بازگشت

اهمية الادب السياسي


ان الادب مرآة جمالية تعكس الفكر الحضاري وفلسفة الحياة في مختلف الامم والعصور.



كما ان الادب قوة وجاذبية وتأثير وجمال.. ومن هذا المنطلق يجهد السياسيون ممن لهم القدرة الادبية ـ سواء كانوا من الصلحاء او الزائغين ـ ان يستثمروا الادب وسيلة من وسائل التعبير عن الرؤي والمشاعر والتوصل الي الاهداف.. اذ ان المنطق الطبيعي للحياة يقتضي الاستغاثة بمختلف مراكز التأثير، والقوة، والجمال.. الصالحة للانتفاع. وهذا يعني بالضرورة ان ليس بالمستطاع الاستغناء عن الادب.



وعلي هذا الاساس نري الصلة الوثقي ما بين السياسة والادب ضاربة في اعماق التاريخ.



ويمكننا ايضا رؤية المساحة الكبري للادب السياسي اذا لم ننشغل بالتقييم الرسمي والصارم للادب السياسي والذي يدع جوانب مهمة من الادب علي الرغم من وجهتها السياسية ولو من بعض مناحيها.



من الممكن جدا التنبّه الي مؤشرات، وملاحظات، وافكار سياسية حتي في كبريات الملاحم التي لم تكتب اساسا في الجانب السياسي.. اننا نري عليها طابعا سياسيا مهما.. يتخلل جنباتها، و يشيع بين ثناياها كملاحم الشخصيات التالية:



الاوديسة



ماهاباراتا



رامايانا



پوراناس



وهكذا عبد المسيح الانطاكي المصري وبولس سلامة والعلامة الفرطوسي في ملاحمهم..



ولهذا الاعتبار اولي النبي وائمة اهل البيت(عليهم السلام) الادب السياسي عناية فائقة. لقد واجه النبي وأئمة اهل البيت(عليهم السلام).. التحديات التي تمتلك ادبا سياسياً فلا بد اذن من استخدام السلاح نفسه اي مقارعة الادب السياسي بمثيله.



ان من الوظائف العظمي للنبي واهل بيته التوجيه والارشاد والتربية ولا شك ان الادب السياسي يلعب دوراً بالغ الاهمية في هذا المجال.



ان مراجعة فاحصة للقرآن الكريم ولسيرة الرسول الاكرم(صلي الله عليه وآله وسلم)والاحاديث الكثيرة، تطلعنا أن النظام السياسي حقيقة ثابتة في الاسلام، وجزء لا يتجزأ من الدين الحنيف.



فكما علي الرساليين توضيح معالم النظام، واسسه العامة، وحيثياته، بالاساليب العلمية والسياسية وغيرها، كذلك عليهم توضيح ذلك عن طريق الادب السياسي.



وكذلك الامر فيما يتصل بدعم النظام والدفاع عنه، اذ ان الادب السياسي سلاح فاعل من اسلحة الدفاع والهجوم.