ترجمه: پناه به تو مىبريم از دريغ و افسوس بزرگ و كارى كه پشيمانى آرد و از اندوه عظيم و بدترين بدبختيها و سوء عاقبت و نوميدى از ثواب و فرود آمدن عقاب
شرح:
و نعوذ بك من الحسره العظمى و المصيبه الكبرى.
اللهم امنحنا فرصه الايمان فى الدنيا:
قد نعيش الحسره فى حياتنا على ماض اجتزناه، و عشنا فيه الفرص الكثيره المتنوعه التى تحمل الكثير من تحقيق الرغبات الذاتيه، مما يرتبط بحياتنا المعنويه و الماديه، و تفسح المجال للنجاحات الكبيره التى تحقق طموحاتنا و ترفع درجاتنا، فنندب حظنا على ما فرطنا به و نلوم انفسنا على ما قصرنا فيه.
و لكننا عندما ندرس المساله بعمق، فقد نجد ان من الممكن التعويض عن ذلك، باغتنام الفرص المماثله فى حاضرنا، او بتهيئه الاجواء للفرص الجديده فى مستقبلنا، للوصول الى ما لم نستطع الوصول اليه، او للحصول على ما قصرنا فى الحصول عليه، و بذلك ينطلق الحاضر ليضمد جراح الماضى، و ليتحرك المستقبل ليعوض خساره الحاضر، و هكذا قد نواجه المصائب التى تصيبنا فى انفسنا و اهلنا و اولادنا و احبابنا و ارزاقنا و حاجاتنا، فنتالم لذلك و نعيش الحزن الكبير الذى يستنزف الدموع من عيوننا، و يثير المشاعر فى قلوبنا.
و لكن الحياه تمتد فتنسينا المصائب، و تفتح لنا النوافذ على عالم جديد من الفرح، و مجالات واسعه من الحركه، و فرص متنوعه من مواقع السرور، فنفرح بعد طول حزن، و نضحك بعد طول بكاء، لان الجديد من الربح قد الغى الخساره، و العظيم من الفرح قد ابعد الحزن، فتموت المصائب فى حياتنا بموت آثارها فى نفوسنا، و تلك هى الحياه فى حسراتها و مصائبها، فليس لها امتداد فى الزمن كله، و ليس لها عمق عميق فى الواقع، بل هى حالات طارئه متنوعه، مما يتحرك فى السطح، فياتى تاره و يذهب اخرى. و تستمر الحياه مع ذلك كله فى اوضاعها المختلفه التى توحى بالتجديد، و تنطلق بالتنوع.
و لكن المشكله فى الحسره العظمى التى تتصاعد فيها الاهات عندما يطل الانسان على ساحه القيامه، فيرى الصالحين المتقين الذين عاشوا حياتهم ايمانا و خيرا و بركه للناس من حولهم و للحياه كلها، و تحركوا فيها فى اتجاه السمو الروحى، و الانفتاح الاخلاقى، و الاستقامه العمليه، و انطلقوا فى مواقع رضى الله حتى حصلوا على رضوانه، و صاروا اهلا لدخول جنته.
و هناك يتذكر انه كان يملك اكثر من فرصه للخير و العمل الصالح، و للقرب من الله، لكنه اهمل هذه الفرص و عاش فى الحياه الهزل بدلا من الجد، و الباطل بدلا من الحق، و الشر عوضا عن الخير، حتى ابتعد عن خط الاستقامه فى رضوان الله الى الانحراف فى سخطه، و ها هو يواجه عذابه فى نار جهنم.
و مما يزيد حسرته، انه كان واثقا- من موقع الغفله- بانه على صواب و ان الاخرين على خطا، و ان اعماله فى دائره الصلاح، بينما تقع اعمال الناس المومنين فى دائره الفساد، و كان يجد ان الطريق التى يسير فيها تودى به الى النجاه، و تنفتح على الجنه، و ها هو يكتشف انه كان ضالا خاسرا بعيدا عن خط الصواب.
و هذا ما تحدث عنه القرآن الكريم فى قوله تعالى:
(ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت فى جنب الله)(الزمر: 56).
و قوله تعالى:
(كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار)(البقره: 167).
اما المصيبه الكبرى، فهى المصيبه بالدين التى تودى بالانسان الى خساره الدنيا و الاخره، كما قال اميرالمومنين على بن ابىطالب (ع) و قد سئل اى المصائب اشد؟ قال:«المصيبه بالدين»، ذلك من خلال نتائجها السلبيه على الانسان فى مصيره على جميع المستويات.
اللهم اننا نعوذ بك من الحسره العظمى و المصيبه الكبرى، فهب لنا الوعى و الفكر الروحى و العملى الذى نستطيع به الحصول على تحريك كل فرص العمر فى اتجاه الفلاح فى الدنيا و الاخره، و توجيه كل طاقاتنا فى المجالات التى تزيدنا قربا منك و محبه لك و شوقا اليك، فلا نشعر بحسره على اى تفريط، و لا نحس بايه مصيبه فى اى موقع يا رب العالمين.
و اشقى الشقاء و سوء الماب.
اللهم اعذنا من شقاء النار:
قد يفكر الناس بالسعاده فى فرصه للذه ينتهزونها، و فى ساحه للهو يتحركون فيها، و فى مال يحصلون عليه، و فى مجد طارىء يبلغونه، فيخيل اليهم ان الشقاء هو ان يفقدوا بعض ذلك او يفقدوه كله، و بذلك تكون الدنيا فى فرصها و حاجاتها و مواقعها و درجاتها و امجادها هى مقياس السعاده و الشقاء، بحيث ان الحرمان كلما اشتد كان الشقاء اقسى، و ان الدنيا كلما اقبلت كانت السعاده اعلى.
و لكن الحقيقه هى ان الشقاء و السعاده يخضعان للنتائج السلبيه و الايجابيه على مستوى الخلود فى امتداد الزمن فى وجود الانسان، على اساس ان الحرمان الابدى، و الهلاك النهائى يوحيان بالنهايه التى لا مجال للخروج منها، باعتبار انه يمثل السقوط الاخير فى قضيه المصير، كما ان النعيم الخالد يوحى بالسعاده النهائيه التى لا شقاء بعدها، و لذلك كان دخول النار اشقى الشقاء فى وجود الناس، و هذا الذى نبتهل اليك- يا رب- ان تعيذنا منه، فاننا نريد ان نعيش فى ظلال رضوانك فى حياتنا الابديه، و لا نريد ان نحترق بلهيب نارك و سعير غضبك الذى لا تقوم له السماوات و الارض، فكيف يتحملها عبادك الضعفاء المساكين.
و حرمان الثواب و حلول العقاب.
اللهم اعذنا من حرمان الثواب:
اننا الفقراء- يا رب- الى ثوابك لانه الذى يفتح قلوبنا على لطفك و رحمتك و مغفرتك.
و نحن الخائفون من عقابك الذى يغلق عنا ابواب الانفتاح عليك، فاعذنا من حرماننا من الثواب الذى تمنحه لعبادك المتقين، و من سقوطنا تحت تاثير حلول العقاب الذى يعانى منه الضالون المكذبون، فاجعلنا من المتقين الذين ينعمون بثوابك، و لا تجعلنا من الفاسقين الذين يستحقون عقابك.
احاديث مرتبط:
مصيبت كبرى.
قال اميرالمومنين عليهالسلام و قد سئل اى المصائب اشد؟ فقال: المصيبه بالدين.
معانىالاخبار، ص 199، باب معنى الغايات.
شقىترين فرد.
سئل اميرالمومنين عليهالسلام: اى الخلق اشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره.
معانىالاخبار، ص 198، و امالىصدوق ص 237 و امالىطوسى ج 2، ص 50
آيات مرتبط:
حسرت عظمى:
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (تا آنكه [مبادا] كسى بگويد: «دريغا بر آنچه در حضور خدا كوتاهى ورزيدم؛ بىترديد من از ريشخندكنندگان بودم.») قرآن كريم، سوره مباركه الزمر (39)، آيه 56.
جايگاه شقاوتمندان:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (و امّا كسانى كه تيرهبخت شدهاند، در آتش، فرياد و نالهاى دارند. تا آسمانها و زمين برجاست، در آن ماندگار خواهند بود، مگر آنچه پروردگارت بخواهد، زيرا پروردگار تو همان كند كه خواهد.) قرآن كريم، سوره مباركه هود (11)، آيات 106 و 107.
بدترين مآب:
هذا وَ إِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (اين است [حالِ بهشتيان] و [امّا] براى طغيانگران واقعاً بد فرجامى است. به جهنّم درمىآيند، و چه بد آرامگاهى است.) قرآن كريم، سوره مباركه ص (38)، آيات 55 و 56.