان لموقعه من ربه و موقع ربه منه، فى الطافه و نعمه و احسانه و عظمته و رحمته و مغفرته و هدايته، مما يجعل شهر رمضان موقعا من مواقع اللطف فى رعايه الله للانسان، و حركه فى اتجاه الوصول اليه من اجل الحصول على الدرجه العليا فى محبته و رضوانه.
و هذا هو الذى يخرج بشهر رمضان و غيره من مواقيت العباده و الدعاء، عن الخط التقليدى الذى قد يتحول فيه الموعد الزمنى العبادى الى تقليد ميت يمر به الناس بشكل عادى لا يوحى باى اهتمام، و لا يحمل ايه حراره فى منطقه الفكر و الشعور، لان امتداد التشريع فى مدى الزمن قد يجعل المساله فى دائره الجمود التاريخى الذى يتجمد كل شىء فى داخله. ان القضيه المطروحه فى التربيه الروحيه الاسلاميه هى ان يكون الله هو العمق فى كل شىء فى الحس الشعورى للانسان بحيث يراه فى كل قول من اقواله و فى كل فعل من افعاله، و فى كل موقع من مواقع الزمن فى حركه حياته، سواء كان يحمل عنوانا للفكره او موقعا للعباده او كان لا يحمل شيئا من ذلك، و هذا هو الذى يعطى الزمن حيويته و حرارته، و للعباده معناها و حركتها فى الفكر و فى الحياه.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست