و هكذا جئت اليك لترحمنى يا من يرحم من لا يرحمه العباد، و اقبلت عليك لتقبلنى يا من يقبل من لا تقبله البلاد، و اذا كان الناس يحتقرون اهل الحاجه اليهم فيستخفون بهم و يهملونهم و يهينونهم، لان الحاجه مظهر الذل و الضعه و الانحطاط فى نظر الاغنياء القادرين الذين تتعلق حاجات الناس باموالهم، انطلاقا من النظره الاستعلائيه الاستكباريه التى ترى فى الفقر قيمه سلبيه منحطه، كما ترى فى الغنى قيمه ايجابيه رفيعه، مما يجعل الغنى محترما و الفقير محتقرا، و لكنك- يا رب- لا تحتقر خلقك الذين يحتاجون اليك، و كلهم فقير اليك محتاج لكل عطاياك، و قد نهيت عبادك عن انتهار السائل فى قولك: (و اما السائل فلا تنهر) (الضحى: 10) و عن الاذى فى الصدقه بالمن على الفقير الذى يكون محلا للصدقه.. و اردت لعبادك ان يسالوك و يلجاوا اليك فى حوائجهم، و اعلنت لهم انك تحب المنفتحين عليك فى دعواتهم من موقع الفقر و الحاجه اليك، لان ذلك يمثل المظهر الحى لعمق الايمان و سر المحبه لك، مما يجعل اكثرهم دعاء لانه اكثر حاجه، قريبا اليك محبوبا لديك.. يا من لا يحتقر اهل الحاجه اليه.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
فقر بندگان و بىنيازى خداوند، علت حاجت بردن بندگان به سوى خدا: