ترجمه: خدايا درود بر محمد و آل او فرست و مرا از گناهان حفظ كن و در دنيا و آخرت در حالت خشنودى و خشم مرا از لغزش نگاهدار چنانكه اين دو حال نسبت به من مساوى باشند و من عمل به طاعت تو كنم و رضاى تو را برگزينم و غير رضاى تو نخواهم و جز به فرمان تو درباره دوستان و دشمنان عمل نكنم تا دشمن از جور و ستم من ايمن باشد و دوست از جانبدارى و هواخواهى من بناحق مايوس گردد
شرح:
اللهم ارزقنى التحفظ من الخطايا:
يا رب، ربما تتحرك فى داخلنا نقاط الضعف الغريزيه، فننفعل من دون وعى عميق للفعل، فنظلم الناس فى حال الغضب، و نظلم الحقيقه فى حاله الرضى، و نبتعد عن العدل مع اعدائنا، و عن الاستقامه مع اصدقائنا و اوليائنا، انطلاقا من ذاتيه المزاج، و انحراف الاهواء، و ميوعه العاطفه، و ثقل الحقد، و فقدان القاعده الفكريه و الاخلاقيه التى تثبت مواقفنا فى الارض الصلبه، و توجهنا نحو الخط المستقيم.
ان مشكلتى- يا رب- و مشكله كثير من الناس من حولى، ان العاطفه هى التى تكمن فى عمق مشاعرنا و خلفيه احكامنا، و لذلك نتقلب فيها بين الحب و البغض، و القرب و البعد، و الصداقه و العداوه، لندخل ذلك فى تقويمنا للاشخاص و للقضايا، فنقرب القريب و نرفعه الى اعلى الدرجات حتى و لو لم يكن قريبا من الحق و منفتحا على خط العدل، و نبعد البعيد و نسقطه الى اسفل الدرجات حتى و لو لم يكن بعيدا عن الحق او متحركا فى خط الظلم.
و هكذا نجد ان الغضب يتدخل فى الموقف و الحركه و الاتجاه بطريقه سلبيه، و ان الرضى يتدخل فى ذلك كله بطريقه ايجابيه، من دون وعى للمساله، او تحليل للقضيه، او تقويم للشخص، او تحديد للاتجاه، الامر الذى يربك حركه العدل فى الوجدان، و يقضى عليه فى الواقع، و يقود نحو الانحراف فى اتجاه المشكله الانسانيه.
و قد علمتنا يا رب فى كتابك العدل مع الاقرباء و الاعداء، ليكون الخط واحدا مع الفريقين، من دون ان يكون للعداوه او الصداقه و القرابه دور فى النتائج السلبيه او الايجابيه، فقلت فى محكم كتابك: (و لا يجر منكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى)(المائده: 8)، و قلت- سبحانك- (و اذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى)(الانعام: 152). و قلت- تباركت و تعاليت-: (يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على انفسكم او الوالدين و الاقربين)(النساء: 135).
يا رب، اجعل ذاتى فى صورتها الداخليه فى حركه الفكر و القلب و الشعور، صوره للحق فى حكمك و للعدل فى شريعتك و للاستقامه فى خط الانفتاح على عمق الواقع الحى فى الوضوح الكامل للرويه فى تقويم الاحداث و الاشخاص.
اجعلنى احب الوقوف عند مواقع القرب اليك، و انطلق فى دروب الاستقامه لديك، حتى لا اقع فى خطيئه الحكم بغير الحق، و الانحراف عن خط العدل، و الزلل عن قاعده الانصاف، فاحتاط لنفسى من الوقوع فى و حول الاعمال الشريره، و احترس من الزلل فى القول و الفعل، فى القضايا المتصله بالدنيا و الاخره، مما اواجه فيه واقع الحياه فى شوون الناس من حولى فى ذاتيات العلاقه فى امورهم، و واقع المسووليه فى نتائجها السلبيه او الايجابيه فى يوم القيامه امامك فى الحال التى اعيش فيها الشعور بالرضى عن نفسى او عن الناس او عن الحياه فى حركتها او فى قضاياها الصغيره و الكبيره، او اخضع فيها لانفعالات الغضب او السخط على الاخرين الذين ترتبط مصالحى بحياتهم او تنطلق اوضاعهم فى مجرى حياتى، او تنفتح مشاعر العداوه على علاقتى بهم و علاقتهم بى، فيدفعنى الرضى الى الوقوع فى الاثم بعيدا عن الطاعه، و السير مع الباطل بعيدا عن الحق، و يقودنى الغضب الى الابتعاد عن قول الحق، فافقد طهر الايمان فى ذلك، لانه يفرض على صاحبه الاستقامه فى الخط الالهى المنفتح على الحق و العدل، كما جاء فى الحديث الشريف: «انما المومن الذى اذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و الذى اذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل».
ارزقنى الحمايه من نتائج رضاى و غضبى، لابقى فى خط التوازن، و املك وضوح الرويا للاشياء، فاقف فى الموقف الصلب الثابت الذى لا تهزه الهزاهز الشعوريه، و لا تثيره الانفعالات الذاتيه، حتى اكون امامهما بمنزله سواء، فلا يميل بى الاحساس الى ما لا ترضاه، بل تكون طاعتك لدى كل شىء، لانها المظهر الحى لعبوديتى، و المصدر الوحيد لسلامتى و نجاتى فى الدنيا و الاخره، من دون فرق بين ان تكون المساله متصله بالاولياء القريبين منى او بالاعداء البعيدين عنى، فانا اوثر رضاك على كل شىء، حتى اوكد احترامى للحق، ليتحول ذلك الى احترام اصدقائى و اعدائى لى، فيقبل على الاعداء و هم واثقون باننى لن اظلمهم و لن ابخسهم حقهم فى ما يملكون من حق، و يقف الاصدقاء و هم عارفون بانى لن اميل معهم عن خط الحق، و لن ينحط هواى ليخضع لانفعالات مشاعر الصداقه، بل يبقى مرتفعا فى اعلى درجات المسووليه. اجعلنى- يا رب- انسان الحق و رجل العدل امام رب الحق و اله العدل، لترتفع عبوديتى الى مواقع رضاك و لا شىء الا رضاك.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست