بازگشت

الاستثناء من قرار الاستعباد


يجدر التنبيه الي ان قرار الاستعباد المدني، اي قرار يزيد بن معاوية ببيعة اهل المدينة علي انهم عبيد له، لم يستثن منه الا علي بن الحسين(عليهما السلام) وعلي بن عبدالله بن العباس. أما بالنسبة للاخير فانه امتنع بأخواله من كندة، وكان الحصين بن نمير السكوني الكندي نائب مسلم بن عقبة قد قال: لا يبايع ابن اختنا الا كبيعة علي بن الحسين.



ولكن لماذا استثني علي بن الحسين(عليهما السلام)؟



لقد أثار قتل الامام الحسين(عليه السلام) نقمة جماهيرية عارمة ضد السلطة، وحوّل مظاهر المسرّة والابتهاج الي حزن عميق، وتفكير وقلق متزايدين، وقد تقدّم ايراد ذلك. ومن الدلائل عليه أيضاً: ان عبدالملك بن مروان بُعيد هذه الفترة قد ادرك حجم التدهور والبوار فيما اذا اقدم علي قتل علي بن الحسين، فحينما طلب منه الحجاج قتله، ليثبت ملكه أبي ذلك. لا رحمة به، او حباً له، وانما هو الخوف الذي يساوره علي الملك ان يزول.



وإذا ما عُرضت البيعة بشرطها الاستعبادي علي الامام علي بن الحسين(عليهما السلام)فانه من الممكن جداً ان يستمر علي نهجه بمنطقه الرافض، وان معني الرفض هنا ان يتضرج بدمائه الزكية.



وهل يعني هذا الاّ ان صورة من صور النقمة العارمة ضد الممارسات القمعية، ستدخل في العمق الاستراتيجي للمعارضة السياسية والثورية، وتزلزل اعمدة الكيان الحاكم.