بازگشت

تحقيق


لا ريب ان للكعبة فضيلة كبري باعتبارها بيت الله تبارك وتعالي، ومهبط ملائكته الطاهرين.



ولا ريب ان للامام زين العابدين فضيلة كبري باعتباره منار الحق والسداد، وكعبة الايمان والعقيدة.



بيد ان الفضيلة الكبري للكعبة المكرمة وللامام زين العابدين(عليه السلام)، لا تمنع ابداً من التحقيق والتدقيق في الفضائل التي تنسب لها أو له، وذلك من اجل تمييز الغث من السمين، والزهيد من الثمين.



اننا لو تركنا الحبل علي الغارب في باب الفضائل وفي شتي الابواب، من الاخبار والاثار، من غير تحقيق ولا تأمل، لامتزجت الخرافات بالحقائق، ولبّست علي الناس امور كثيرة جدا.



ان للانسان اذناً وعيناً، اذنا للاستماع، وعيناً للتحقيق.



ولقد قال الامام علي بن أبي طالب(عليه السلام): اعقلوا الخبر إذا سمعتوه، عقل رعاية لا رواية. فان رواة العلم كثير، ورعاته قليل.



وعلي هذا الضوء سوف ندرس الخبر الذي نحن بصدده.



أ ـ سوف نعلم ان ابان بن تغلب رضوان الله عليه، لم يشاهد الواقعة المذكورة بعينه، ولم يكن مخلوقاً في زمانها، وانما قد نقلت له.



ب ـ يذكر الخبر ان الحجاج قد هدم الكعبة، وجاء الامام زين العابدين(عليه السلام)فاخذ مقدار الكعبة. ان عبارة مقدار الكعبة، غير واضحة كل الوضوح. فهل المقصود بها انه اخذ من ترابها، أي انه اخذ مقداراً منها مثلاً، إذا فلماذا امتعض(عليه السلام)ممن اخذ التراب منها؟ ولماذا امر برده؟



أو ان المقصود انه اخذ قياس الكعبة، وحينئذ يرتفع الاشكال من هذه الجهة.



ج ـ لقد هدم الحجاج الكعبة المقدسة اثناء الحرب بينه وبين عبدالله بن الزبير.



وكان الحجاج يمتلك جيشاً، وعبدالله بن الزبير يمتلك وحدة عسكرية قوية الشوكة، وما زالت الحرب بينهما حتي احرز الحجاج الانتصار عليه.



فهل كان الحجاج بجيشه الذي انتصر علي تلك الوحدة العسكرية الشديدة عاجزاً عن قتل حية خرجت عليه، مع ان انساناً واحداً من قواته يكفي للقضاء عليها.



وكيف ينهزم الناس ـ بما فيهم جيش الحجاج ـ من حية واحدة، ولم ينهزموا من مواجهة ابن الزبير ومن معه؟



علماً بان خروج حية او نحوها اثناء القيام بالحفريات وعمليات الترميم والبناء امر عادي، كثيراً ما تتكرر حالاته وامثلته.



وقد يخامر التفكير سؤال مهم يفرض نفسه. هل كانت الحية قد خرجت عليهم بالشكل المذهل الذي لم يره الناس أو يعتادوا مثله، بحيث انهم ينهزمون منها؟ ام كانت من الحيات التي اعتادوا رؤية اشباهها ونظائرها؟



ظاهر الخبر انها من الحيّات، التي اعتاد الناس رؤية امثالها، ولو كانت مغايرة لهذه الصورة، لتضمن الخبر ـ وصفاً اضافياً ـ لها.