«و يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان»، فقد يعطى الناس ما يعطونه لبعضهم البعض ثم يمنون على من اعطوه فى شعور بالعلو او بالاستعلاء باعتبار ان اليد العليا خير من اليد السفلى، استطاله و اذلالا و تسجيلا عليه انه فى موقع الحاجه اليهم، و انهم فى موقع الاحسان اليه و الاشفاق عليه، ليزدادوا بذلك احساسا بالزهو، و يزداد به شعورا بالمهانه و الحقاره، و لكنك- يا رب- تمنح العطاء لخلقك فى كل شىء، فى صفاء رحمتك و لطف محبتك، و عمق عطفك و حنانك، و ليعيشوا فيه كما يعيش الطفل مشاعر القوه فى حاله الاحتضان، و لينطلقوا فى سعاده غامره تفيض بالسرور الذى لا حد له، و الروحيه التى لا نهايه لها.
ان الناس يلجاون الى المن على الاخرين الذين يتقبلون عطاءهم، لان هناك فراغا فى الذات يريدون ان يملاوه بهذه الطريقه، او لان هناك عقده يحاولون ان ينفسوا عنها بهذا الاسلوب، فهم الانانيون فى اعمالهم، المعقدون فى علاقاتهم.
اما انت- يا رب- فلك الوجود كله، و لك الخلق كلهم، فما معنى الفراغ عندك، و ما معنى العقده؟ سبحانك تعاليت عن ذلك علوا كبيرا.
و ها نحن نتقبل عطاءك، كما نرشف الماء الزلال، و كما تحدق عيوننا بالشمس و هى تعيش فرح النور فى الحياه كلها.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست