بازگشت

تعليق


ان صح هذا الخبر أو لم يصح، فليس بالامر الذي يستحيل وقوعه أو عدم وقوعه.



وذلك ان صدق القائل بذلك، فما اكثر الكرامات الحقيقية للرسول واهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين.



وإِن لم يصدق القائل بذلك، فما اكثر ماكذب علي الرسول واهل البيت.



وعلي فرض صحة اصل الخبر فليس من الضروري ان يكون صحيحاً بهذه الكيفية التفصيلية. فقد تكون بعض فقراته قد نسجتها ايدي الناسجين.



ان التاريخ يحدثنا والكتب العقائديه تؤكد لنا ان اجيالاً متعاقبة في زمان أئمة اهل البيت(عليهم السلام) كانوا يؤمنون بهم ويعتقدون بإمامتهم، حسب الطرق المعتادة والمعروفة، وليس عن طريق الختم علي الحصاة.



كما ان رؤية الامام الحسين(عليه السلام) في المنام وبهذه الصورة المنقولة وإِن كانت غير مستحيلة إلاّ انها مع اهميتها لم يشر اليها في الابيات المتقدمة، وهذا ما يدع مجالاً رحيباً للشك في صحتها.



والذي يمكن ان نستفيد منه تاريخياً من الابيات ضمن الاطر الداخلية لها ـ باعتبار ان الادب مصدر ثر للمادة التاريخية ـ ان نزاعاً وتصادماً قد وقع بين علي بن عبدالله بن عباس رضوان الله عليهم وبين غانم بن ام غانم، ادي الي ان يقع الاخير في قبضة الوثاق. ثم ان غانماً عمد الي مدح الامام علي زين العابدين(عليه السلام).



اضافة الي ان الابيات قد اوحت بل قد نصت واعتمدت مقارنة بين الشخصيتين: شخصية الامام زين العابدين، وشخصية علي بن عبدالله، وكان الترجيح الشديد وبشكل واضح في صالح الامام سلام الله عليه.



علي ان مدح الامام زين العابدين في الابيات لا يقتصر علي زاوية الترجيح ما بين الشخصيتين، بل يتعداها كثيراً الي حيث الوصف بـ (خير الانام).



ومن الجدير بالذكر ان اثبات الامامة لاي امام كان أو يكون انما يستند علي الادلة القطعية، والمستمسكات العلمية، وليس علي المنام والرؤيا حتي تلك التي تحظي باهمية خاصة، ومكانة كبيرة.



نعم ان للرؤيا دوراً في تعميق الاطمئنان في النفس، وتأكيد الفكرة التي قامت عليها الاَدلة المعتمدة.