ترجمه: خدايا درود بر محمد و خاندان او فرست و توفيقم ده كه خيرخواهى آنكس كنم كه بدخواهى من كرد و به آشتى تلافى كنم آن را كه از من بريد و به بخشش پاداش دهم آنكه مرا نوميد كرد و به پيوندم رشته الفت آن را كه از من بگسست و به نيكى ياد كنم آن را كه غيبت من گفت و اينكه خوبى را سپاسگزارم و از بدى چشم پوشم
شرح:
اللهم وفقنى للمواقف الانسانيه:
يا رب، اننى اتطلع الى آفاق السمو فى الروح و الارتفاع فى الموقف، لتكون انسانيتى انسانيه الفعل الباحث فى المواقف الذاتيه عن العطاء الروحى الذى ينساب فى الاحساس الطاهر كانسياب الماء من الينبوع الذى يمنح الاخضرار للارض، و الخصب للحياه، من دون ان يطلب عوضا عن ذلك، و كانفتاح الشمس بالنور على الكون كله، من خلال عفويه البذل الذى لا يبحث عن مقابل.
اللهم وفقنى للابتعاد عن الاخلاق التجاريه التى تتحرك على اساس رده الفعل فى الموقف، فيكون النصح للناصحين، و البر للبارين، و البذل للباذلين، و الصله للواصلين، و حسن الذكر للذاكرين لى بالخير، و مقابله الحسنه بالحسنه، و السيئه بالسيئه، لان هذه الاعمال لا تمثل عمقا اخلاقيا فى الذات، بل تنطلق من عمليه ماديه تعطى كل شىء ثمنا، و تحسب حساب الاشياء التى يقدمها الاخرون من خلال حجمها و قيمتها الماديه، بعيدا عن ايه مبادرات روحيه فى اخلاقيه الحركه و المبادره، الامر الذى يبتعد بالمساله عن الخط الاخلاقى.
ان الاخلاق التى تمثل السمو فى مدارج الكمال هى التى تتحرك من خلال المبادره العفويه باعمال الخير على اساس الاندفاع الذاتى الذى يتحرك به الانسان من موقع ايمانه بالخير، بعيدا عن الاخرين فى ما فعلوه او لم يفعلوه، لان المنهج الاسلامى هو ان ينطلق الناس بالاحسان من خلال الاحساس بمعناه الكبير فى النفس، تماما كما هى الاشياء الذاتيه فى حركه الذات، فهذا ما يمنح الانسان روحيه السمو، فى الدرجات العليا من حركه الانسانيه فى وجوده.
اللهم اجعلنى ممن يتحرك فى كل اعماله مع الناس من موقع الاخلاص لك، و الرغبه فى القرب اليك، و الانفتاح على محبتك، و الاحسان الى عبادك فى ما امرتنى به من الاحسان اليهم، لاكون الانسان الذى يفعل الفعل و هو يتطلع اليك و يحلق فى سماوات رضاك، و لا يتطلع الى الناس فى ما يرضونه او لا يرضونه، ليصوغ نفسه على الصوره التى تحبها لا على الصوره التى يحبها الناس، بعيدا عن محبتك. اللهم اجعلنى اعبدك فى اخلاقياتى كما اعبدك فى صلواتى، لان الاخلاق التى تنطلق من الروح المنفتحه عليك، المشتاقه الى قربك، المتطلعه الى الحصول على رضاك، و الاراده المتحركه فى خطك الاخلاقى المستقيم، تمثل فى عمقها الفكرى و فى ايحاءاتها الشعوريه و فى مدلولها الحركى، عباده روحيه فى مضمون العباده الاسمى المتمثل بالخضوع لك فى ما اجبته و اردته و امرت به، بعيدا عن مواقع الرغبه الذاتيه فى خصوصياتها الخاصه.
اللهم اجعلنى الانسان المومن الذى يفكر بالنصح لكل خلقك، لانك جعلت النصيحه لهم علامه ايمان المومن، ليكون ذلك سر ايمانى، من دون فرق بين الناس الذين يمارسون الغش معى فى امورى عندما اطلب اليهم النصح، و بين الناس الذين يقدمون النصح لى فى قضاياى، و وفقنى فى تسديدك لى فى اعمالى للسير على نهجك القويم، لان ابر الناس كلهم، سواء كانوا من الهاجرين لى و المعقدين منى، او من الناس البارين بى، ليكون البر حاله انسانيه فى مبادراتى لا حاله ذاتيه فى مصالحى و منافعى.
