انها البدايه التى يراد لها ان تطوف بالانسان المومن فى آفاق التصور الايمانى لله فى صفاته الالهيه، التى تطل على شوون المخلوقين فى علاقه الخالق بهم، ليتعرف، من خلال ذلك، موقعه من ربه من خلال موقع الله من عباده فى رعايته لهم، و لطفه بهم، ليكون الدعاء حاله وعى فى العقيده من حيث هو حاله ابتهال فى الحاجه فى خط المعرفه العميقه الواسعه.
فالله هو سر العطاء الذى لا يقف عند حد، و لا يجتذب اى شىء فى مقابله، و ذلك من خلال انفتاح رحمته على عباده فى ما يحتاجون اليه فى شوون حياتهم و حركه وجودهم، لانه خالقهم و رازقهم، فكما اعطاهم الوجود من دون مقابل، فانه يعطيهم حاجات الوجود بالطريقه نفسها.
ثم ما هى حاجته الى الجزاء و هو الغنى عن خلقه، و ما هى قدره عباده على تقديم العوض لالطاف الله و رحماته، و ماذا يملكون من كل ما بايديهم و ما حولهم مادام ذلك كله من الله؟!
و هو المعطى الذى لا يندم على العطاء، لان العطاء ينطلق من حكمته بالمعنى نفسه الذى ينطلق فيه من كرمه، من خلال تدبيره للوجود، على اساس انه اهل العطاء الذى ينطلق من فيض الرحمه فى ذاته ليشمل من يستحق ذلك من خلال العمل ، و من لا يستحقه، و ذلك هو الايحاء فى الفقره الماثوره فى بعض الادعيه:
«فان لم اكن اهلا ان ابلغ رحمتك فرحمتك اهل ان تبلغنى و تسعنى لانها وسعت كل شىء».
و لذلك فلا معنى للندم، ما دامت المساله خاضعه لخطه الرحمه، و ما دامت القضيه منطلقه من سعه الكرم، فان الذين يندمون هم البخلاء، او الذين يخافون الفقر من خلال العطاء.
و اذا كان العطاء سر ذاته، فانه لا يخضع للحسابات الدقيقه على اساس افعال العبد الحسنه و القبيحه، ليزيده فى جانب او لينقصه فى جانب آخر... و لذلك فانه لا يكافى عبده على السواء، بل يضاعف له الاجر ان كان العمل خيرا، و قد يغفر له ان كان شرا، و ذلك هو قوله تعالى فى مضاعفه الحسنه: (من جاء بالحسنه فله عشر امثالها) (الانعام: 160). و فى المغفره قوله تعالى: (و ان ربك لذو مغفره للناس على ظلمهم) (الرعد: 6). اما الذى يبقى فى دائره المسووليه و العذاب، فانه لا يستعجله بل يمهله و يترك له فرصه التراجع و التوبه، و ذلك مما لا تفرضه طبيعه المعصيه.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
پاداش مضاعف خدا در برابر نيكى خلق:
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (هر كس كار نيكى بياورد، ده برابر آن [پاداش] خواهد داشت، و هر كس كار بدى بياورد، جز مانند آن جزا نيابد و بر آنان ستم نرود.) قرآن كريم، سوره مباركه الانعام (6)، آيه 160.
بخشش خداوند علىرغم ظلم بندگان به خويش:
وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (و پيش از رحمت، شتابزده از تو عذاب مىطلبند و حال آنكه پيش از آنان [بر كافران] عقوبتها رفته است، و به راستى پروردگار تو نسبت به مردم -با وجود ستمشان- بخشايشگر است، و به يقين پروردگار تو سختكيفر است.) قرآن كريم، سوره مباركه الرعد (13)، آيه 6.