بازگشت

تكريس المظلومية


لقد جسَّد الخطاب ـ علي قصره ـ واقعة كربلاء مركزاً علي المظلومية التي لحقت بأهل البيت من قتل الحسين(عليه السلام) من جانب، واسر اهل بيته من جانب آخر. ولم يكتف الجناة بذلك بل نصبوا رأس الحسين فوق السنان، ينقل من بلد الي بلد من جانب ثالث.



وعقب الامام زين العابدين(عليه السلام) علي ذلك بتلميحة سريعة، ولكنها معبرة ومؤثرة، الي ما لقيَ شخصياً ومن معه من آل بيت الرسول من السبي والتشريد، فاذا كان الترك والكابليون يؤسرون في الحروب بسبب شركهم آنذاك فلماذا يعامل اهل بيت الرسول معاملة الاسري وهم اهل الايمان والاستقامة، وقادة الخير والرحمة والفضيلة؟!



ثم ينتهي الامام زين العابدين(عليه السلام) إلي القول: والله لو أَنّ النبي تقدم اليهمفي قتالنا، كما تقدم اليهم في الوصاية بنا لما زادوا علي ما فعلوه.



وهذه كناية بديعة نادرة عن منتهي مخالفة القيادة السياسية، والسلطة التنفيذية لاوامر الرسول وتوجيهاته وتعاليمه حول اعطاء اهل بيته حقوقهم موفورة، واكبارهم ومحبتهم. اي أنّ ازلام النظام الذين يحكمون باسم الرسول الاعظم قد جنوا علي اهل بيته بأقصي ما يقدرون عليه من الجناية والهتك والاجرام.



ومن هنا نعلم أن عليا زين العابدين(عليه السلام) قد ابتغي من الخطاب تكريس مظلومية اهل البيت لصالح الروح الثورية والنهضة الواعية ضد الطغيان والجبروت.