بازگشت

مروان بن الحكم


اضطربت التوجهات السلطوية بعد موت معاوية الثاني(رحمه الله)، فكان عبدالله بن الزبير اكبر من دانت له البلاد، بما فيها بلاد الشام كلها الاّ الاردن، وخلافة ابن الزبير تترك خلافاً جوهرياً، اذ ان القيادة السياسية العامة تنتقل من القصر الاموي الي غيره. لا سيما ان بين الطرفين نزاعاً قيادياً شديداً وقد وقعت بينهما حرب قبل ذلك وحوصرت مكة.



يضاف الي ذلك انتقال القيادة العامة الي عبدالله بن الزبير يعني ان عاصمة البلاد الاسلامية ستنتقل من الشام الي الحجاز حيث مركز ابن الزبير في مكة، وصرّح بعض الزعماء من الشام باستنكار قرار الانتقال كروح بن زنباع، والحصين بن نمير.



فتآمر بعض انصار الامويين علي نقل السلطة لهم، وتمكينهم منها، وفي ذلك يقول روح بن زنباع لمروان بن الحكم: ان معي اربعمائة رجل من جذام سآمر ان يبتدروا في المسجد غداً فمر ابنك عبد العزيز ان يخطب ويدعوهم اليك، وانا آمرهم ان يقولوا صدقت فيظن الناس ان امرهم واحد.



قال: فلما اصبح عبدالعزيز خرج علي الناس وهم مجتمعون فقام فحمد الله واثني عليه ثم قال: ما احد اولي بهذا الامر من مروان بن الحكم، انه لكبير قريش وشيخها وافرطها عقلاً وكمالاً ودنيا وفضلاً. والذي نفسي بيده لقد شاب شعر ذراعيه من الكبر، فقال الجذاميون: صدقت... فقال خالد بن يزيد (بن معاوية): امر قضي بليل. فبايعوا مروان بن الحكم فقال عمرو بن سعيد للضحّاك بن قيس: أرضيت ان تكون بريداً لابن الزبير وانت اكبر قريش وسيدها تعال نبايعك. فخرج به الي مرج راهط، فلما دعاه الي البيعة اقتتلوا فقتل الضحّاك بن قيس(305)..



وكانت بداية بيعة مروان بالاردن وهو اول من اخذها بالسيف كرهاً علي ما قيل(306).



ولقد كان مروان مناقضاً لدوداً لاهل بيت محمّد(صلي الله عليه وآله وسلم)، من ذلك اشتراكه ضد الامام علي(عليه السلام) في حرب الجمل وصفين ومواقفه من سبطي رسول الله، ولولا قصر خلافته لكان لهم منه يوم احمر.



وعلي الرغم من مواقفه العدوانية، فقد حظي منهم بالنبل وبالتسامح المعهود، فلقد عفا عنه الامام علي(عليه السلام) بعد الانتصار في حرب الجمل، من بعد ان تمكن من خناقه. ومن ذلك الاستجابة الكريمة والسمحة من زين العابدين(عليه السلام)، وموافقته علي طلب مروان ان يضم عياله الي عياله اثناء محاصرة اهل المدينة لبني امية كما تقدم الحديث في ثورة اهل المدينة.



ولقد صدقت فيه مقالة الامام علي(عليه السلام): «اما ان له امرة كلعقة الكلب انفه». كناية عن قصر مدة تسلّمه الحكم فبعد ان حكم تسعة اشهر وقيل دون ذلك القت عليه جواري زوجته ام خالد الوسائد بامر منها فمات مخنوقاً.

پاورقي





(305) ابن قتيبة / الامامة والسياسة عند ذكره بيعة اهل الشام لمروان بن الحكم.



(306) مروج الذهب 3 / 86.