و از دعاهاى آن حضرت (ع) است در تذلل براى خداى عزوجل
شرح:
دعاوه فى التذلل لله عز و جل
و يبقى الانسان الواعى الايمانه فى معرفته بمقام ربه يعيش الحضور الروحى مع الله فى معنى العبوديه الخالصه للربوبيه الرحميمه الحانيه، فيبدا فى التذلل له فى
كلماته و حركاته و احاسيسه و مشاعره بالطريقه التى يرتفع بها بروحه اليه، حيث يجد الله منه صدق الاخلاص فى صدق الاحساس بالذل العبودى امامه فى معنى العزه الانسانيه من خلاله، لان الذل معه يعنى العز مع غيره.
و هكذا ينطلق هذا الدعاء فى تعبير عن الموقف الذى يشعر فيه الانسان المومن بان ذنوبه قد اصابته بالافحام و انقطاع الكلام، لان الله قد اقام عليه الحجه فى ذلك من خلال عقله و وحى الرساله و حريه الحركه فى الاراده، فلم تبق له حجه فى عصيانه، مما يجعله يقف موقف الاسير ببليته فى ابتعاده عن طاعه الله، و المرتهن بعمله الذى يجعله رهينه بما كسب من السيئات، فلا مكان له الا بعفو الله، و المتردد فى خطيئته بحيث يذهب فيها و يجىء، فلا يخرج من حاله الا ليرجع اليها، لتكون حركته محاصره بالخطيئه التى تحكم امره، و المتحير عن الخط المستقيم الذى يصل بالانسان الى الرشد العملى، و هكذا يودى هذا السير فى دروب الخطيئه الى ان يقف الانسان امام ربه موقف الاذلاء الذين لا يملكون الاعتذار من ذنوبهم المحيطه بهم، و الاشقياء الذين غلبت عليهم شقوتهم بسيطره غرائزهم الملتهبه المنحرفه عليهم بفعل جراتهم على الله و استخفافهم بوعده فى يوم القيامه.
و ينطلق التسبيح فى موقف التعظيم لله ليتساءل الانسان مع ربه - فى موقف توبيخ للذات - عن حجم الجراه التى تجراء بها عليه، و عن مقدار الخطر الذى قاد اليه نفسه، ليتحول من ذلك الى الاستعطاف و التذلل لله عز و جل، ان يرحم سقوطه لوجهه على سبيل الكنايه للتعبير عن سقوطه فى تجربه الطاعه بالوقوع فى المعصيه، و زله قدمه و ابتعادها عن الخط المستقيم بالانحراف عن طريق الله، و بان يتفضل عليه بحلمه الذى يتجاوز جهله، و باحسانه الذى يعفو عن اساءته.
انه موقف الانسان المعترف بذنبه و خطيئته الذى يقدم نفسه، و يمد يده، و يحنى راسه للقصاص العادل الذى يستحقه جزاء لمعاصيه، و يطلب منه ان يرحم شيبته التى توذن باقتراب اجله و نفاد عمره و ضعفه الجسدى، و مسكنه موقفه، و قله الوسائل التى يملك فيها الفرصه للخلاص من ذنوبه بشكل ذاتى.
و يزداد الموقف ابتهالا ليتذكر الانسان المصير الذى ينتظره بعد الموت عندما ينقطع اثره فى الدنيا، فلا يبقى له اى وجود فى الموجودات، و يمحى ذكره من الالسن، فلا يتذكره احد، و ينساه الناس فلا يبقى له اثر فى الذاكره، و يغيب فى آفاق النسيان.
و يزداد الموقف ماساه عندما يفكر الانسان بان الموت اذا نزل به و اودع فى قبره فستتغير صورته و تتقطع اوصاله و تتفرق اعضاوه، فيفقد هذا التوازن فى جسده ليعود مزقا متناثره فى التراب فيتحول - بعدها - الى تراب.
و يتذكر انه عاش غافلا عن تصور ذلك، و عن النتائج الغامضه التى سوف يقبل عليها فى آخرته، و ينتهى الدعاء بالطلب الى الله ان يرحمه فى يوم الحشر و ساعه النشور، ليكون مع اولياء الله الصديقين فى موقف الرضوان، و مع احباء الله الطيبين فى صدورهم الى الله، و فى جوار الله مسكنه.
انها التمنيات الايمانيه التى يعيشها الانسان المومن فى تفكيره بالموقف العظيم يوم القيامه لينال من الله درجه الرضوان فى دار القرار.
و بذلك يتحول الدعاء الى حاله من التعبئه الروحيه التى ترتفع بالانسان الى الله، ليجد فى رحاب القرب منه كل مغفره و رضوان.
رب افحمتنى ذنوبى، و انقطعت مقالتى، فلا حجه لى، فانا الاسير ببليتى، المرتهن بعملى، المتردد فى خطيئتى، المتحير عن قصدى، المنقطع بى.
يا رب، ها انا عبدك الماثل امامك بكل احساسى بالحيره و الخجل و التمزق النفسى، و ذنوبى التى تتحرك فى كل تاريخى العملى تصيبنى بالصمت الصارخ فى الداخل الذى لا املك فيه ايه حجه لكل ممارساتى فى عصيان اوامرك و نواهيك، فلا اجد ايه كلمه يمكن ان تكون تعبيرا حيا عن مبرر لى فى ذلك كله.
فها انذا فى موقف الماسور المقيد بالوان البلاء المحيطه بحياتى كلها، المحبوس فى نطاق عملى الذى اتحرك فى داخله فى حلقه مفرغه لا اعرف كيف اخرج منها، لاننى تحولت الى رهينه عنده كما جاء فى القرآن الكريم: (كل امرىء بما كسب رهين) (الطور: 21) و (كل نفس بما كسبت رهينه) (المدثر: 38)، فهو كالدين الذى لا ينفك رهنه الا اذا اداه، و كيف اودى هذا الدين الالهى بهذا العمل السيىء الذى لا رجاء معه لاى خير فى حساب الله.
و انا السائر فى خطيئتى ذاهبا جائيا على غير هدى او استقامه او تركيز، فلا املك الخلاص منه، فلا اتركه اليوم الا لاعود اليه غدا، و انا المتحير فى اتجاه الخط المستقيم فلا اعرف نقطه الانطلاق اليه، و انا المسافر الذى انقطعت به الطريق فلم يبلغ مداه و لم يصل الى غايته، فكيف يمكننى - و الحال هذه - مواصله خط السير اليك؟
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
هر كس در گروى عمل خويش است:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (و كسانى كه گرويده و فرزندانشان آنها را در ايمان پيروى كردهاند، فرزندانشان را به آنان ملحق خواهيم كرد و چيزى از كار[ها]شان را نمىكاهيم. هر كسى در گرو دستاورد خويش است.) قرآن كريم، سوره مباركه الطور (52)، آيه 21.