و از دعاهاى آن حضرت (ع) است در الحاح به خداى تعالى
شرح:
دعاوه فى الالحاح على الله تعالى
سر التذلل الى الله تعالى:
للعلاقه بالله معنى فى الايمان يختلف عن العلاقه مع الناس، لان الله هو سر وجود الانسان فى خلقه، و فى امتداده بالنعم التى يغدقها عليه، فليست هناك ايه فاصله بين الانسان و ربه، بل هو وجود مرتبط باراده و رحمه و نعمه و لطف عميم، الامر الذى يوحى بان الانسان فى كل فكره و روحه و حياته مشدود الى الله فى حاجاته كما هو مشدود اليه فى وجوده، بحيث يتمثل السئوال فى ذلك كله على مدى اللحظات المتتابعه كما لو كانت كل حاجه فيه تنطق بلسانها بالدعاء، و لذلك كان الالحاح على الله- و هو عنوان هذا الدعاء- تعبيرا عن الالحاح الوجودى بالطلب اليه من موقع كل عضو فى حاجته، و كل طاقه فى حركيتها، كما كان حركه- فى الداخل- للانسان نحو الاحساس بالقوه فى الارتباط بالله و اللجوء اليه فى كل اموره.
و لذلك فان هذا الابتهال الممتد فى الحاحه على الله، يمثل القوه بالله من موقع الاحساس بالضعف البشرى، و العزه الذاتيه فى الانفتاح على التذلل الى الله، و ذلك
هو سر علاقه الانسان بالله، فهى ترتفع فى روحانيتها كلما تواضع له، و تشعر بالعزه فى مواقفها و مواقعها، كلما ذل امامه.
اما العلاقه بالناس فهى علاقه تحكمها التعدديه التى ينفصل بها وجود عن وجود، و يستقل بها انسان عن انسان، لتكون الرابطه بينهما محكومه لضوابط من الفكر و السلوك تحدد لكل منهما طريقته فى العلاقه مع الاخر فى مفاهيم العزه و الكرامه، و فى حركه الحاجه لكل واحد منهما الى الاخر، مما يجعل الالحاح موجبا للسام و الملل و السقوط الانسانى و التعقيد فى العلاقات من الناحيه النفسيه من خلال النتائج السلبيه للالحاح على الطرف الاخر.
مفاهيم الدعاء:
و فى هذا الدعاء حديث مع الله عن سعه علمه لما فى الارض و السماء من الموجودات، لانه الخالق لها و الصانع لوجودها، مما يجعل من معرفته الشامله لها امرا طبيعيا، لان الخلق يفرض الاحاطه بالمخلوق، فلا يغيب عنه منها شىء، و هو المحيط بكل حركه هذه الموجودات، فلا مجال لان يهرب واحد منها من سلطته، لان حياتها مرتبطه بارادته و برزقه، و لان الكون كله ملكه، فالى اين يذهب الهاربون منه.
و يتابع الدعاء، ان المخلوق كلما ازداد معرفه بالله كلما ازداد خشيه منه لا طلاعه على اسرار العظمه فى ذاته، و هذا ما عبرت عنه الايه الكريمه: (انما يخشى الله من عباده العلماء) (فاطر: 28)، و كلما ازداد طاعه لله فى انفعاله بالعبوديه الانسانيه امام الربوبيه الالهيه، عبر عن الخضوع له اكثر، لان ذلك هو التجسيد العملى لهذه الحاله الشعوريه، و ان الذى يعبد غير الله فى الوقت الذى لا يملك فيه اى اساس لاستمرار حياته الا برزق الله، لا وزن له عند الله، لان قيمه الانسان عند ربه تكون بمقدار طاعته له، و قد قال الله تعالى: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) (الحجرات: 13)، و ان الذى يشرك بعباده الله غيره و يكذب رسله لا ينقص من ملكه
شيئا، و ان الذى يكره قضاء الله لا يملك ان يرد امره، و ان الذى يكذب بقدره الله لا يستطيع التمرد عليه، و ان الذى يعبد الها غيره لا يفوته لو اراد الهرب منه، و ان الذى يكره لقاء ربه لا يستطيع الخلود فى الدنيا، فان الله فرض الموت على المومنين من خلقه و الكافرين به، فلا احد الا و هو خاضع لهذا القضاء المحتوم الذى لا بد منه.
و ينطلق الدعاء ابتهالا فى التعبير عن الايمان بالوحدانيه و التصديق بالرسل كلهم، و القبول بالوحى الكتابى، و الكفر بكل الالهه المدعاه التى لا تستحق العبوديه من الناس الاخرين و البراءه من كل العابدين لغيره.
و يتحرك الدعاء اعترافا، فان الانسان المومن بربه يصبح و يمسى فيرى عمله صغيرا قليلا فى مقابل ما يستحقه الله منه من العمل بالطاعه، و يلتفت الى ذنبه الذى يتحرك فى حياته، فى اعماله و اقواله و علاقاته، فيقدم اعترافه به، و يقر بكل خطاياه التى اسرف بها على نفسه، و يشعر بالذل الساحق فى شخصيه الانسان المسحوق من خلال هذا الانحراف العملى الذى تجاوز الحد الطبيعى للاشياء، مما يودى بعمله الى اهلاكه، و بالهوى النفسى المسيطر عليه الى وقوعه فى قبضه الموت الروحى، و بالشهوات الجامحه فى غرائزه التى حرمته من الحصول على مواقع السمو فى حياته.
و يبدا السئوال- بعد كل هذا العرض الابتهالى و الاعتراف الانسانى- و لكن ما هى شخصيه هذا السائل، و ما هى الروحيه التى يقدم بها مسالته؟
انها شخصيه الانسان الذى يعيش فى نفس لاهيه عن مصيرها من خلال طول الامل الذى ينسى الانسان معه الاخره، و فى جسد خامل فى حركته و احاسيسه، غافل عن حيويته، بحيث يميل الى الراحه و الفراغ و استرخاء الاعصاب، و فى قلب يعيش الفتنه و الاستهتار بالمسئووليه الجاده فى قضاياه من خلال تكاثر النعم التى يعيش- من خلالها- فى غيبوبه اللذه و استغراق الشهوه، و فى فكر لا يشغل باله فى المصير الابدى الذى ينتهى اليه فى الاخره، بل يتحرك فى كل شغله بالقضايا الصغيره المتحركه فى جزئيات حياته اليوميه مما قد لا يوخر و لا يقدم فى النتائج
الكبرى، فاذا التفت الى مساله المصير فان التفاتاته لا تمثل الا القليل من اهتماماته.
انه الانسان الذى سيطر عليه الامل المتجدد فى الحياه حتى نسى الموت، و افتتن بالهوى الغريزى حتى ابتعد عن عقله، و استغرقته الدنيا بامالها و احلامها و شهواتها و لذاتها و اطماعها حتى نسى الاخره و بدا الاجل يظله حتى يكاد يلامس نهايه عمره.
و لكنه - مع ذلك - التفت الى ما اسلف من الذنوب فرآها كثيره كثيره، و نظر الى خطاياه الماضيه و الى نتائجها السلبيه على موقعه من ربه، فاعترف بها - فى مقام التوبه - موقنا بان الله - وحده هو ربه، لا غيره، و انه هو - وحده - الولى، لاسواه، و انه هو - وحده - المنقذ له من عذابه، و انه هو - وحده - الذى لا ملجا له منه الا اليه.
هذه هى شخصيه السائل، و هذه هى روحيته فى موقفه العبودى امام العظمه الربوبيه، فكيف يتحرك السئوال؟
انه السئوال المتوسل بالحق الالهى الواجب على الخلائق كلهم، و بالاسم العظيم الاعظم الذى اراد الله للرسول ان يسبحه به تعظيما، لانه يختزن الكثير من اسرار ذاته بما يقربه اليه، و بالجلال السامى الرفيع فى وجهه الكريم المعبر عن ذاته المقدسه الذى لا ينتقل من حال الى حال و لا يزول عما هو عليه، و لا يفنى و لا يبلى، و لكنه يبقى فى معناه ابديا سر مديا فى الوجود الذى لا مجال فيه للفناء عمقا و امتدادا، فهو هو فى سر ذاته لا معنى له غير نفسه.
و ينطلق السئوال بالصلاه على محمد و آل محمد الذين يمثلون عباد الله المكرمين الذين اختصهم الله بكرامته، و احاطهم بعنايته، و قربهم اليه، و منحهم الشفاعه لمن يريد العفو عنه، و بالطلب اليه ان يجعل العباده مصدر غنى عن كل شىء من خلال ما تمثله من ارتباط الانسان بربه و انفتاحه على مواقع كرمه و رحمته، و ان يجعل فى مخافته التى تبعده عن كل ما يبعده عن الله، و تقربه الى كل ما يقربه اليه بالرغم من رغبته فيه ذاتيا او انصرافه عنه نفسيا، السلوه عن الدنيا، حتى لا تمثل لديه شيئا مما يعيش الحرمان فيه، لان الحرمان هو حرمان الاخره و فقدان رضوان الله، و ان يصرفه عن موقعه الذى هو فيه، حاصلا على الكثير من كرامه الله برحمته التى هى
مصدر الخير للانسان.
و هكذا يزداد السئوال الحاحا، فالى الله الفرار من كل سوء، و منه الخوف من العذاب، و به الاستغاثه من كل شده، و هو المرجو لكل خير، و هو المدعو فى كل حاجه، و الملجا من كل مخوف، و به الثقه و الاستعانه و الايمان، و عليه التوكل، و على جوده و كرمه الاتكال.
و هذا هو الجو الروحانى الرائع الذى يعيش الانسان فى بركاته الكثير من روحيه القرب الى الله و الارتباط به و الانفتاح على كل خير عنده، ليعيش الانسان فى فيضان السعاده الروحيه التى تفيض عليه بالمحبه الالهيه.
يا الله الذى لا يخفى عليه شىء فى الارض و لا فى السماء، و كيف يخفى عليك يا الهى ما انت خلقته، و كيف لا تحصى ما انت صنعته، او كيف يغيب عنك ما انت تدبره، او كيف يستطيع ان يهرب منك من لا حياه له الا برزقك، او كيف ينجو منك من لا مذهب له فى غير ملكك.
الهى كيف يخفى عليك ما انت خلقته؟
يا رب، يا من احاط بكل شىء علمه، يا من يملك مفاتيح الغيب التى لا يعلمها الا هو فلا يخفى عليك شىء فى الارض و السماء، ساكنه و متحركه، و مقيمه و شاخصه، و ما علا فى الهواء و ما كن تحت الثرى، و انت الخالق للوجود كله، فكيف يغيب عنك علمه، و انت الصانع للمخلوقات كلها فهل تعجز عن احصاء عددها، و انت المدبر لكل شىء، فكيف لا يحضر عندك ما يحيط به، و انت سر الحياه للموجودات، فكيف يمكن ان يهرب منك احد منها، و انت المالك لكل مذاهب الارض و السماء، فالى اين يذهب الذين يحاولون النجاه من غضبك، و هل يهربون من ملكك الا الى ملكك؟!!
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
حاضر بودن همه چيز نزد خداوند:
وَ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (و قطعاً همه آنان در پيشگاه ما احضار خواهند شد.) قرآن كريم، سوره مباركه يس (36)، آيه 32.
مخفى نبودن هيچ چيز از خدا:
إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ (در حقيقت، هيچ چيز [نه] در زمين و نه در آسمان بر خدا پوشيده نمىماند.) قرآن كريم، سوره مباركه آلعمران (3)، آيه 5.
خداوند عالم بر شماره هر چيز:
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَ أَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (تا معلوم بدارد كه پيامهاى پروردگار خود را رسانيدهاند؛ و [خدا] بدانچه نزد ايشان است احاطه دارد و هر چيزى را به عدد شماره كرده است.) قرآن كريم، سوره مباركه الجنّ (72)، آيه 28.
احاطه علم خداوند بر همه چيز:
أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (آيا كسى كه آفريده است نمىداند؟ با اينكه او خود باريكبين آگاه است.) قرآن كريم، سوره مباركه الملك (67)، آيه 14.
خدا، تنها روزىدهنده:
أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَ نُفُورٍ (يا كيست آن كه به شما روزى دهد اگر [خدا] روزى خود را [از شما] بازدارد؟ [نه!] بلكه در سركشى و نفرت پافشارى كردند.) قرآن كريم، سوره مباركه الملك (67)، آيه 21.