ترجمه: اى كسى كه سامان مىدهى آن را كه از شهرها آواره است.
شرح:
يا من يرحم من لا يرحمه العباد:
- يا رب- كيف لى ان اسمو و ارتفع اليك فى كل تصوراتى الانسانيه فى آفاق المعرفه المنفتحه عليك فى آفاق عظمتك و مواقع نعمك، و هل يملك الانسان المحدود ان يتصور ربه الذى لا تخضع صفاته لاى حد لانها تسمو فى آفاق المطلق .. و لكنى- يا رب- اتصور كل ما حولى من الناس من عبادك الذين قد يحملون بعض صفات الكمال فى علاقاتهم ببعضهم البعض، و اتصور نفسى فى حاجاتها و اعمالها و مواقعها فى ما اتطلع اليه من قضايا و فى ما ارغب فيه من نتائج، او اعيشه من اهتمامات..
ثم ادخل فى المقارنه، لو تطلعت الى الناس فى اوضاعى كلها و فى كل المتغيرات و التعقيدات و الملابسات، فما هى النتائج، و كيف تكون الامور؟
و اذا تطلعت اليك، و رغبت فى ما عندك، و او كلت امرى الى ارادتك فى مجالات عطائك، فى كل ما يصيبنى من آلام الحياه و مشاكلها، فكيف اكون.. و كيف تكون النتائج؟
فاذا بى اجد حسابات المخلوقين معى خاضعه لاهوائهم و لتعقيداتهم و لحساباتهم الدقيقه المحدوده الخاضعه لمصالحهم بعيدا عما هو معنى العطاء بلا حساب، و اجدك- يا رب- فى لطفك و رحمتك و عطفك، تتسع رحمتك لعبادك و ينطلق لطفك فى ارضك و سمائك، و يعيش الكون كله فى سحائب عطفك و حنانك، فانت ترزق من تشاء بغير حساب و ترزق الناس من حيث لا يحتسبون، و تحرسهم من حيث لا يحترسون، و توفى الصابرين اجرهم بغير حساب.. فانا معك فى العطاء المتنوع فى كل شىء من دون حدود، فكيف اتركك فى مواقع رضاك، و اتبع عبادك الذين تتعقد كل حساباتهم فى مجالات عجزهم و ضيقهم، فى ما يريدونه منى من الابتعاد عنك..
و لذلك جئت اليك اناجيك من كل عقلى و قلبى و شعورى، لاجدك فى الوهيتك المنفتحه بالعطاء المطلق على كل عبادك، و لاوحى لنفسى بكل ما تعرفت عليه من صفاتك التى عشت فى حياتى كل معانيها، فكانت المعرفه فى مجالاتها وجدانا يهز كيانى، لافكرا يختبىء فى زوايا عقلى. فانا انسان كبقيه الناس الذين يتخبطون فى مشاكلهم و يسيئون فى تصرفاتهم، و يبتعدون عن التوازن فى اقوالهم و افعالهم، و قد يعيشون الخطيئه مع الناس فى علاقاتهم معهم، كما يعيشون الخطيئه مع ربهم.. و قد تضعهم كل هذه الاوضاع السلبيه فى الموقف الصعب الذى لا يستحقون معه الرحمه، فيرفضهم الناس لانهم ينظرون اليهم نظره سلبيه، كما لو كانوا من المخلوقات التى لا تستحق الاحترام، و ليست جديره باى شىء ايجابى فى دائره الشعور الطيب و التقدير المتوازن.
و هكذا لا اجد للرحمه اى باب فى مشاعرهم تجاهى، فاحس بالغربه الموحشه القاتله تاكل وجدانى و تفترس روحى، و تقضى على الطمانينه فى كيانى.. فالجاء اليك- وحدك- و انا هارب من الناس حولى، لاننى اجد فى رحمتك معنى لا يرتفع المخلوقون اليه، فيما هو السمو الذى لا تبلغه آفاقهم.. فاذا كانوا يتحركون فى مضمون الرحمه من منطلق التعويض العاطفى او النفعى او المعنوى، فلا يقدمونها مجانا لمن لا يحصلون منه على شىء من هذا القبيل، فان رحمتك وسعت كل شىء، فقد اعطيتنى وجودى الذى لا استحقه فى ذاتى، و منحتنى بركته فى كل مواقعه و آفاقه، فانت الذى غذيتنى و ربيتنى و اعطيتنى و فتحت لى كل ابواب الحياه فى ما فتحته لى من ابواب نعمك.. و انا الذى عصيتك و تمردت عليك و انتهكت حرمتك و ابتعدت عن مواقع محبتك و مواقف رضاك، فلم اكن اهلا ان ابلغ رحمتك، و لكن رحمتك التى هى سر اللطف فى ذاتك كانت اهلا لان تبلغنى لانها سبقت غضبك..
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست