از دعاهاى آن حضرت است عليهالسلام در درود بر پيروان انبيا و تصديق كنندگان آنها
شرح:
دعاوه فى الصلاه على اتباع الرسل و مصدقيهم
1- الالتزام بخط الرساله:
و هذا دعاء يستذكر فيه اتباع الرسل الذين اتبعوهم فى المواقف الصعبه، و التحديات الشديده و الاوضاع القاسيه، فوقفوا معهم بعد ان ابتعد عنهم الناس، و نصروهم بعد ان خذلهم الاقرباء، و صدقوهم و انفتحوا على رسالتهم الالهيه و آمنوا بهم من خلال ايمانهم بالغيب فى سر الوحى و توحيد الله و اليوم الاخر عندما عارضهم المعاندون، و رفضهم المستكبرون. فكانت قلوبهم مشتاقه الى هولاء المرسلين بالحقائق الايمانيه من خلال انفتاحهم على الايمان بالرساله.
هولاء الذين نتمثلهم هم طليعه الناس فى كل دهر و زمان، حيث يمتازون على اهل عصرهم بالوعى و العمق و الشموليه و سعه الافق فى معرفه و حى النبوات، فكانوا عنوان الايمان فى مسيره الانبياء منذ انطلقت النبوه من لدن آدم (ع) حتى انتهت الى محمد (ص)، من ائمه الهدى الذين تقدموا الاجيال فى خط الهدى، و قاده التقى الذين قادوا الناس الى تقوى الله فى معنى الطاعه و الانقياد.
و من بين هولاء اصحاب محمد (ص) الذين عاشوا الصحبه مسووليه فى خط الدعوه و الجهاد، فكانت صحبه الرسول فى خط الرساله لا فى خط الذات، و لذلك اصغوا اليه بمسامع عقولهم قبل آذانهم، فعرفوا الحجه القاطعه فى حجته، و راوا الحقيقه الواضحه فى دعوته، فكانوا صفوه المجاهدين الذين ابلوا البلاء الحسن معه، و اخلصوا الوفاده له، و سبقوا الى اللحاق به، و جاهدوا فى نصرته و الذب عنه، و تحركوا فى التضحيه حتى بلغوا اعلى درجاتها، و جعلوا الرساله كل همهم و الرسول كل حياتهم، ففارقوا الازواج و الاولاد، و قاتلوا الابناء و الاباء، لا قرابه لهم الا مع الله، و لا علاقه لهم الا برسوله، لاتهزهم العواطف، و لا تثنيهم المشاعر، فالقضيه كل القضيه هى ان تقوى النبوه، و ينطلق النبى، و تنتصر المسيره، حبا به من خلال حبهم لله الذى يرجون معه تجاره لن تبور. و لقد تحملوا كل الجهد النفسى، و القهر الاجتماعى من خلال هجران عشائرهم لهم لتعلقهم بالحبل المتين للرساله، و براءه الاقرباء منهم لانهم راوا فى النبى القريب الاقرب لانه يمثل الرساله.
2- الانفتاح على الرساله هو المقياس:
و هكذا نجد الامام (ع) يوكد الصحبه المخلصه كقيمه ايمانيه ترتفع بالانسان، لان هولاء الذين التزموا بها و اخلصوا لها هم الذين قامت الرساله على اكتافهم، و قويت من خلال قوتهم، و ثبتت من مواقع ثباتهم، فكانوا جنود الرساله فى قياده الرسول، و كانوا الدعاه فى صوت الداعى، مما يفرض علينا دراسه حركتهم فى حركه الرساله، و جهادهم فى جهادها، او دعوتهم فى دعوتها، لانهم عاشوا الحركيه و الجهاد و الدعوه الى الله تجسيدا للقيم الرساليه التى رباهم عليها الرسول (ص).
و بهذا يكون استذكارهم استذكارا للقدوه، و استعاده تاريخهم تاكيدا للتاريخ الحى الذى يمثل الجذور الضاربه فى الزمن فى حياه الامه، كما يكون الدعاء لهم، بالمغفره و الرضوان و التوسل الى الله ان يرضيهم برضوانه، جزاء لما بذلوه فى
اجتذابهم الناس اليه و دعوتهم له، اعترافا منا بالجميل الذى قدموه الينا فى انطلاقه الرساله التى نتفيا فى ظلالها و نتقلب فى نعمائها.
فالامام (ع) يطلب من الله ان يشكرهم على تضحيتهم فى اختيارهم الغربه عن ديارهم و قومهم من اجل الرساله و الرسول، و تفضيلهم حياه الضيق على حياه السعه، و تحملهم آلام الظلم من اجل اعزاز دين الله و رسالته.
و قد يكون من الطبيعى ان لا تكون الصحبه المجرده اساسا للقيمه، بل لا بد ان تكون صحبه منفتحه على الرسول فى رسالته، متحركه معه فى مسيرته، مقتديه به فى سيرته، مخلصه له فى روحيته، لان هناك من الذين صحبوه من لم يكونوا فى مستوى المسووليه، فهناك المنافقون الذين كثر الحديث عنهم فى القرآن و عن الاوضاع الخائنه التى كانوا يكيدون فيها لله و للرسول، و يتحالفون فيها مع اعداء الله. و هناك الذين انحرفوا عن الخط و خالفوا السنه من خلال التعقيدات و التطورات القلقه التى احاطت بالاسلام و المسلمين بعد النبى (ص) عندما انفتحت لهم الدنيا باطماعها و شهواتها و زخارفها فانجذبوا اليها و انحرفوا عن الخط المستقيم.
على هذا الاساس نرى الامام (ع) فى الدعاء يركز على المواقف الايمانيه الاسلاميه لهم فى خط الجهاد و الدعوه و القدوه، و لا يقتصر على مجرد عنوان الصحبه.
3- التابعون فى خط الرساله:
و هناك التابعون الذين عبر عنهم القرآن الكريم بالقول: (و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك غفور رحيم)(الحشر: 10).
هولاء الذين انطلقوا فى خط المسيره على ضوء الرساله و سلامه المنهج، فلم يغيروا و لم يبدلوا، بل استقاموا على الطريقه الحقه، و انفتحوا على الافق المشرق،
و انطلقوا فى الوجهه التى انطلق نحوها النبى و اصحابه، فكانوا الامتداد الواعى للاسلام الحركى المتحرك فى خط الوضوح، السائر على هدى اليقين، بعيدا عن كل شك و ريبه و عن كل اهتزاز و انحراف، لا دين لهم الا ما دانوا به، و لا هدى لهم الا ما اهتدوا به، فى عمليه تعاون و تكامل و تكاتف و تازر، فهم المصدقون لما جاءهم، و السائرون عليه، الواعون لدورهم فى امتداد الرساله و اكمال المسيره، لينقلوا الاسلام من جيل الى آخر و من مرحله الى اخرى، لانه امانه الله التى اراد للاجيال ان تتحمل مسووليتها.
و هذا ما يجب على الدعاه الى الله و العاملين فى سبيله ان يخططوا له فى تركيز القاعده الاسلاميه، على صعيد الفكر و الحركه و الانتماء و الدعوه فى كل عصر، ليرتكز الناس عليها، و ليقفوا عندها، و لينطلقوا منها فى حركه الزمن و فى ساحات الصراع، ليتبع كل جيل جديد الجيل الذى سبقه، و ليهيىء الاجواء لهدايه الجيل الذى ياتى بعده، الامر الذى يجعل القضيه فى مستوى المسووليه الكبرى و هى مسووليه الرساله، لان الرساله- فى مصطلحها الدقيق- اذا كانت هى الاصطفاء من الله لبعض خلقه فى انزال وحيه و تبليغ رسالته، فانها بمعناها العام التوجيهى و التبليغى و الحركى تتسع لكل الذين ينتمون الى الرسول و رسالته فى مسووليتهم عن الاستمرار بها، ليكون كل واحد منهم رسولا على صعيد الدعوه و القدوه، اذا لم يكن رسولا على صعيد الوحى و الاصطفاء.
