بازگشت

ب ـ الاسباب الخارجية


وهي البواعث والاغراض السياسية او الطائفية او العنصرية أو المادية التي تقود الانسان الي المبالغة الهوجاء والتطرف الاسن.



ان عدم التطرف ركيزة من الركائز الكبري للاسلام في الفكر والسياسة والاجتماع.



قال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): خير الامور اواسطها.



وقال الامام علي(عليه السلام): نحن النمرقة الوسطي التي بها يلحق التالي، واليها يرجع الغالي(347).



تتسم الغالبية من المؤلفات حول اهل البيت(عليهم السلام) ـ قديمها وحديثها ـ لا سيما القديم منها بابراز الجانب الاخلاقي لهذا الامام او ذاك، او نقل صور عن فضائله ومناقبه وملكاته النفسية وحياته الروحية.



ولا ريب في اهمية الجوانب التي يتطرق لها المؤلفون الكرام. ولكن جانبا مهما ايضاً بل في اهمية بالغة ـ الا وهو ـ الجانب السياسي قد بقي في الاعم الاغلب من المؤلفات بمنأيً عن المعالجة والتناول. واذا ما تناولته بعض المؤلفات فإنه لا يعبر ـ عادةً ـ الا عن صورة باهتة الالوان، و روح جامدة، ومادة مبتورة.



ولعلَّ مردّ ذلك يعود الي عدم الصبر علي البحث الدؤوب، والتحقيق المجهد، وما يتمخض عنهما من نتائج ايجابية، واضحة المعالم، وفي سياق من التكامل، او ما هو شبيه بالتكامل.



كما ان عدم التعمق في التاريخ السياسي، وقلة الارتواء من المناهل السياسية والاجتماعية، يشكِّل هو الاخر سبباً مهماً من اسباب عدم الفاعلية والحيوية في حركية البحث والتناول. كما انه من اسباب عدم الغزارة في المادة، او البعد عن استيفاء الموضوع.



وبناءً علي هذه القاعدة كانت البحوث غالباً ما تتصف بتجلية السيرة الذاتية لاهل البيت(عليهم السلام)، وبلورة البعد الشخصي لكل واحد منهم.



ونحن مع اعترافنا بالقيمة السنية والكبيرة للسيرة الذاتية لاهل البيت(عليهم السلام)وانها سيرة الطهر والخلوص والنبل والكرامة.. الخ. الا ان المنحي الاخر من مناحي شخصياتهم(عليهم السلام) انما ينصب فيما يتعلق بما لهم من اهداف وما لهم من اعمال وانشطة في المضامير السياسية والاجتماعية، وما قدموه علي الصعيد التخطيطي والتوجيهي، وعلي صعيد الممارسات التطبيقية.



صحيح ان السيرة الذاتية بنفسها تسلط الضوء علي المجالات السياسية والاجتماعية، وانها تعكس آثارها ومقوماتها، علي تلك المجالات، غير انها بحاجة الي من يوضحون ذلك الانبعاث الضوئي، ويبينون خط الانعكاس.



ينبغي لفت النظر الي وجود العلاقة الصميمية والتلاحم العضوي بين الفكر وبين السياسة، وان الخط الفكري يشكل القاعدة العريضة للخط السياسي.



ومن هذا المنطلق علينا ان لا نفرق بين امرين من هذه الامور، مثالين علي المقصود.



اولاً : من الوجهة الفكرية: يري ائمة اهل البيت سلام الله عليهم : انهم اولي بمنصب قيادة المسلمين من غيرهم باعتبار ان رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) قد نص عليهم في ذلك، وانهم اصحاب قدرات خاصة تؤهلهم لهذا المنصب الالهي الخطير.



وعلي هذا الاساس ـ من الوجهة السياسية ـ ليس من الصحيح ان ننسب لاحدهم الاذعان طوعاً، وعن ارادة محضة، لاي حاكم من حكام عصرهم باعتباره الاولي بالحكم والقيادة العامة منهم.



ثانياً : من الوجهة الفكرية: يري ائمة اهل البيت سلام الله عليهم : جواز الخروج علي الحكومة الظالمة احياناً، ووجوب ذلك احياناً أخري، لانها تتربع علي عرش الحكم باسم الاسلام فلا بد إذن ان تحكم بالاسلام روحاً ونصاً دون هواها، ونزواتها، ونزعاتها الشخصية، ومآربها الفئوية الضيقة.



وعلي هذا الاساس ـ من الوجهة السياسية ـ من غير الصحيح ان ينسب لاحدهم(عليهم السلام) سياسة الاقرار بظلم الحكومة وسلوكها غير المشروع، او الاعتراف باية حكومة لا تطبق الكتاب الحكيم والسنّة المطهرة.



وانما سكت من سكت من الائمة عن الظالمين، و لم يناصبوهم الحرب لا اقراراً بظلمهم او اعترافاً بحكومتهم او عدم جواز محاربتهم، بل لاسباب موضوعية، كقلة الاعوان، او عدم الوثوق بوفاء القاعدة، او عدم توفر التربة الخصبة للثورة.



علماً ان سكوتهم لم يكن سكوتاً مطلقاً، فالامام زين العابدين(عليه السلام)كان يحرض المختار الثقفي. والامام الصادق(عليه السلام) لم يحارب المنصور الدوانيقي، ولكن ولديه عبدالله وموسي بن جعفر(عليهم السلام) قد حاربا مع محمد ذي النفس الزكية في ثورة المدينة ضد المنصور. فهل كان حربهما مع ذي النفس الزكية بدون تحريض ابيهما(عليه السلام)، او بدون اذنه علي الحد الاقل؟



والامام موسي بن جعفر(عليه السلام) لم يثر علي الحكم القائم، ولكنه دفع عجلة المعارضة نحو الامام، قائلاً لقائد المعارضة (شهيد فخ): حدَّ الضراب.



يري ائمة اهل البيت(عليهم السلام) انهم اولي بالخلافة من غيرهم استناداً الي النص عليهم من قبل الرسول(صلي الله عليه وآله وسلم).



واتفقت كلمة الامامية علي النص علي الامام علي(عليه السلام) ووافقهم علي ذلك جماعة قليلة من علماء السنة واقطابهم(348)



هذا اضافة الي قدراتهم الخاصة، ومؤهلاتهم الكثيرة كما تقدم.



واما القربي من الرسول محمد(صلي الله عليه وآله وسلم) فهي فضيلة تضاف الي فضائلهم(عليهم السلام)وليست السبب المؤهل للخلافة لان النص وحده، يكفي للتأهيل للخلافة، كما ان الكفاءة تجعلهم الاحق من غيرهم بالخلافة، من منظار العقل والمنطق السياسي. واما النسب فنحسب انهم انما تعرضوا له لا لانه السبب الشرعي للخلافة ـ حسب الواقع ـ وانما في سبيل ارضاء الطرف المقابل، كما انه اقناع جدلي في ساحة الصراع السياسي.



ان اول من قدم النسب والقربي للغرض المذكور هو الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام)، وذلك الزامـاً لقـريش، اذ احتجت علي الانصار بالاولوية الخلافة بأن رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) منها، اي انهم الشجرة النسبية للرسول(صلي الله عليه وآله وسلم)، والانصار ليسوا كذلك. فقال علي(عليه السلام): احتجوا بالشجرة واضاعوا الثمرة.



ومن هذا المنطلق، لا عبرة بما يثار في بعض كتب الفقه السياسي والتاريخ السياسي، بضعف مستند اهل البيت سلام الله عليهم، اذ انهم طلبوا الخلافة بسبب قرباهم من رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، إذ قد يكون ذو النسب المختص غير كفوء للرئاسة، فإن للرئاسة العامة، بل كل رئاسة، مؤهلات وشرائط موضوعية، قد يتوفر عليها المختص بالنسب وقد لا يتوفر عليها، وإن كان من اقرب الناس الي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم).



والجواب واضح كما تقدمت الاشارة اليه، ولو كان النسب هو المستند الشرعي، والركن الاساس في الاحقية بالرئاسة لكان العباس بن عبدالمطلب رضوان الله عليه نظير الامام علي(عليه السلام) في الاولوية بالرئاسة، بل اولي منه بها، لانه عم رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم). بينما نراه يتقدم بين يدي الامام علي بن ابي طالب قائلاً : امدد يدك ابايعك.



ومما هو جدير بالذكر ان الامام علياً كتب الي معاوية بن ابي سفيان: قد بايعني القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر.



ان هذا ايضاً من باب الزام الطرف المقابل بما الزم به نفسه، وان علياً(عليه السلام)يري نفسه الاحق بالخلافة لما تقدم من النص والاهلية الخاصة، لا للسبب المذكور.



وللشوري نظام خاص في الاسلام، فمن امتلك رأي الشوري، فقد امتلك الشرعية في الخلافة.



قال تعالي: (وشاورهم في الامر)(349).



وقال تعالي: (وأمرهم شوري بينهم)(350).



بيد ان اهل البيت(عليهم السلام) يعتبرون أنفسهم الاولي بالرئاسة العامة للمسلمين، لا لاَجل الشوري، وانما لاجل النص، والكفاءة. واما الشوري فهي وان كانت نظاماً اسلامياً، الا ان موقعها من حيث الترتيب الشرعي بعد النص. قال تعالي: (وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل علي الله).



وهذا يعني ان عزمه ونصه(صلي الله عليه وآله وسلم) هو الراجح والمتقدم في مقام التعارض، ما بين الشوري وبين النص.



وهل الشوري الا محاولة لموافقة امر الله ورسوله؟ فإذا تعيّن النص، انهارت الشوري.



واذا اردت ان تضع اصابعك، وانت مطمئن، الي ان النسب والشوري. لدي اهل البيت(عليهم السلام)، ليستا الركيزتين الحقيقيتين والمعتمدتين في الخلافة، وانما هما الزام للجهة المقابلة، فاقرأ البيتين التاليين للامام علي(عليه السلام):



فإن كنت بالشوري ملكت امورهم فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ



وان كتب بالقربي حججت خصيمهم فغيرك اولي بالنبيِّ وأقرب(351)



ومما يجري ضمن السياقات الاقناعية المتقدمة قول الامام علي(عليه السلام): واعجبا اتكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة(352).



فان صحبة الرسول(صلي الله عليه وآله وسلم) شرف وكرامة وفضيلة للصاحب، ولكنها ليست الاساس الشرعي للرئاسة العامة. ويتلخص مما تقدم أنه ليست القربي ولا الشوري ولا الصحبة البني الشرعية لخلافة ائمة أهل البيت من منطلق نظريتهم السياسية في الحكم والرئاسة العامة،وانما هو النص وكفي.



ولما كانت النصوص التي تروي عن خلافتهم، والاخري التي يروونها هم(عليهم السلام) كثيرة جداً لذا نكتفي بالاشارة الخاطفة لشيء يسير منها.



لقد ناشد الامام علي(عليه السلام) الناس في الرحبة: من سمع رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام اليه جماعة من الصحابة الكرام فشهدوا بذلك. منهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وابو ايوب الانصاري وسهل بن حنيف وحبشي بن جنادة السلولي وعبيد بن عازب الانصاري وثابت بن وديعة الانصاري وابو فضالة الانصاري، والنعمان بن عجلان الانصاري، وعدي بن حاتم الطائي.



وكان الذين شهدوا سبعة عشر رجلاً، وقيل: كانوا ثلاثين رجلاً. منهم اثنا عشر بدرياً(353).



قال الامام زين العابدين(عليه السلام): الائمة بعد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر عدد الاسباط، ثلاثة من الماضين وانا الرابع وثمان من ولدي، ائمة ابرار(354).



وعن زيد الشهيد(عليه السلام): بينا ابي(عليه السلام) مع بعض اصحابه اذ قام اليه رجل فقال: يابن رسول الله هل عهد اليكم نبيكم كم يكون بعده ائمة؟ قال: نعم، اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل(355).



الوحدة في القرآن الكريم امر الزامي صريح، لا تردد فيه، ولا خيار معه. وان أئمة أهل البيت(عليهم السلام) اولي الناس بتطبيق كتاب الله العزيز، والتمسك به، والدعوة إليه وتوجيه الاخرين نحوه.



ومن هنا يفرض هذا السؤال نفسه. إذا كان أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من دعاة الوحدة، فكيف يجتمع هذا مع كونهم يؤمنون بأولويتهم بالقيادة الاسلامية العامة من غيرهم؟



والجواب ليس بتلك الصورة من التعقيد أو الغموض، وذلك اننا نعرف ان مفهوم الوحدة لا يعني بالضرورة ابداً ان الاطراف الذين ينضوون تحت لوائها لا يختلفون في وجهات النظر والتفكير ابدا لانه لا يوجد طرف إلاّ وله خلافات كثرت ام قلت مع الاطراف الاخري. ومن البعيد ان يوجد تحت زرقة السماء شخصان يتفقان في كل شيء مطلقاً.



وإذا كانت الوحدة تعني عدم الاختلاف مطلقاً فليس الي تحقيق ذلك من سبيل.



بيد ان الفرق واضح بين انسان يختلف مع الاخرين في وجهات النظر وكثير من الاراء، ويدعوه ذلك إلي اعلان الحرب عليهم، وان اضرَّ ذلك بالمصلحة العامة، وبين انسان يختلف مع الاخرين ومع هذا فهو يتألفهم، ويتعاون معهم، ويرشدهم، أو علي الحدّ الاقل لا يحاربهم، مادامت حربهم تضر بالمصلحة العامة.



وعلي هذا الضوء يمكن تقسيم القيادة العامة التي عاصرت أهل البيت(عليهم السلام)الي ميدانين.



الميدان الاول: كالخلفاء الثلاثة علي سبيل المثال، ممن يطبق الاسلام مع وجودهم، وتقام حدود الله تعالي وان كانت لاهل البيت(عليهم السلام) آراء تخالف قسماً من مفردات الحكم والسياسة لديهم.



وقد تعامل أهل البيت مع هؤلاء بروح تآلفية، واسدوا لهم التوجيهات القيمة، علي الرغم من رؤيتهم الثابتة لاحقيتهم(عليهم السلام)بالحكم منهم، ولكن مصلحة الاسلام واهداف الوحدة تقتضي التعاون والتنسيق، وترتيب البيت الاسلامي، والابتعاد عن ايجاد ثغرة، أو فتح هوة بين الطرفين، ما امكن ذلك.



لقد ضرب اهل البيت(عليهم السلام) في التعاون والتفاهم ومحاولة توفير حالة الانسجام مع هؤلاء اروع الامثلة، وسطروا اجمل صور نكران الذات، إذ لا ريب ان تعاون الانسان وتنسيقه مع الاخرين علي الرغم من اعتقاده الكامل بالاحقية منهم بالقيادة والحكم امر صعب مستصعب، لاتطبقه من البشرية إلا ثلة قليلة.



وفي مثل هذه الملابسات والمداخلات السياسية يقول الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) من جملة كلام له: «لاسلمنَّ ما سلمت امور المسلمين»(356).



ان الذي يؤرق اهل البيت ويشجيهم من الدولة الحاكمة ـ بصورة عامة ـ ان تنحرف عن المسار الصحيح، والمقاصد الاسلامية الرفيعة. وهل ثم اوضح من هذا البيان التاريخي الحافل بالاهتمام الكامل برعاية حقوق الاسلام والمسلمين:



«ولكني آسف ان يلي امر هذه الامة سفهاؤها، وفجارها، فيتخذوا مال الله دولاً، وعباده خولا، والصالحين حربا، والفاسقين حزبا...»(357).



الميدان الثاني: وامثلته كثيرة من قبيل يزيد بن معاوية، وعبد الملك بن مروان، والهادي، والمتوكل، وغيرهم.



فإن التعاون معهم، والابتعاد عن منازعتهم لا يجدي لانهم بانفسهم لا يحفظون جوهر الاسلام بشكل عام. كما ان عدم منازعتهم يضر بجوهر الاسلام أُطُراً ومضامين، لذلك كانت لائمة أهل البيت(عليهم السلام)نزاعات شديدة معهم، ضمن اساليب وطرائق شتي، ربما تصل احيانا الي الحرب المسلحة ضدهم، كما في ثورة الامام الشهيد الحسين بن علي(عليهما السلام) علي يزيد بن معاوية.



ان الوحدة مع يزيد، وامثال يزيد تعني الاختلاف مع القرآن، ومنازعة الاسلام، والانفصال عن تحقيق صلاح المسلمين، والقيام بأمور المستضعفين.



ومن هنا ينبغي ان يعلم ان الوحدة لدي أئمة اهل البيت(عليهم السلام) لا تعني وحدة المنافع الشخصية، والمصالح الذاتية المشتركة بينهم وبين القادة السياسيين المعاصرين لهم. وانما تعني الوحدة المنبثقة من الرؤية القرآنية، والمنهج النبوي، تلبية لمتطلبات الوجود الاسلامي العام، والحاجة الواقعية للمسلمين.



(وأطيعوا اللهَ ورسولهُ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكمْ واصبروا إنَّ اللهَ مع الصابرين)(358).

پاورقي

(347) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 18 / 272، والنمرقة : وسادة صغيرة.



(348) ومن القائلين بالنص من هؤلاء ابو الحسن الشمشاطي العدوي البغدادي (ت 380هجريه) في كتابه البرهان الجلي في النص علي امير المؤمنين علي كرم الله وجهه، انظر ينابيع المودة ص8.



ومنهم: الفقيه علي بن محمد بن محمد الشافعي، المعروف بابن المغازلي (ت 483 هجرية) في كتابه مناقب علي بن ابي طالب لا سيما في الحديث 68 ص45 ـ 46.



وكما يعلم ذلك من الموفق الخوارزمي المكي (ت 568 هجرية) في كتابه المناقب.



وكذلك الفقيه الكبير، والمؤرخ الشهير احمد بن عبدالله بن محمد بن ابي بكر الطبري شيخ الحرم المكي، ومن اركان الشافعية (م 615 ت694 هجرية) في كتابه ذخائر العقبي، لا سيما في العنوان «ذكر اختصاصه بسيادة العرب وحث الانصار علي حبه» والعنوان «ذكر اختصاصه بسيادة المسلمين وولاية المتقين» ـ ص70 عنيت بنشر الكتاب مكتبة القدسي ـ القاهرة ـ ط. 1356 هجرية.



ومن القائلين بالنص: سليمان القندوزي الحنفي (ت 1294 هجرية) في كتابه المشهور ينابيع المودة لا سيما في الباب الثامن والثلاثين في تفسير قوله تعالي: (يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)ص114 ـ 117، ولا ينبغي ان يقال: انه مجرد نقل لجملة من الروايات، وآراء بعض المفسرين، واعلام الدين، فحسب، ومثل هذا لا يكفي في الدلالة علي المطلوب. وذلك لان المؤلف رضوان الله عليه في صدد تفسير قوله تعالي..... (... واولي الامرِ منكم) وقد فسّرها اعتماداً علي جملة من الروايات، واقوال بعض اعلام الدين.



وإن بامكان القارئ ان يتلمَّس بوضوح القول بالنص في كلام الدكتور عبد الرحمن الكيالي الحلبي فقد قال وهو يتحدث عن واقعة الغدير: وفي كل ما حدث، بقي العالم الاسلامي بعيداً عن فهم الحقيقة، حقيقة الحدث التأريخي، الذي لو عمل به صحابة العهد النبويّ، ونفّذ ما جاء في الوصية حسبما اراد الرسول الامين، والمؤسس الاعظم، لما وقع ما وقع، واصاب المسلمين ما اصاب، من بلاء الشقاق، وشقاء الاختلاف ولبقيت وحدة المسلمين متماسكة الحلقات، سليمةً من النوازع والرغبات، وسارت الخلافة يحفّها النصر، وتظللها اعلامُ الهدي والرشاد، في طريق القوة والاجماع، كما رسم خططها الرسول. من رسالة بعثها الدكتور المذكور الي العلامة عبد الحسين الاميني النجفي وقد نشرها الاخير في كتابه الغدير ج4 ص/ ج د هـ و.



(349) آل عمران الاية / 159.



(350) الشوري الاية / 38.



(351) نسخة خطيّة من نهج البلاغة كتبت سنة (494 هـ ).



(352) النسخة الخطية المذكورة.



(353) راجع مسند الامام احمد بن حنبل ج1 ص119، واسد الغابة لابن الاثير ج5 ص205، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج9 ص106، والغدير للعلامة عبد الحسين الاميني ج1 ص166 ـ 186.



(354) كفاية الاثر في النص علي الائمة الاثني عشر لعلي بن محمد الخزاز (القرن الرابع الهجري) نسخة خطية.



(355) المصدر السابق.



(356) نهج البلاغة ج1 ص151 طبعة دار الاندلس، بيروت.



(357) من خطبة للامام علي(عليه السلام).



(358) الانفال: 46.