از دعاهاى آن حضرت (ع) است هرگاه ستمى بدو مىرسيد يا از ستمكاران عمل ناخوش آيندى مىديد
شرح:
دعاوه اذا اعتدى عليه او راى من الظالمين ما لا يحب
الاسلام حركه عدل فى الحياه:
للظلم فى المفهوم الاسلامى، معنى واسعا يمتد بامتداد الحق فى الحياه، عندما يكون السلوك تجاوزا له و تعديا عليه و عملا بخلافه، فالانسان قد يظلم نفسه بالكفر و المعصيه لانه يبعدها عن الحق و يعرضها للهلاك و للعذاب الدائم، و قد يظلم ربه، بالشرك به، او بالكفر به او بمعصيته له، و قد يظلم الناس افرادا و جماعات عندما يعتدى عليهم بمختلف الوان العدوان، بفعل ما يملكه من القوى و الظروف او الوسائل التى تمكنه من التعدى على حقوقهم الخاصه و العامه بظلم الحياه من حوله، عندما يعرضها للفساد و الاهتزاز و السقوط.
و الاسلام يرفض الظلم كله، جمله و تفصيلا، من كل احد، و يريد للانسان ان يربى نفسه على انكاره بقلبه و بلسانه و بيده، و يبتعد عنه بكل جهده، سواء كان ذلك من نفسه فى ظلمه للاخرين، او من غيره فى ظلم الناس لبعضهم البعض، و يرى ان الرضى بالظلم، او الاعانه عليه، يمثل لونا من الوان الشراكه للظالم فى ظلمه، لانه يهيىء له الاجواء النفسيه او العمليه التى تقوى روحيته او تدعم موقفه، و يشجب الذين يعملون على تقديم الاعذار للظالم فى ظلمه.
و يوجه الناس الى مواجهه الظالم بكل قوه، فى مواقع القدره على ذلك، و عدم الركون اليه فى كل اعماله و مواقعه و مواقفه، و يوكد ان العدل هو اساس الحياه، و سر ارسال الرسل و انزال الكتب، لان الله حدد المهمه الكبرى للرسل و الرسالات بقيام الناس بالقسط، و لذلك اراد للناس ان يعدلوا فى قولهم، حتى مع ذوى القربى، او ان يشهدوا الله و لو على انفسهم او الوالدين و الاقربين.
و ان لا تمنعهم العداوه من العدل مع اعدائهم، فللعداوه منطقها و احكامها التى لا تسمح بالانحراف عن خط العدل، و للعدل منطقه الذى ينطلق الى غايته، فتسقط كل الحواجز امامه.
و هكذا اختصر الله رسالته بانها حركه عدل.
و الدعاء على الظالمين، و الاستعانه بالله عليهم، يمثل الخط الروحى فى المنهج التربوى الاسلامى الذى لا يريد للانسان المومن ان يقف حائرا امام اعتداء الاخرين عليه او على من حوله او مواجهه الظالمين له بما لا يحب، فى شعور بالانسحاق الذى يسحق الشخصيه، و يقتل الروح، و يشل الاراده، و يملا النفس بالشعور العاجز الذى يوحى له بانه مجرد حشره صغيره ضعيفه تسحقها اقدام الاقوياء.
بل يريد له ان ينظر الى الظالمين نظره حاسمه من موقع الرفض، و ان يتطلع الى ما يملكونه من قوه بطريقه طبيعيه تحسب الامور بحساب المعطيات الواقعيه فى النظام الكونى فى حسابات موازين القوه و الضعف، و تثير الايحاء الداخلى بان المظلوم اذا لم يستطع مواجهه الظالم بالاخذ بحقه منه او بالقضاء عليه او على مواقع ظلمه، فان ذلك لا يعنى ان الحياه تمثل الفرصه المطلقه للاقوياء الظالمين لان الضعفاء لا يملكون الوقوف امامهم بالقوه نفسها، بل كل ما هناك ان الظروف المعينه، فى طبيعه قانون السببيه فى الكون، فى علاقه المسببات باسبابها، فرضت بعض الخلل فى حركه الواقع فى مدى محدود، و ان الظالم يملك فى داخله بعض عناصر الضعف، بل ربما يكون الظلم تنفيسا عن عقده ضعف فى ذاته، كما ان المظلوم قد
يملك بعض عناصر القوه فى شخصيته او فى ظروفه.
و قد تكون المشكله فى كثير من الحالات ان المظلوم لا يفكر فى عناصر قوته، بل يستغرق فى التفكير فى عناصر ضعفه مقارنه بعناصر قوه الظالم، فيودى ذلك الى الهزيمه الروحيه قبل بدء المعركه، مما يجعل السقوط فيها نتيجه طبيعيه لذلك.
