و كان شغله الشاغل متابعه النصيحه فى كل قضايا الدنيا و الاخره للمسلمين السائرين فى خط الدعوه لرفع مستواهم و تقويم انحرافهم و توجيههم الى السعاده الدنيويه و الاخرويه.
و كانت النصيحه لاهل الدعوه شغله الشاغل و همه الكبير، و قد عاش ذلك فى كل كيانه، فكان يقاسى من الالام النفسيه اذا راى ابتعاد الناس عن الايمان بالرساله، و استمرارهم بالضلاله، حتى نزل الوحى عليه منك فى قولك- تباركت و تعاليت-: (لعلك باخع نفسك الا يكونوا مومنين)(الشعراء: 3).
و قولك- سبحانك-: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يومنوا بهذا الحديث اسفا)(الكهف::).
و قولك: (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات)(فاطر: 8) و غيرها من الايات التى توحى بانه كان النبى الذى ينفتح على الناس من موقع المحبه لا من موقع الحقد، و من طبيعه الرحمه لا القسوه، و لذلك كانت مشاعره الانسانيه مع كل الناس من حوله ليهتدوا به و يستضيئوا بنوره من اجل الله لا من اجل نفسه، حتى بلغ فى ذلك كله ما بلغه من الاذى حتى قال: «ما اوذى نبى مثل ما اوذيت».
و قد عبر عن ذلك اميرالمومنين على بن ابيطالب (ع) الذى رافقه منذ بدايه رسالته حتى آخر حياته، و اطلع على كل معاناته فى سبيل الله، فقال: «خاض الى رضوان الله كل غمره، و تجرع فيه كل غصه، و قد تلون له الادنون، و تالب عليه الاقصون، و خلعت اليه العرب اعنتها، و ضربت الى محاربته بطون رواحلها، حتى انزلت بساحته عداوتها من ابعد الدار، و اسحق المزار».
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
مراد از «دعوتك»، دعوت منسوب به خدا است:
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (دعوت حق براى اوست. و كسانى كه [مشركان] جز او مىخوانند، هيچ جوابى به آنان نمىدهند، مگر مانند كسى كه دو دستش را به سوى آب بگشايد تا [آب] به دهانش برسد، در حالى كه [آب] به [دهان] او نخواهد رسيد، و دعاى كافران جز بر هدر نباشد.) قرآن كريم، سوره مباركه الرعد (13)، آيه 14.