بازگشت

الفصل الثاني


مراحل حياة الإمام زين العابدين(عليه السلام)







تنقسم حياة الإمام زين العابدين(عليه السلام) ـ كما تنقسم حياة سائر الأئمة(عليهم السلام) ـ الي مرحلتين متميّزتين:



1 ـ مرحلة ما قبل التصدّي للإمامة والزعامة.



2 ـ مرحلة التصدّي وممارسة القيادة حتي الشهادة.



لقد عاش الإمام زين العابدين(عليه السلام) في المرحلة الاُولي من حياته في ظلال جدّه الإمام أمير المؤمنين ، وعمّه الإمام الحسن المجتبي وأبيه الإمام الحسين سيد الشهداء(عليهم السلام) مدة تناهز العقدين ونصف العقد، حيث قضي في كنف جدّه الإمام علي(عليه السلام) ما يزيد قليلاً عن أربع سنوات، وما لا يقل عن سنتين لو كانت ولادته سنة (38 هـ ) .



بينما قضي عقداً آخر من حياته في كنف عمّه وأبيه(عليهما السلام) حيث استشهد عمّه الإمام الحسن السبط(عليه السلام) سنة 50 هجرية.



كما قضي عقداً ثانياً في ظلّ قيادة أبيه الحسين السبط(عليه السلام) وهي الفترة الواقعة بين مطلع سنة (50 هـ ) وبداية سنة (60 هـ ) .



لقد عاش الإمام زين العابدين(عليه السلام) فترة المخاض الصعب خلال المرحلة الاُولي من حياته وقضاها مع كل من جدّه وعمّه وأبيه(عليهم السلام) ، واستعدّ مراحل حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) ) بعدها لتحمّل أعباء الإمامة والقيادة بعد استشهاد أبيه والصفوة من أهل بيته وأصحابه في ملحمة عاشوراء الخالدة التي مهّد لها معاوية بن أبي سفيان وتحمّل وزرها ابنه يزيد المعلن بفسقه والمستأثر بحكم الله في أرض الإسلام المباركة.



وأمّا المرحلة الثانية من حياته الكريمة قد ناهزت ثلاثة عقود ونصف عقد من عمره الشريف، وعاصر خلالها كُلاًّ من حكم يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وعبدالملك بن مروان، ثم اغتالته الأيدي الاُموية الأثيمة بأمر من الحاكم وليد بن عبدالملك بن مروان واستشهد في (25) من المحرّم أو ما يقرب منه سنة (94) أو (95) هجرية عن عمر يناهز (57) سنة أو دونها قليلاً[1] فكانت مدّة إمامته وزعامته حوالي (34) سنة.



وفي هذه الدراسة نقسّم المرحلة الثانية من حياة هذا الإمام الحافلة بأنواع الجهاد الي قسمين متميزين من الكفاح والجهاد:



الأوّل: جهاده بعد ملحمة عاشوراء وقبل استقراره في المدينة .



الثاني: جهاده بعد استقراره في المدينة.



وعلي هذا التقسيم سوف ندرس حياته ضمن مراحل ثلاث:



المرحلة الاُولي: حياته قبل استشهاد أبيه(عليه السلام).



المرحلة الثانية: حياته بعد استشهاد أبيه وقبل استقراره في المدينة.



المرحلة الثالثة: حياته بعد استقراره في المدينة.

پاورقي





[1] المناقب لابن شهر آشوب: 3/310، بحار الأنوار : 46/8 ـ 15 .