«و يا من لا تبدل حكمته الوسائل» فقد اجرى الله الوجود كله من موقع حكمته، على اساس السنن الطبيعيه، من كونيه و انسانيه، و جعل ذلك قاعده للنظام العام الذى تقوم عليه الحياه، و هذا الذى جعل لها معنى الثبات من خلال ثبات المعطيات التى انطلقت بها حكمته.
فلو ان الناس ابتهلوا اليه، و قدموا كل وسائل الاستعطاف بين يديه، و حاولوا ان يغيروا شيئا من ذلك بكل جهدهم، لما استطاعوا الى ذلك سبيلا، لان للنظام فى مواقع حكمته، دورا مهما فى صلاح الوجود كله، و لا سيما النوع الانسانى فيه، مما يجعله مرتبطا بالمصلحه الانسانيه الشامله الكليه، بعيدا عن ايه حاله جزئيه.
لذلك فان الدعاء قد يجتذب الاجابه فى نطاق الحكمه الالهيه و من خلال المصلحه الانسانيه، فلن يستجيب الله دعاء الانسان اذا كان مضمونه متصلا بما يجلب له او للاخرين الضرر، او بما يخرب نظام الوجود، لان استجابه الدعاء تمثل حركه الرحمه من الله لعباده، فكيف تكون الرحمه فى ما يضرهم و يدمر وجودهم،
و فى ضوء ذلك نفهم دائره اجابه الدعاء فى نطاق ما يصلح به الوجود و ينتفع به الانسان، ليكون الدعاء، فى سببيته المعنويه للاشياء، سببا فى الخير لا سببا فى الشر، و لذلك، فان عدم استجابه الله للانسان دعاءه، لا يمثل غضب الله عليه و ابعاده عن رحمته، بل قد يكون رحمه له، باعتبار ان مضمون الدعاء كان فى غير مصلحته، تماما كما هو الطفل المحبوب لابويه عندما يسالهما شيئا يضر بصحته، فهل يكون رفضهما لسئواله خروجا عن معنى المحبه له؟!
احاديث مرتبط:
تغيير نيافتن تقدير الهى با هيچگونه اسباب و دستاويزى.
روى الحميرى فى قرب الاسناد عن جعفر عن ابيه عليهماالسلام، قال: قيل لرسولالله صلى الله عليه و آله و سلم: يا رسولالله رقى يستشفى بها هل ترد من قدر الله؟ فقال: انها من قدر الله.