الدعاء اسلوب لاعاده القوه الى الروح:
و هنا تكمن قيمه الدعاء فى الفكره التى توحى له بالقوه الالهيه التى هى وراء كل قوه، فالله هو القوى العزيز، الذى يملك القوه جميعا، و العزه جميعا، و هو الذى اعطى الاقوياء قوتهم، و هو القادر ان ياخذها منهم او يضعفها فيهم، تبعا لمواقع الحكمه فى خلقه و فى فعله.
و اذا كان الخط العقيدى يتحرك فى هذا الاتجاه، فان شعور الانسان بالضعف الذاتى لا يودى الى انسحاقه امام الاقوياء، بل يحوله الى التطلع الى الله للاستعانه به على هذا القوى الظالم او ذاك، بحيث يشعر بان قوه الله تدعم قوته، و تقوى ضعفه و تحميه من الظالم، فتمتلىء روحه بقوه روحيه جديده، و تتحرك فى كيانه عوامل الثبات التى تثبت له موقفه فى مواقع الاهتزاز، و تقوى له حركته فى مواقع الضعف، و هذا ما نستوحيه من حديث الله عن النبى محمد (ص) فى ليله الهجره: (اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا)(التوبه: 40).
فقد كان يعيش- فى ايمانه بالله- المناعه الروحيه التى يواجه فيها الموقف بطريقه الثبات الحازم، و يريد لصاحبه ان يعيش هذه المناعه بتذكيره بموقع الله فى مضمون الايمان.
و هذا ما نستلهمه من قول الله تعالى:
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله و فضل لم يمسسهم سوء
و اتبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم و خافون ان كنتم مومنين)(آل عمران: 175 -173).
فالقوه المضاده لا تسقط الضعفاء من خلال الاستغراق فى الموقف على اساس اختلال التوازن، بل ترتفع بالانسان ليكون فى الموقف الاعلى بايمانه بالله عندما يتوكل على الله و يلجا اليه و يستمد منه القوه، لتبقى له كل عناصر الثقه التى تمنع تاثره بتخويف المخوفين الذين يلجاون الى منطق الشيطان (ان كيد الشيطان كان ضعيفا)(النساء: 76)، و لتربطه بالخوف من الله الذى لا يريد للمومنين ان يخافوا من غيره فى موقف حرب او سلم، لان الايمان يرفعهم الى الدرجات العليا فى الروح و العزيمه و الموقف و النتائج... و لو بعد حين.
و هكذا ياتى الدعاء فى حالات العجز المادى كعنصر من عناصر التعبئه الروحيه التى تعيد للانسان الثقه، و تقوده نحو الثبات، و تودى به الى القوه او تدفعه الى الشعور بانه اذا لم يكن بمقدوره ان يهزم الظالمين و يدفعهم عن نفسه و عمن حوله، فان الله قادر على ذلك، و فاعل لذلك- بحسب حكمته- و لذلك فان المشكله عنده لا تتحول الى عقده عمليه او الى هزيمه نفسيه.
و لا بد من التاكيد على ان الدعاء ليس بديلا عن الحركه الجهاديه التى تواجه الظالم او القوه الدفاعيه التى تطرد القوى، بل هو اسلوب لاعاده القوه الى الروح، و تثبيت الاقدام فى مواقع الاهتزاز، و اعاده الثقه بالنفس من خلال الثقه بالله.
و لذلك فان المجاهدين يتطلعون الى الله و هم فى ساحه الجهاد، و يستعينون به و هم يتحركون بقوه فى خط المواجهه، و يبتهلون اليه- من هذا الموقع- ان ينصرهم على القوم الكافرين.
ان التربيه الاسلاميه تريد ان تجعل من الدعاء حركه فى داخل الذات المومنه، لتوحى للانسان بانه ليس وحده فى الحياه و لكن الله معه، و ان عليه ان يكون مع الله، و يعمل على اساس حركه سننه فى الكون، و يطيع اوامره فى حركه التحدى ضد القوم الظالمين، و يختزن فى نفسه ان الله هو اساس القوه فى كل شىء، و ان كل
قوى ضعيف امام الله، و ان كل ضعيف قوى بالله، و ان عليه ان يتوكل على الله فى كل اموره، و ان يكون واثقا بقدره الله و حكمته فى الامور كلها، فقد جعل الله لكل شىء قدرا.
يا من لا يخفى عليه انباء المتظلمين، و يا من لا يحتاج فى قصصهم الى شهادات الشاهدين، و يا من قربت نصرته للمظلومين، و يا من بعد عونه عن الظالمين، قد علمت- يا الهى- ما نالنى من فلان بن فلان مما حظرت، و انتهكه منى مما حجزت عليه بطرا فى نعمتك عنده، و اغترارا بنكيرك عليه.
اللهم فصل على محمد و آله، و خذ ظالمى و عدوى عن ظلمى بقوتك، و افلل حده عنى بقدرتك، و اجعل له شغلا فيما يليه و عجزا عما يناويه.