و فى ضوء هذا، لا نجد هناك مجالا للاسترخاء، و لا عذرا فى القعود، و لا مبررا للابتعاد عن خط الدعوه و حركيتها، بالوقوف فى مواقف المتفرجين على الصراعات و التحديات الكبرى التى تتحدى الاسلام فى عقيدته و شريعته و منهجه و حركته، لتخرج الناس من الايمان الى الكفر، و لتبتعد بهم عن الصراط المستقيم على اساس حركه الفكر المادى، و التبشير المسيحى، و العنصريه اليهوديه، و التخطيط النفاقى، و الهيمنه الاستكباريه، و السقوط الاخلاقى فى خط الانحراف، و نحو ذلك... فان الله قد حمل المسلمين الدعوه الى الخير و الامر بالمعروف و النهى عن المنكر، و اعتبر ذلك اساسا للفلاح و نيل الدرجات العليا عنده، فاراد لهم ان يتحدوا و لا يتفرقوا و لا
ينحرفوا و لا ينقلبوا على اعقابهم.
4- آثار الصلاه على الصحابه و التابعين و الاخيار:
و ينطلق الدعاء بالصلاه على هولاء بحيث تترك تاثيرها الروحى على سلوكهم العملى بالعصمه الفكريه السلوكيه التى تعصمهم من معصيه الله بما ياخذون به من طاعه الله و يقفون فيه عند حدوده، لتكون لهم الجنه جزاء و ثوابا على ما قدموه من مواقف الايمان و التقوى.
كما ترزقهم القوه الاراديه الواعيه التى تحررهم من قبضه الشيطان و كيده و وسوسته و تثبيطه، ليكونوا جند الرحمن و حزبه و اولياءه، و تهيىء لهم المعونه على ما طلبوا العون فيه من البر و الخير، ليزدادوا قوه فى الحركه و الانضباط، و تقيهم من طوارق الليل و النهار مما قد يصيبهم بالشر و يسىء الى امنهم او حياتهم او دينهم او ما يتعلق بهم من اموال و اهل و اولاد و اعوان.
و تركز و عيهم الايمانى ليبقى لهم حسن الرجاء بالله و الطمع بما عنده، و الياس عما بيد الناس، فلا يكون لهم رغبه حقيقه الا به، و لا رهبه الا منه، و ينفتحون على الدنيا انفتاح الزاهدين بها، العارفين بطبيعتها المحدوده، التى لا تمنح الانسان الثبات و الاستقرار و الخلود، ليتصرفوا- معها- من موقع هذا الوعى بحكمه و توازن و التزام، و يشتاقون الى الاخره اشتياق المومن الذى يرى فيها دار السلام و الخلود، فيدفعهم ذلك الى العمل الدائب لما بعد الموت، ليحصلوا على الدرجات العليا عند الله من خلال رضوانه و عفوه و مغفرته...
و تتحرك الصلاه فى روحيتها و ايحاءاتها و تاثيراتها، لتهون عليهم كربات الموت عندما تخرج الارواح من الاجساد، و تحميهم من الضغوط الصعبه التى قد توثر فيهم بالفتنه عن دينهم، و من النتائج السلبيه من الوقوع فى النار و البقاء فيها، لتكون القضيه المهمه هى الحصول على مقعد صدق عند مليك مقتدر فى دار المتقين.
فى هذا الجو، نلتقى بالصلاه الالهيه على عباد الله المتقين، لنجد فيها العالم الواسع الذى ينفتح به الله على كل حياتهم ليفيض عليها الخير و التوفيق و البركه و الانضباط و التوازن فى خط الاستقامه على طريق هداه، و ليحميهم من كل سوء يصيب دنياهم و آخرتهم، و لينتهى بهم الى ساحه مغفرته و رضوانه، ليدخلهم- فى نهايه المطاف- الى جنته و يبعدهم عن ناره، فلا تعود الصلاه فى الدعاء مجرد كلمات ضبابيه غامضه، بل تتحول الى كون روحى واسع يعيش المومن فى جمالاته الروحيه و الماديه فى الطاف الله و عنايته.
5- موقعنا فى درب الرسالات:
و هكذا نجد فى هذا الدعاء نقطه مهمه فى استعاده تاريخ المومنين المجاهدين من اتباع الرسل و مصدقيهم لا سيما فى الموقع الاسلامى الذى تنطلق فيه المسيره التى تبدا من الرسول و صحابته و التابعين لهم باحسان، لنستشعر موقعنا فى هذا الدرب الطويل، و لنستفيد من تجربتهم باعتبار ان لهم حق السبق فى الايمان و الدعوه و الجهاد، بالمستوى الذى انطلقوا فيه، ليثبتوا قاعده الاسلام على اساس القوه الفكريه او العمليه، و ليفسحوا المجال للامتداد فى ما يستقبله المسلمون من تطورات و تغيرات فى اوضاع المستقبل، لنبنى على هذه القاعده، و لنمتد فى خطها الطويل، و لنكمل المرحله التى نعيش فيها، و لنهيىء الجو للمرحله القادمه فى الاجيال الجديده.