و اجعلنى من الذين لا يبادرون الحرمان بالحرمان، بل يبادرون الى البذل فى مقابل الحرمان انطلاقا من روحيه العطاء بلا مقابل فى معنى الايمان فى عقولهم و فى قلوبهم.
وهب لى الروح التى تدفعنى الى صله الناس الذين يقاطعوننى لاتحرك فى ذلك من خلال معنى الانسانيه المومنه، التى تخلق فى داخل الانسان معنى التواصل الاجتماعى من موقع الايمان بضروره الترابط الانسانى القائم على الشعور الحى و المسووليه الاجتماعيه.
و ارزقنى السمو الاخلاقى الذى يدفعنى الى المستوى الرفيع فى مقابله الذين ينتابوننى و يتهجمون على، بالذكر الحسن، تعففا عن الولوغ فى اعراض الناس، و تجنبا عن الخوض فى عيوبهم، و ابتعادا عن معنى العقده ضدهم، لان القضيه عندى- فى وحى الايمان- ان افكر بان ذكر عيوب الناس و اسقاط كراماتهم هو فى مستوى القيمه السلبيه التى لا يحبها الله لعباده المومنين، فليس لى الحق فى ممارستها اذا كان الاخرون ينحرفون عن خط الاستقامه فيها.
و اجعلنى ممن يجزى الاحسان بالاحسان، فيشكر الحسنه و لا يتنكر لها، كبعض الناس الذين تنتفخ ذواتهم فى انفسهم كبرياء و غرورا، فيخيل اليهم ان ما يفعله الناس معهم هو واجب مفروض عليهم، فلا يتحسسون- ازاء ذلك- المسووليه فى تقديم الشكر عليه و الاعتراف بالجميل فيه، من دون التفات الى ان الله يذكر عباده بالخير فى مقابل ذكرهم له، و ذلك هو قوله تعالى: (فاذكرونى اذكركم و اشكروا لى و لا تكفرون)(البقره: 152).
وهب لى القدره على الاغضاء عن السيئه و تجاوزها و نسيانها، انطلاقا من الارتفاع بالنفس عن النزول الى مستوى الذين يتحركون فيها، لان ذلك يمثل ردا حاسما عليهم، لما يمثله ذلك من معنى الاهمال و اللامبالاه من جهه، و من السمو الروحى و الابتعاد عن السقوط فى و حول الصراع حول الذات من جهه اخرى.
خير خلائق الدنيا و الاخره:
و هذه هى الفضيله الاخلاقيه الرفيعه التى بشر بها رسولالله (ص) كقيمه ايمانيه ايجابيه كبيره، كما روى ذلك ثقه الاسلام الكلينى فى كتاب الكافى بسنده عن ابىعبدالله جعفر الصادق (ع) قال: «قال رسولالله: الا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الاخره، العفو عمن ظلمك، و تصل من قطعك، و الاحسان الى من اساء اليك، و اعطاء من حرمك».
و روى فى الكافى ايضا بسند صحيح عن ابىحمزه الثمالى عن على بن الحسين (ع) قال: سمعته يقول: «اذا كان يوم القيامه جمع الله تبارك و تعالى الاولين و الاخرين فى صعيد واحد، ثم ينادى مناد: اين اهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس، فتلقاهم الملائكه فيقولون: و ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا، و نعطى من حرمنا، و نعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنه».
و قد كانت سيره الامام زينالعابدين (ع) مطابقه لهذا الخط الاخلاقى فى مواجهه الناس الذين اساءوا اليه، فقد ذكر المورخون- فى سيرته- ان الامام السجاد كان يطوف فى الليل متنكرا على بيوت الفقراء يوزع عليهم الدراهم و الدنانير، و من بينهم ابن عم له، و كان اذا اعطاه ياخذ المال و يقول: ابن عمى على بن الحسين لا يصلنى، فلا جزاه الله عنى خيرا، فيتحمل الامام (ع) و لا يعرفه بنفسه، و استمر
الامام فى العطاء، و استمر هو، على هذا الدعاء، حتى انتقل الامام الى الرفيق الاعلى و انقطعت الصله، فعندها عرف المصدر.
