ترجمه: خدايا درود بر محمد و آل او فرست و مرا از اسراف و زياده روى بازدار و به بخشش و ميانهروى مستقيم گردان و مرا بياموز كه اندازه نگاه دارم و به لطف خود مرا از تبذير نگاهدار و از راه حلال روزى مرا مقرر كن و به خرج كردن در خيرات موفق فرما و مالى كه براى من تكبر آورد و به ستمگرى كشاند و در دنبال آن سركشى كنم از من دور كن و چنين مالى نصيب من مفرما.
شرح:
اللهم علمنى حسن التقدير:
يا رب، قد تكون مشكله الكثيرين من الناس انهم يفقدون القدره على التوازن فى اداره امورهم، و دراسه ظروفهم، و وعى قدراتهم، و تحديد حاجاتهم، فيتجاوزون الحد فى انفاق اموالهم، و يخرجون عن الاعتدال فى ذلك كله، فلا يلتفتون الى زياده المصارف عن الحاجه، و لا يبالون بالنتائج السيئه فى ذلك على امكاناتهم الماليه المحدوده، و لا يخططون للمستقبل فى حاجاته من خلال الاعداد لها فى امكانات الحاضر، باعتبار ان امكانات المستقبل، فى عناصر وجوده و نموه و امتداده، قد يختزنه الحاضر فى قدراته و معطياته، مما يجعل من اضاعه الفرص الحينيه على اساس الازدياد فى المصارف عن مقدار الحاجه، و الاسراف فى الانفاق من خلال تجاوز الحدود المتعارفه، هو الذى يضعف الافراد فى حياتهم الخاصه ليواجهوا الاوضاع الصعبه التى لا يملكون اداره امورهم فيها بالامكانات الطبيعيه، لانهم يفقدون المال الذى تحتاجه، مما لو توازنوا فى انفاقه لامكنهم مواجهتها بطريقه معقوله متوازنه، و هذا هو الذى يضعف الشعوب و المجتمعات المستضعفه التى لا تملك الا موارد محدوده فى الكم و النوع، بحيث يتحول الاسراف فيها الى خطر على الاقتصاد العام، لان الشعوب قد تخضع فى حاجاتها للوقوع تحت سيطره القوى الكبرى الغنيه التى تستغل ذلك للضغط عليها سياسيا و اقتصاديا و امنيا.
اما الاقتصاد فهو الذى يخضع فيه الاستهلاك للخطه الدقيقه المدروسه التى تحسب حساب الموارد و المصادر فى دراسه عميقه واسعه بالدرجه التى لا يمتنع الانسان فيها عن البذل و العطاء فى نطاق مسوولياته و لكنه يقدر الامور بقدرها، فيضع لكل حاجه من حاجاته الحاضره مقدارها، و يحتفظ للحاجات المستقبليه ببعض ماله، ليوازن بين حاجات الحاضر و المستقبل فى امكانات الحاضر.
اللهم هب لى القوه الفكريه التى تجعلنى فى حاله وعى للامكانات و الحاجات، و الاراده القويه التى تمنعنى من الانحراف عن الخط المستقيم فى ما آخذ به او ادعه، لا جتنب ما يثقلنى من المصارف، و اقترب مما يقربنى من النتائج الطيبه فى الحياه، فلا اسرف فى انفاقى، و لا ازيد به عن قدر الحاجه، و وفقنى للحصول على ذهنيه حسابيه تحسب حساب الامور بدقه، و تخطط لها بتقدير، و تمارس الاعتدال فى التوفيق بين الانتاج و الاستهلاك... و هب لى علم التقدير للامور، و ابعدنى عن التبذير الذى يدفع الانسان الى ان يصرف ما لا يحتاجه، او ما يزيد عن حاجته، لاكون الانسان المسوول الذى يواجه كل امكاناته بمسووليه، و يحرك حاجاته باتزان، لانك اردت لعبادك ان يواجهوا الحياه الدنيا بالطريقه التى تتحول بها كل موجوداتها الى طاقه حيه فى الواقع لا فى الفراغ.
