و از دعاهاى آن حضرت (ع) است در طلب پردهپوشى و حفظ
شرح:
دعاوه فى طلب الستر و الوقايه
فى هذا الدعاء حديث ابتهالى عن تطلعات الانسان الروحيه امام ربه للتخفف من نتائج الخطايا الصادره منه، عمدا و خطا، سرا و علانيه، على مستوى الدنيا فى فضائحها التى يسقط الانسان تحت تاثيرها الاعلامى اجتماعيا، و على مستوى الاخره فى مواقف الحساب الدقيق بين يدى الله الذى قد يشعر الانسان فيه بالخيبه فى فقدان فرصه النجاه من سخط الله و عذابه، من خلال ما اكتسبه من السيئات، و اجترحه من الخطايا التى تقربه من النار و تباعده عن الجنه.
و هكذا كانت القضيه عنده ان يمنحه الله من كرامته كمثل الفراش الوثير الذى يستلقى عليه ليحس بالراحه و الطمانينه، و ان يورده ينابيع الرحمه التى يستقى منها الماء الصافى الذى يروى ظماه الروحى، و ان يحله ساحه جنته التى يعيش فيها
فى نعيم دائم، و ان يبقى اسراره المستوره، و عيوبه المكتومه فى دائره الخفاء، مما قد يكون عارا عليه و سبيلا للسقوط، فلا تبرز للناس و لا تنكشف لديهم، و ان يجعل اعماله فى دائره الرحمه لا فى دائره العدل، و ان يمنحه درجه الشرف فى رضوانه، و ان يكمل له كرامته بمغفرته، و ان يجعله من اصحاب اليمين الذين منحهم الله اعلى المواقع فى جنته، و ان يسير به فى دروب الامان من كل ما يعرضه للهلكه الدنيويه و الاخرويه، و يتحرك به فى مجتمعات الفائزين، و ينفتح به على الموقع الذى يعمر به مجالس الصالحين.
اللهم صل على محمد و آله، و افرشنى مهاد كرامتك، و اوردنى مشارع رحمتك، و احللنى بحبوحه جنتك.
اللهم اكرمنى و ارحمنى و احللنى جنتك:
يا رب، انا عبدك المتعب المجهد الذى يتقلب على فراش الشوك الذى يجرح روحه، و يدمى مشاعره، و اى شوك اقسى من شوك الخطايا التى تحاصرنى و تضغط على و تشعرنى بالمهانه امامك.
فهل اطمع يا رب ان تكرمنى، من خلال لطفك و رحمتك، بان تمهد لى الفراش الناعم الوثير من كرامتك، فاتحسس فيه انسانيتى المفتوحه على العزه الممنوحه لى منك، و اعيش السعاده فى الاحساس بالطمانينه الروحيه التى لا ذل معها، و لا مهانه بعدها؟
و انا الظامىء الذى تلهث روحى عطشا فى ما يشبه الحريق، و يظماء قلبى لهاثا فى ما يشبه الاختناق، و الحياه امامى صحراء فى عناصر الحقد و العداوه و البغضاء التى ترهق مشاعرى، و تتعب اقدامى، و تبعدنى عن سواء الطريق، فلا واحه توحى لى خضرتها و ينابيعها الصافيه بالامل فى الراحه و الارتواء، فلا اجد امامى الا السراب فى الاحلام التى تطفو على وجه الرمال عندما تشرق عليها الشمس فتمنحها اللمعان الذى قد يوحى بالماء.
فهل تبلغنى يا رب الغايه التى تطل بى على ينابيع الصفاء المتفجره برحمتك ، لاشرب منها و اشرب، فتبتل عروقى الظامئه، و ارتوى حتى الامتلاء، لان ظماء الروح اقسى من ظماء الجسد، ورى القلب اكثر عذوبه من رى العروق؟!
و انا الانسان الذى حدثته عن جنتك التى يعيش فيها الناس المومنون اخوانا على سرر متقابلين، فلا يحمل فيها احد حقدا على احد (و نزعنا ما فى صدورهم من غل) (الاعراف: 43) و لا يشعر المقيمون فيها بالخوف و الحزن، بل هو الامان و الفرح الروحى الذى لا يطوف به الحزن لان الالام بعيده عن اجواء الجنه، و قد حشدت فيها ما تشتهيه الانفس و تلذه الاعين، و قد جاء الحديث عن نعيمها «فيها ما لا عين رات و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر»، و اعظم ما فيها انها تعبر عن رضوانك، الذى هو اكبر من كل نعيم مادى، و قد عشت يا رب الجنه حلما كبيرا، و لكنى قصرت فى الاخذ بالوسائل التى تجعلنى من اهلها باستحقاق، و ربما بلغت الموقع الذى يجعلنى اقف على شفا حفره من النار، فهل احلم- يا رب- و انت الكريم الذى لا حد لكرمه، و الرحيم الذى تبلغ رحمته يوم القيامه الى المستوى الذى يتطاول لها عنق ابليس، هل احلم حلما واقعيا بان تحلنى فى سعه الجنه لا عيش السعاده الروحيه و الجسديه فى اجواء رحمتك؟!
اللهم اكرمنى بالستر و العفو و العافيه:
يا رب، انى اخاف ان تردنى رد الحرمان، فلا تستجيب لى فى سوالى، فاشعر بالمهانه كاقسى ما تكون، و بالاحباط كاشد ما يكون، لان حرمانك لى لا ينطلق من حاله بخل، تعاليت عن ذلك علوا كبيرا، بل ينطلق من اهمال و اسقاط لهذا العبد العاصى الذى لم ينفتح على نعمك بالشكر، و على اوامرك و نواهيك بالطاعه، و على مواقع عظمتك بالخشوع و العباده، و هذا ما لا يطيقه عقلى و قلبى، فلا تردنى يا رب رد الحرمان، بل اقبلنى و اقبل منى قبول الرب الرحيم لعبده الضعيف الخاطىء الذى اتسعت رحمته له.
و انا الانسان الذى يخشى ان يواجه الحرمان بالخيبه منك، فلا يطمع، فى اقبالك عليه، و نظرك اليه، فهل تمنحنى السعاده بالانفتاح على بواسع رحمتك؟...
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست