ترجمه: و دست سوى حرام فرا نبريم گام سوى كار ناشايست برنداريم، در شكمهاى ما جز حلال نگنجد و زبان ما به غير دستور و رضاى تو نگردد، جز در كارى كه به ثواب نزديك باشد نكوشيم، به آنچه ما را از عقاب تو نگهدارد دست فرا بريم و باز اين اعمال ما را از خودنمائى رياكاران و شهرت جوئى جاهطلبان پاك گردان تا غير تو را در عمل خود شريك نسازيم و مرادى غير تو نداشته باشيم.
شرح:
«و حتى لا نبسط ايدينا الى محظور»، لان الله جعل لليدين دورا فى تحريك حياه الانسان نحو القضايا التى تمثل حاجاته فى بناء جسده فى ما يحتاجه من الغذاء و الكساء و نحو ذلك، او التى تمثل حاجاته فى بناء روحه، او فى رعايه حياه الناس من حوله فى ما احله الله له من ذلك كله... و لم يرخص له ان يستعملها فى تناول الحرام، او فى افساد حياه الناس او حياته و تهديدها او ارباكها فى ما لا يرضى له به... و فى ضوء ذلك، لا بد للانسان من ان يفكر بان لا يحرك يديه فى الامور المحظوره، على جميع المستويات، حتى لا تكونا اداتين لمعصيه الله، و بالتالى لهلاك الانسان فى مصيره المحتوم فى عذاب جهنم من خلال غضب الله...
«و لا نخطو باقدامنا الى محجور»، فقد حجر الله علينا، من الوجهه الشرعيه، ان نتحرك فى الساحات التى تتجمع فيها الاوضاع المنفتحه على الفساد و الاجرام و الخيانه و غيرها من المعاصى، او ان ناخذ بالوسائل التى تقودنا الى ذلك، او ننطلق الى الاهداف التى لا يحبها الله لعباده، و لذلك ينبغى للانسان ان يستغرق فى التامل فى خطواته فى حركه رجليه، ليحدد الطرق المحلله او المحرمه، و ليعرف الغايات التى يبلغها فى ما يبنى له حياته و مصيره، او فى ما يهدم وجوده و نجاته.
«و حتى لا تعى بطوننا الا ما احللت» من الطعام و الشراب، فقد احل الله للانسان بعض الطعام و الشراب و حرم بعضا آخر، و اراد له ان لا يجعل بطنه و عاء الا للحلال منها مما يصلح امر جسده او توازن عقله او صفاء روحه فى ما يوثر عليه من ذلك كله.
«و لا تنطق السنتنا الا بما مثلت»، اى بما حدثت، او بما اكدت من الحجه مما ينسجم مع الحق، و يبتعد عن الباطل، و يلتقى بالصدق، و ينفصل عن الكذب، و ينفع الناس و لا يضرهم، و يرفع مستواهم، و يقوى وجودهم، و يفتح لهم ابواب الخير و يغلق عنهم ابواب الشر، و يدفع بهم الى ساحه الحريه و يبعدهم عن ساحه العبوديه، و يمنحهم العزه و الكرامه... فقد اراد الله للانسان ان يحرك لسانه بالكلمات الطيبه المنفتحه على مواقع رضى الله فى ما فيه مصلحه الانسان الحقيقيه فى العمق، و ان يمسكه عن الكلمات الخبيثه المغلقه عن مواقع رضاه، و لذلك، كان لا بدله ان يفكر بالمستوى العالى من الانضباط الدقيق فى الخط الفاصل بين الحرام و الحلال، فى ما يربى نفسه عليه، او فى ما يسال الله العون عليه.
«و لا نتكلف الا ما يدنى من ثوابك و لا نتعاطى الا الذى يقى من عقابك»، لان الله قد جعل للانسان ان يبذل جهده فى ما يملكه من الطاقه الحركيه التى تمثل المعاناه و المشقه فى الاعمال التى يقوم بها فى المجالات التى تودى به الى السعاده التى ينال بها ثواب الله، و تبتعد به عن الشقاء الذى ينال به عقابه، لان المفترض فى الجهد الانسانى ان يتحرك فى النجاه من الهلاك، و فى الوصول الى مواقع السلامه.
«ثم خلص ذلك كله من رياء المرائين و سمعه المسمعين، لا نشرك فيه احدا دونك، و لا نبتغى به مرادا سواك»، فقد اراد الله للانسان ان يعيش فى نطاق التوحيد الخالص الذى يوحى بصفاء العمل فى عمق النيه الدافعه له، فلا يكون مشوبا بالرياء الذى يمثل الاستغراق الذاتى فى الحصول على مدح الناس له، و ثقتهم به، و رضاهم عنه، و لا يكون مشدودا الى الحصول على السمعه الطيبه لديهم، لان معنى ذلك هو انفتاح العباده على الناس لا على الله، مما يعنى الشرك الخفى فى ما يراقب به الانسان الناس الى جانب الله... فى مضمون العباده الخاضعه لحركه القلب التى تحدد مسار حركه الجسد.
و هكذا نجد فى هذا الفصل، ان الصوم ليس مجرد حاله ماديه سلبيه فى ما هى اللذه الغذائيه او الجنسيه، بل هو حاله روحيه و عمليه على مستوى الالتزام الاخلاقى الشرعى الذى يمثل صوم الجسد عن كل ما حرمه الله، و قد جاء فى الحديث الماثور عن الامام جعفر الصادق (ع): «اذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك، (و عدد اشياء غير هذا) و قال: لا يكون يوم صومك كيوم فطرك». و فى كلمه اخرى له: «اذا صمت فليصم سمعك و بصرك من الحرام و القبيح ودع المراء و اذى الخادم و ليكن عليك و قار الصائم و لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك».
احاديث مرتبط:
طلبيدن خدا، بالاترين مقصود در عبادت.
اشار اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه بقوله: «ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا فى جنتك ولكن وجدتك اهلا للعباده فعبدتك». (مع اختلاف يسير فى بعض الفاظ الحديث. و القواعد و الفوائد، ص 77 مع تقديم و تاخير.)