و من الطبيعى ان ذلك كله يمنحنا التفكير فى حدود تجاربهم، مما قد يستهلكه الزمن لانه محدود بحدود الظروف الموضوعيه التى عاشوا فيها فى الوسائل و الخطوات، و مما يبقى مع الزمن من الثوابت التى تتصل بحقيقه الانسان فى حركه انسانيته و تطلعاته فى قضايا الحق و العدل و الخير و الايمان، فنزداد بذلك وعيا و انفتاحا على تجارب جديده تحركها افكارنا و تصنعها طاقاتنا و تهيىء خطواتنا لافق جديد، فى سبيل قوه جديده و انتصار كبير.
اللهم و اتباع الرسل و مصدقوهم من اهل الارض بالغيب عند معارضه المعاندين لهم بالتكذيب و الاشتياق الى المرسلين بحقائق الايمان فى كل دهر و زمان ارسلت فيه رسولا و اقمت لاهله دليلا من لدن آدم الى محمد صلى الله عليه و آله من ائمه الهدى و قاده اهل التقى، على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفره و رضوان.
- المغفره و الرضوان لاتباع الرسل:
يا رب، فى مرحلتنا هذه من عمر الزمن الذى بداته بقدرتك لتكون الحياه، و ليكون الانسان فى حركته فى الايمان بك، و فى السير على هداك فى خط طاعتك من خلال الرسل الذين ارسلتهم الينا ليدلونا على مواقع القرب منك و وسائل المسير اليك، اننا يا رب، نقف لنتطلع الى تاريخ الاجيال التى سبقت جيلنا من اتباع الرسل الذين وقفوا معهم فى خط الايمان بك، و اتبعوهم فى نهج الهدى المنفتح على وحيك، و من مصدقيهم الذين صدقوهم عندما كذبهم الناس، و آمنوا بهم عندما عارضهم المعاندون، ايمان المومن بالغيب الذى نصبت عليه دليلا من رسالاتك، و فتحت له آفاق المعرفه من وحيك، بما اطلقته من حركه الفكر فى عقله، و من فطره الروح فى وجدانه.
اننا نتابع روح الايمان فى حراره الشوق التى تلهب مشاعرهم الى دعوات المرسلين بالحقائق الثابته التى توكد للحياه قوتها فى جذور الوعى، و تفتح للانسان اكثر من نافذه على المعرفه لنفسه و لربه و للوجود من حوله، ليكون المرسلون هم الذين يفتحون للعقل آفاق التفكير، و يمهدون للفكر سبل الاخذ باسباب السلم، و هم الادلاء عليك و على ما يصلح امور الحياه و الناس، لتكون الحجه لك عليهم و لا يكون لهم حجه عليك بعد الرسل من آدم الى محمد (ص)، حيث تتابعت الرسالات و انطلقت الحجج، و انفتحت آفاق العقل على اشراقه العلم فى كل دهر و اوان فى مسيره ائمه الهدى و قاده التقى الذين يمنحون الانسان عقلا بالاضافه الى عقله، و روحا الى روحه..
اللهم اننا نتوسل اليك ان تنالهم منك بالمغفره و الرضوان، و ان تذكرهم بالرحمه و اللطف الحميم و الكرامه الخالده، لانهم اخلصوا لك فى الايمان، و اطاعوك فى الاراده المتحركه الواعيه، و دعوا اليك، فى خط دعوه الرسل، بالحكمه و الموعظه الحسنه، و جاهدوا فى سبيلك حتى كانت كلمتك هى العليا و كلمه الشيطان هى السفلى، من خلال ما بذلوه من جهد الروح و الجسد، و جاهدوا فيه بالحركه و الامتداد.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
ايمان به غيب:
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (آنان كه به غيب ايمان مىآورند و نماز را برپا مىدارند، و از آنچه به ايشان روزى دادهايم انفاق مىكنند؛) قرآن كريم، سوره مباركه البقرة (2)، آيه 3.