ثم- يا الهى- ان المنحرفين عن خطك، العاصين لاوامرك و نواهيك، المتمردين على مسوولياتهم التى حملتها لهم، لا يسقطون- دائما- تحت و طاه عقابك و تاثير غضبك، بل قد ياتيهم العفو، و تطوف بهم الرحمه، فيمتدون فى الحياه و يتقلبون فى نعمك، بالرغم من امتدادهم فى الغى، و استمرارهم فى السير فى خط الانحراف، لان مساله العقاب لديك ليست كما هى فى الانسان مساله ثار للذات، و لان قضيه الغضب عندك، ليست كما هى فى الانسان قضيه انفعال سلبى بالاساءه، و لكنها- هنا و هناك- مرتبطه بالحكمه التى تراقب الانسان فى كل مجالاته الظاهره و الباطنه، و فى كل نقاط ضعفه، و فى كل امكانات تحوله من الشر الى الخير، و من الاساءه الى الاحسان، و من المعصيه الى الطاعه، فترحم مواضع ضعفه، و تلاحق كل مجالاته، و تمنحه الفرصه تلو الفرصه للتراجع و التصحيح، و للسير فى خط الاستقامه بدلا من خط الانحراف فى نهايه المطاف.
و هذا الذى يتطلع اليه المنحرفون الخاطئون، ليجدوا ان عفوك اعلى من عقابك، و ان رحمتك تتقدم غضبك، و لو لا ذلك لما استمر الانسان فى الوجود، لان بقاءه يمثل لحظه عفو و لمسه رحمه، فى سمو الالوهيه، و عظمه الربوبيه.
احاديث مرتبط:
مهر و شفقت خداوند.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: الله ارحم بعبده المومن من الوالده الشفيقه بولدها. (خداوند بر بندهى مومن خود، از مادر مشفق و مهربان، رحيمتر و مهربانتر است.) روضة المذنبين، ص 52-51