اللهم و صل على محمد و آله، و لا تسوغ له ظلمى، و احسن عليه عونى، و اعصمنى من مثل افعاله، و لا تجعلنى فى مثل حاله.
يا من بعد عونه عن الظالمين:
يا رب، مهما ازدحم الضباب على عقول الناس، فان الايمان بك يبقى هو النور الذى يمنحنا وضوح الرويا و سط الضباب، فيزيح الضباب عن عقولنا، و مهما استغرقتنا الاوهام، فطافت بنا فى الكهوف المظلمه و الاغوار السحيقه، فان معرفتنا لك تشدنا الى الاعالى و ترتفع بنا الى مطلع الشمس، و تغسل كل ظلمات قلوبنا بطهاره الضياء.
يا رب، قد تطرقنا المظالم فى الحياه، و قد يسحقنا الاقوياء فى مواقعهم الطاغيه، و قد تتحرك بنا نوازع الضعف، فتوحى الينا بالسقوط، و تطوف بنا تهاويل الياس فتودى بنا الى الهزيمه، فنفقد رويه القوه فى مواقع العظمه من ذاتك، و نبتعد عن منابع القدره فى كل السنن الكونيه فى خلقك، و لكننا نعود اليك و انت الاله القوى القادر، لنجد عندك كل القوه و الامل و السمو و العنفوان.
من انت- يا رب- فى موقع المعرفه فى حركه الظلم فى الحياه؟
انت الذى لا تخفى عليك انباء المظلومين المتظلمين اليك، لانك العالم باسرار الخلق فى كل خفاياه، و ببواطن الانسان فى كل افعاله، و انت الذى تعلم السر و اخفى، و تعلم وساوس الصدور، و هكذا تعرف الظالم من المظلوم، و نوعيه الظلم و حركته و ظروفه و ابعاده و وسائله و غاياته، فلا يغيب عنك من ذلك شىء، و اذا كانت الحقيقه فى معرفتك بهذا المستوى و فوق ذلك،
احاديث مرتبط:
مخفى نبودن امور پنهانى نزد خداوند.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: الحمدلله الذى بطن خفيات الامور، و دلت عليه اعلام الظهور. (سپاس مر خداوندى را سزاست كه داناى به تمام امور پنهانى است، و نشانههاى آشكار و روشن بر وجود مقدسش دلالت دارد.) نهجالبلاغه، خطبه 49
آيات مرتبط:
مخفى نبودن اخبار شكوهكنندگان و كليد خزائن غيب نزد خدا:
وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (و كليدهاى غيب، تنها نزد اوست. جز او [كسى] آن را نمىداند، و آنچه در خشكى و درياست مىداند، و هيچ برگى فرونمىافتد مگر [اينكه] آن را مىداند، و هيچ دانهاى در تاريكيهاى زمين، و هيچ تر و خشكى نيست مگر اينكه در كتابى روشن [ثبت] است.) قرآن كريم، سوره مباركه الانعام (6)، آيه 59.
پنهان نبودن هيچ چيز نزد خداوند:
إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ (در حقيقت، هيچ چيز [نه] در زمين و نه در آسمان بر خدا پوشيده نمىماند.) قرآن كريم، سوره مباركه آلعمران (3)، آيه 5.
پنهان نبودن هيچ چيز نزد خداوند:
رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَ ما نُعْلِنُ وَ ما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ (پروردگارا، بىگمان تو آنچه را كه پنهان مىداريم و آنچه را كه آشكار مىسازيم مىدانى، و چيزى در زمين و در آسمان بر خدا پوشيده نمىماند.) قرآن كريم، سوره مباركه ابراهيم (14)، آيه 38.
دانايى خداوند به اسرار نهان و آشكار:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ قَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَ ما أَعْلَنْتُمْ وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (اى كسانى كه ايمان آوردهايد، دشمن من و دشمن خودتان را به دوستى برمگيريد [به طورى] كه با آنها اظهار دوستى كنيد، و حال آنكه قطعاً به آن حقيقت كه براى شما آمده كافرند [و] پيامبر [خدا] و شما را [از مكّه] بيرون مىكنند كه [چرا] به خدا، پروردگارتان ايمان آوردهايد، اگر براى جهاد در راه من و طلب خشنودى من بيرون آمدهايد. [شما] پنهانى با آنان رابطه دوستى برقرار مىكنيد در حالى كه من به آنچه پنهان داشتيد و آنچه آشكار نموديد داناترم. و هر كس از شما چنين كند، قطعاً از راه درست منحرف گرديده است.) قرآن كريم، سوره مباركه الممتحنة (60)، آيه 1.
خداوند بينا و شنواى همه اخبار:
وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (و خداست كه به حقّ داورى مىكند، و كسانى را كه در برابر او مىخوانند [عاجزند و] به چيزى داورى نمىكنند؛ در حقيقت، خداست كه خود شنواى بيناست.) قرآن كريم، سوره مباركه غافر (40)، آيه 20.