اللهم ارزقنى رزقا حلالا طيبا:
يا رب، اننى اتطلع الى ان تكون حياتى فى عمقها و امتدادها و كل مفرداتها متحركه فى خط رضاك، فلا يكون فيها اى موقع من مواقع سخطك، و انا- يا رب- الانسان الخاضع للاسباب فى كل شروط حياته، فلا مجال لاى شىء منها الا من خلال نظام الاسباب و المسببات، و فى كل سبب حلال و حرام من خلال امرك و نهيك، و الرزق، بكل انواعه، قد يحصل من الحرام من اسبابه، كما يحصل بالحلال منها، فهناك المال الذى يجنيه الانسان من الباطل من الخيانه و السرقه و الغش و تجاره الحرام، و عمل الحرام، و البغى على الناس بغير الحق، و اكل اموالهم بالباطل و نحو ذلك، و هناك المال الذى يجنيه من الحلال فى الاعمال و المعاملات و العلاقات و الاوضاع، و ها انذا- يا رب- بين يديك مفتقر اليك فى تهيئه اسباب رزقى من موقع الاراده فى حسن الاختيار، او من خلال الموارد التى تسخرها لعبادك من حيث يحتسبون او من حيث لا يحتسبون، فاجعل اسباب رزقى فى الحلال حتى ينمو جسدى و تتطور حياتى فى ما ترضاه من طعامى و شرابى و ملبسى و مسكنى و كل شوون الحياه لدى.
اللهم وجه فى ابواب البر انفاقى:
و وفقنى لا نفاق رزقى فى ابواب البر التى من دخلها كان له فى ساحه رحمتك نصيب و فى رياض جنتك مقام، و فى مواقع القرب منك علو و ارتفاع.
اجعلنى- يا رب- من الناس المنفتحه عقولهم على فكر الخير، النابضه قلوبهم باحساس المحبه، المتحركه اوضاعهم فى مجالات العطاء، المنطلقه انسانيتهم فى دروب الحرمان فى واقع الانسان، فيكون البر كل همهم فى ما يهتمون به، لان البر سر التقوى فى ما يعيشون من روحيه المحبه لله و الرغبه فى القرب اليه، فانى احب ان اكون فى انسانيتى منسجما مع وجودى الذى اريده ان يكون وجودا يغنى الحياه فى عطائه، و ينشر الخير فى ما حوله و فيمن حوله، لانه- بذلك- يجسد مضمون عبوديته لك فى انفتاحه على آفاق الالوهيه الرحيمه فى قدس ذاتك و سر ربوبيتك.
اللهم ابعد عنى من المال ما يحدث لى كبرا و طغيانا:
يا رب، انا الانسان الضعيف امام غرائزى و شهواتى، انا المخلوق الذى تتحرك نقاط ضعفه فى داخل ذاته لتاكل نقاط قوته فى فكره و عاطفته و مشاعره و احاسيسه و حركته فى الواقع... و انا عبدك الذى يهفو الى ان تكون روحه سابحه فى ينابيع الصفاء من حبك، و ان يكون قلبه نابضا بالعاطفه الغارقه فى بحار قدسك، و ان يكون فكره منطلقا فى رحاب علمك، و ان يكون كيانه مشدودا الى القيم الاخلاقيه الروحيه فى منهج القيمه من دينك، فاكون الانسان المتواضع فى جميع الاحوال مع الناس، العادل معهم فى كل علاقاتى بهم، فلا ابغى عليهم فى اموالهم و انفسهم و اعراضهم و كل شوونهم، و لا اطغى عليهم طغيان المتكبر على بنى جنسه، المتجبر على الضعفاء من الناس، الذى يريد ان يكون عاليا فى الارض بذاته و خصائصه مفسدا فى كل اوضاعها و قضاياها، لذلك فاننى فى دعائى لك، و فى كل ابتهالاتى، ادعوك لان ترزقنى من رزقك الواسع الحلال الطيب، و ادعوك- يا رب- ان لا تجعل للمال سبيلا على تخريب اخلاقى، و اسقاط روحيتى، و ابعاد القيمه عن ذاتى، و ذلك من خلال ما قد توحى به الثروه فى ايحاءاتها السلبيه من الاحساس بالخيلاء الذى تنتفخ فيه الشخصيه، و تتضخم به الذات، فيشعر الانسان معه بانه الاعلى و الاعظم و الاكبر من خلال و فره ماله، و حجم ثروته، و ربما يقوده ذلك الى البغى على الناس، كما حدثنا الله فى كتابه المجيد عن قارون: (ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) (القصص: 76) و ذلك على اساس استضعافهم بماله و استغلال حاجتهم اليه فى فرض سلطته عليهم فى اخذ اموالهم بغير حق، و مصادره جهدهم بصوره غير شرعيه، و العمل على اضلالهم و صدهم عن سبيل الله، و قد يبعثه ذلك الى الطغيان على ضوء قوله تعالى: (كلا ان الانسان ليطغى ان راه استغنى) (العلق: 7-6) حيث يتحول الغنى لديه الى حاله من التكبر و التجبر التى تلغى انسانيه الناس من حوله، و تضغط على حرياتهم.
اللهم اجعلنى انظر الى المال كنظرتى الى اى شىء من حاجات الحياه التى تتحدد قيمتها بمقدار ما يستجيب لها، فلا يضيف اى شىء فى داخل الذات بما يودى الى تغييرها عما هى عليه فى الاطار السلبى، لان الانسان المومن هو الذى لا يزيده الغنى شيئا و لا ينقصه الفقر شيئا، بل يبقى فى مواقع الثبات فى ايمانه و ثقته بنفسه من خلال ثقته بربه.
احاديث مرتبط:
حسن تقدير، امرى دوستداشتنى در نزد خدا.
عن معتب مولى الصادق عليهالسلام، قال: قال ابوعبدالله عليهالسلام و قد تزيد السعر بالمدينه: كم عندنا من طعام؟ قال: قلت عندنا ما يكفينا اشهرا كثيره، قال: اخرجه و بعه، قال: قلت: و ليس بالمدينه طعام؟ قال: بعه، فلما بعته قال: اشتر مع الناس يوما بيوم، و قال: يا معتب اجعل قوت عيالى نصفا شعيرا و نصفا حنطه، فان الله عز و جل يعلم انى واجد ان اطعمهم الحنطه على وجهها، و لكنى احب ان يرانى الله و قد احسنت تقدير المعيشه، و الله اعلم. و قد ورد فى مدح التقدير و حسنه روايات كثيره.
الكافى، ج 5، ص 166، ح 2
اهميت حسن تقدير.
قال الصادق عليهالسلام: لا مال لمن لا تقدير له.
الكافى، ج 5، ص 87، ح 2، باب اصلاح المال و تقدير المعيشه.
كمال انسان در حسن تقدير در معيشت.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: الكمال كل الكمال فى ثلاثه، و ذكر فى الثلاثه، التقدير فى المعيشه.
وسائل الشيعة، ج 3، ص 376، ح 2
اصلاح مسلمان در حسن تقدير در معيشت.
عن داود بن سرحان قال: رايت اباعبدالله عليهالسلام يكيل تمرا بيده، فقلت: جعلت فداك لو امرت بعض ولدك او بعض مواليك ليكفيك، فقال: يا داود انه لا يصلح المرء المسلم الا ثلاثه، التفقه فى الدين، و الصبر على النائبه، و حسن التقدير فى المعيشه.
الكافى، ج 5، ص 87، ح 4.
تحريض به افزودن روزى و مال از راه حلال.
روى عن الصادق عليهالسلام انه قال: لا خير فيمن لا يحب جمع المال من حلال، يكف به وجهه، و يقضى به دينه، و يصل به رحمه.
الكافى، ج 5، ص 72، ح 5
حسن مال اندوزى از راه حلال و مصرف آن در راه خير.
عن عبدالله بن يعفور قال: قال رجل لابى عبدالله عليهالسلام: و الله انا لنطلب الدنيا و نحب ان نوتاها، فقال: تحب ان تصنع بها ماذا؟ قال: اعودبها على نفسى و عيالى و اصل بها و اتصدق بها و احج و اعتمر، فقال ابوعبدالله عليهالسلام: ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الاخره.
الكافى، ج 5، ص 72، ح 10
آيات مرتبط:
فضيلت ميانهروى در انفاق:
وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (و كسانىاند كه چون انفاق كنند، نه ولخرجى مىكنند و نه تنگ مىگيرند، و ميان اين دو [روش] حد وسط را برمىگزينند.) قرآن كريم، سوره مباركه الفرقان (25)، آيه 67.
نهى از تبذير و مذمت آن:
وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَ كانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (و حق خويشاوند را به او بده و مستمند و در راه مانده را [دستگيرى كن] و ولخرجى و اسراف مكن. چرا كه اسرافكاران برادران شيطانهايند، و شيطان همواره نسبت به پروردگارش ناسپاس بوده است.) قرآن كريم، سوره مباركه الاسراء (17)، آيات 26 و 27.
سركشى انسان در هنگام بىنيازى:
كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (حقّا كه انسان سركشى مىكند، همين كه خود را بىنياز پندارد.) قرآن كريم، سوره مباركه العلق (96)، آيات 6 و 7.