بازگشت

اثر القرآن الكريم علي الخطب


ارتفع شأن الخطابة في الاسلام، واتسع مداها. وتعددت اغراضها.. وقد هذّب الجو الديني مقاول الخطباء، وشذّب كلماتهم، وألهب مشاعرهم، ووجّه البابهم وانضجها فانطلقت حناجرهم كأنها السنة من النار.



وكان للقرآن الحكيم تأثيره البالغ علي رفع القدرة البيانية للادباء، وللخطباء منهم علي وجه الخصوص، وتوسيع افقهم، وتزويدهم بالحجج المقنعة، والادلة المشرقة، والبسهم لوناً جديداً من الادب.. ما كان لهم ولا لابائهم به من علم.



ولو امعنّا في التحقيق.. لعرفنا انّ اكثر الخطباء تمسكاً بالقرآن، واستجلاء لاياته.. واستنطاقا لمعانيه.. واقتفاء لاساليبه.. هم الامكن في الخطابة، وفي الاغراض الاخري من الادب. وهم الاشد اقتداراً علي كسب الجماهير، والاخذ بمقود اسماعهم.



ومنذ ان نزل الروح الامين علي صدر نبينا ليكون من المنذرين.. اصبح من الواضح جداً نفوذه الي شخصية الرسول وملكاته.. وتجلّت انعكاساته في خطبه وكلماته.. فهذه خطبه كما قيل ـ نمط جديد من القول بلاغة وفصاحة، وايماناً وبساطةً، وصدقاً وعمقاً لم يالفه العرب من قبل، وتبصير واضح بسيط نافذ بحقائق قد غفل الناس عن وجودها وهي ماثلة امامهم كل يوم(263).

پاورقي

(263) الدكتور مصطفي الشكعة / الادب في موكب الحضارة الاسلامية ج2 ص65.