بازگشت

الملحق الرّابع


هناك أبيات كثيرة من الشعر قيلت في إثر استشهاد الامام الحسين(عليه السلام)، لها أهميتها من الوجهة السياسية والتأريخية. وقد اختلف في نسبتها الي قائلها، فبعض نسبها لسليمان بن قتّة العدوي مولي بني هاشم، وبعض نسبها الي سراقة البارقي، وقد نسبها صاحب كتاب التذكرة في أحوال الموتي وامور الاخرة الي الامام علي زين العابدين(عليه السلام) مقتصراً منها علي ذكر مطلع الابيات والبيت الثاني(340)...



عين جودي بعبرة وعويل واندبي اِن ندبت آل الرسول



واندبي تسعة لصلب علي قد اصيبوا وخمسة لعقيل



وابن عمّ النبي عوناً أخاهم ليس فيما ينوبهم بخذول



وسميّ النبيّ غودر فيهم قد علوه بصارم مصقول



واندبي كهلهم فليس إذا ما عدّ في الخير كهلهم كالكهول



فلعمري لقد اصبت ذوي القربي فبكّـي علي المصاب الطويل



فاذا ما بكيت عيني فجودي بدموع تسيل كل مسيل



لعن الله حيث كان زيادا وابنه والعجوز ذات البعول



ان نسبة الابيات الي سراقة البارقي بعيدة عن الصحة. فإنه كان بمنأيً عن طريق اهل البيت(عليهم السلام) كما يظهر من حاله، فإنه كان عدواً للمختار، وفي نفس الوقت كان تحت راية بشر بن مروان كما في تاريخ دمشق لابن عساكر ـ نسخة مصورة ـ .



فتبقي الابيات مرددة بين الامام زين العابدين(عليه السلام) وبين سليمان بن قتّة. وفي مروج الذهب 3 / 62 نسبتها الي مسلم بن قتيبة مولي بني هاشم، والظاهر أنه تصحيف سليمان بن قتة خصوصاً مع قرينة مولي بني هاشم.



تتجلي اهمية الابيات من حيث وقوعها التأريخي في ذلك المقطع الزمني، أي علي اثر استشهاد الامام الحسين(عليه السلام) واهل بيته الكرام، كما أن مجرد رثاء الامام الثائر علي الحكم القائم امر في غاية الصعوبة والارهاق، فكيف يكون الحال إذا كانت الابيات لم تقتصر علي هذا المنحي الخطير بل انها ترسل اللعنة، وترمي بشرر كالقصر في وجوه القيادة الظالمة المستبدة كما في البيت الاخير.

پاورقي

(340) الانصاري القرطبي، محمد بن احمد بن ابي بكر (ت 671)، التذكرة في أحوال الموتي وامور الاخرة / ص645.