و جاء فى سيرته- ايضا- ان هشام بن اسماعيل كان واليا على المدينه فى عهد الامام (ع) و كان اشد الناس قسوه عليه و على اهله، حتى قاسوا منه الوانا من الاذى و التنكيل، و لما عزله عبدالملك بن مروان- الخليفه الاموى- اوقفه للناس، و اتاح لكل من ظلمه و اساء اليه ان يقتص منه كيف شاء، فقال هشام: لا اخاف الا من على بن الحسين، لعلمه بما صنعت يداه تجاهه، و لما مر به الامام (ع) سلم عليه و قال: طب نفسا منا و من كل من يطيعنا، فان اعجزك المال لتذب به عن نفسك فعندنا منه ما يسعفك و يسعدك، فقال هشام: الله اعلم حيث يجعل رسالته. و شتمه احد اقاربه، فقال له: ان كنت انا كما تقول فاسال الله ان يغفر لى، و ان لم اكن كما تقول، فاسال الله ان يغفر لك، فقال الرجل- الذى فوجىء بهذا المنطق الرسولى-: بل قلت ما ليس فيك، و انا احق به.
و لعل من الطبيعى ان مثل هذا السمو الروحى الاخلاقى يحتاج الى الكثير من المعاناه و المجاهده النفسيه التى تقف بالانسان عن الاندفاع فى ردات الفعل الذاتيه، التى تنطلق من المزاج الانفعالى او العقده النفسيه، و ذلك بالتفكير بالنتائج السلبيه فى دائره العنف فى الرد على مستوى المشاكل التى يمكن ان يثيرها فى الدنيا مما يزيد الامور تعقيدا عندما تتطور المشكله الخاصه لتتحول الى عده مشاكل متنوعه الابعاد و الاشخاص و المواقع، بينما يكون الموقف التسامحى وسيله من وسائل تذويب المشكله من الاساس، و بالتفكير فى النتائج الايجابيه فى الاخره فى رضوان الله و ثوابه، و عفوه و مغفرته، لا سيما ان العفو عن الناس يجتذب عفو الله عنه، كما جاء فى دعاء الامام زينالعابدين (ع) فى دعاء السحر الذى رواه عنه ابوحمزه الثمالى قال:
«اللهم انك انزلت فى كتابك العفو و امرتنا ان نعفو عمن ظلمنا، و قد ظلمنا انفسنا فاعف عنا فانك اولى بذلك منا».
هذا بالاضافه الى ان الله اذن فى رد الفعل على الاساءه و العدوان بشرط ان يكون الرد مماثلا للفعل، الامر الذى يحتاج الى المزيد من الدقه فى تقدير الموضوع، لانه اذا تجاوزها الى الزائد عن ذلك كان ظالما لصاحبه الذى ظلمه، مما يعرضه لعذاب الله، و ربما كان من الصعب على الانسان ان يقف عند الحدود الدقيقه فى ذلك كله، و لهذا كان من الاولى له و الاحوط لتكليفه ان يعفو و يصفح و يتجاوز عن السيئه بالحسنه، لينال بذلك خير الدنيا و الاخره.
احاديث مرتبط:
بهترين ويژگيها و خصلتهاى اخلاقى در دنيا و آخرت.
كما رواه ثقه الاسلام فى الصحيح عن ابىعبدالله عليهالسلام قال: قال رسولالله صلى الله عليه و آله فى خطبه: الا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الاخره: العفو عمن ظلمك، و تصل من قطعك، و الاحسان الى من اساء اليك، و اعطاء من حرمك.
الكافى، ج 2، ص 107، ح 1
اهل فضيلت در قيامت.
روى ثقه الاسلام ايضا بسند صحيح عن ابىحمزه الثمالى عن على بن الحسين عليهماالسلام قال: سمعته يقول: اذا كان يوم القيامه جمع الله تبارك و تعالى الاولين و الاخرين فى صعيد واحد، ثم ينادى مناد اين اهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس، فتلقاهم الملائكه فيقولون: و ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا و نعطى من حرمنا و نعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنه.