ترجمه: خدايا! ما را سيراب گردان، بارانى فرست كه آب از تپهها سرازير شود و چاهها را بدان پر آب كنى و جويها را بشكافى و درختان را برويانى و نرخها را در همه شهرها ارزان كنى و چهارپايان و ديگر خلق را نيكو حال گردانى و روزيهاى پاكيزه بر ما فراخ سازى و كشت ما را برويانى و پستانها را پر شير كنى و بر نيروى ما بيفزائى
شرح:
اللهم اسقنا سقيا تزيدنا به قوه:
يا رب، اننا عبادك العطاشى، و لديك ما يذهب بكل العطش، لانك انت- وحدك- الذى خلقت الماء، و انت الذى جعلت منه كل شىء حى، فكانت الحياه منه، للانسان و للحيوان و للنبات و للوجود الذى يمثل الماء احد عناصره، و نحن هنا لتمنحنا الكفايه منه، فاسقنا حتى تتحول كل الروابى الى مجار للمياه فترتوى منها السهول، كما تمتلىء الابار فتختزن فى جوفها حاجات الحياه المتجدده الباحثه عن كل ما يحقق لها الخصب.
ان للماء دوره الحيوى فى ارتفاع الاشجار فى ارضنا حتى تطل علينا باغصانها المتهدله، و باوراقها الظليله، و باثمارها الناضجه، و بجمالها الساحر، لتزيد الحياه من حولنا خيرا و بركه و جمالا، فاسقنا من غيثك ما تنبت به الاشجار، و ان للماء دورا كبيرا فى حركه الرخاء فى حياتنا، لانه يصنع الخصب الذى تتنوع به موارد الرزق، و تكثر فيه الخضروات و الفواكه، فترخص- من خلال ذلك- اسعارنا، و تسهل اوضاع العيش فى مجتمعاتنا، فافتح لنا- يا ربنا- ابواب الرخاء من غيثك الذى يطرد الجدب فيطرد الغلاء معه، و يجتذب الخصب فيجتذب الرخص معه.
اننا نستسقيك- يا ربنا- بلسان بهائمنا التى عطشت، و بنداءات خلقك الظامئين، فانعشنا بالمطر الهاطل حتى تستكمل لنا كل طيبات الرزق، و تنبت لنا به الزرع، و تملا- من خلاله- الضروع التى جف لبنها من الظما، فينبعث الانتعاش فى اجسامنا، و تمنحنا- به- القوه الجديده التى تضيف الى طاقاتنا طاقه جديده حيه متحركه منفتحه على كل مواقع القوه فى الحياه، فقد جاء فى كتابك فى حديث رسولك هود مع قومه:
(و يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا و يزدكم قوه الى قوتكم)(هود: 52).
و قد اثار العلماء مساله الغلاء و الرخص فى الاسعار، هل هما خاضعان للاسباب الخفيه من خلال ما يقدر الله به الامور فى الحياه، فليست من الامور التى تخضع لاراده العبد و اختياره، او هما من افعال العبد بما تتحرك به قضايا الرزق فى البذل و الاحتكار و فى العمل و البطاله، و فى المنع و العطاء؟
فقال بعضهم: هو من فعل الانسان المباشر اذ ليس ذلك الا مواضعه منهم على البيع و الشراء بثمن مخصوص، و قال بعضهم: انه متولد من فعل الله تعالى، و هو تقليل الاجناس و تكثير الرغبات باسباب هى من فعله تعالى.
و يرى علماء الاماميه- كما جاء فى رياض السالكين فى شرح الصحيفه- «ان خروج السعر عن مجرى عادته، ترقيا و نزولا، ان استند الى اسباب غير مستنده الى العبد و اختياره، نسب الى الله تعالى حتى توافق ارادات الناس و رغباتهم، و الا نسب الى العبد، كجبر السلطان الرعيه على سعر مخصوص»، و قد جاء فى الحديث النبوى الشريف ان اهل المدينه اجتمعوا عند رسولالله (ص) عند غلاء الاسعار فى اسواقهم فقالوا له: سعر لنا يا رسولالله، فقال:«المسعر هو الله».
و يعلق صاحب رياضالسالكين على ذلك فيقول:«و ما ورد فى الحديث النبوى المذكور محمول على انه لا ينبغى التسعير بل يفوض الى الله تعالى ليقرره بمقتضى حكمته الكامله و رحمته الشامله، لا ان كل تسعير وقع منسوب الى الله تعالى، اذ لو كان هذا مراده (ع)، لم تكن اجابته الى سئوالهم منافيا له، و لا كان قوله «المسعر هو الله» عذرا عن ترك التسعير، و ما ورد من الاخبار عن اهل البيت (ع) فى هذا المعنى. كما روى عن على بن الحسين (ع) انه قال:«ان الله و كل ملكا بالسعر يدبره بامره»، و عن ابى عبدالله «جعفر الصادق»(ع):«ان الله و كل بالاسعار ملكا يدبرها بامره»، فالمراد بالسعر ما لم يكن للعبد فى اسبابه مدخل، و الله اعلم».
اما تعليقنا على ذلك، فهو ان قضيه الاسعار، فى مساله الغلاء و الرخص، خاضعه للاسباب الطبيعيه الناشئه عن قانون العرض و الطلب فى حركه البضائع فى السوق، التى قد تعود الى الاوضاع الطبيعيه الكونيه من الجدب و الخصب، او من العوامل الاخرى المتحكمه فى نقص الاشياء و زيادتها، و قد تعود الى الاوضاع الانسانيه فى مساله الاحتكار و البذل، او سوء التوزيع، او قله الانتاج و ما الى ذلك من الاسباب الراجعه الى اختيار الناس افرادا و جماعات.
و فى ضوء ذلك، لا نجد مجالا لهذا الخلاف الكلامى فى ان السعر من فعل الله او من فعل العبد عبر الخصوصيه لهذه المساله، بل القضيه فى كل حركه الكون فى حياه الانسان، مما قد تتدخل فيه العوامل الطبيعيه فى علاقه الرزق بالظواهر الكونيه فى حركه النظام الكونى، و قد تتدخل فيه الامور البشريه فى علاقه الرزق باختيار الانسان و ارادته فى حركه السلوك الفردى و الجماعى فى جانب الخير و الشر.
و اذا لا حظنا الحديث المروى عن النبى فى ان المسعر هو الله او الاحاديث فى ان لله ملكا يدبر الاسعار من خلاله، فانه لا يبتعد عن كل الايات و الاحاديث التى تربط حركه الواقع الانسانى بالله، باعتبار انه المصدر الاساس لذلك، كما ان بعض ذلك قد يخرج عن اراده الانسان و اختياره كالجدب و الخصب، و بذلك يكون الله هو المسعر من خلال حركه الاسباب فى الحياه التى لا تتنافى مع اسناد الامور كلها اليه، كالرزق و الامن و الصحه و النصر و الهزيمه و الربح و الخساره و نحو ذلك.
و تبقى القضيه الفقهيه فى دائره البحث الفقهى فى جواز تسعير الحاكم الشرعى للبضائع و الاغذيه و الحاجات الاستهلاكيه بشكل عام، عند وصول الاسعار الى المستوى الذى يوثر تاثيرا سلبيا على الاوضاع الاقتصاديه للناس، او عدم جوازه، بل يومر البائع بانزاله حتى يقف على الحد المعقول من دون ان يفرض عليه حد معين- كما يراه بعض الفقهاء-.
و ليس مجال الحديث هو هذا الشرح الذى نحن بصدده، و لكننا نرى- بشكل سريع- ان هذه الامور هى من صلاحيات الحاكم الشرعى فى ادارته لشوون الناس بالعناوين الثانويه، اذا لم تقتض ذلك العناوين الاوليه، مما يجعل المساله تختلف فى طبيعتها و مستواها حسب اختلاف الظروف و المصالح المحيطه بواقع الناس.
احاديث مرتبط:
تعيين فرشته موكّل نرخها از جانب خدا.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: ان الله و كل بالاسعار ملكا يدبرها بامره.
الكافى، ج 5، ص 163، ح 4
آيات مرتبط:
فرستادن باران بسيار و افزودن توانايى از جانب خدا بر قومى كه به سوى او بازگردند:
وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ («و اى قوم من، از پروردگارتان آمرزش بخواهيد، سپس به درگاه او توبه كنيد [تا] از آسمان بر شما بارش فراوان فرستد و نيرويى بر نيروى شما بيفزايد، و تبهكارانه روى برمگردانيد.») قرآن كريم، سوره مباركه هود (11)، آيه 52.