بازگشت

البلورةُ السياسية للقربي


هذه كلمات دقيقة المحتوي، ذات بعد سياسي لا ينبغي أن يخفي، فإن أجلّ مفاخر الشعب العربي علي غيره من الشعوب كون الرسول محمد(صلي الله عليه وآله وسلم)عربي الانتساب. واذا كان هذا مفتخراً سامياً للعرب عامة، فهو مفتخر لقريش خاصة فإنهم قومه وذووه. ولكن أليس من المنطق السليم اذا كان افتخار قريش علي العرب لانتماء الرسول إليهم أن يكون آل محمد وعترته الادنون أولي بالافتخار، وأقرب لشرف الانتساب فاذا كانت لقريش خصوصية في هذا الامر فان قرابته الادنين أشد أختصاصاً.



ولقد بلورت قريش المفتخر المذكور بلورة سياسية فهو الحجة الدامغة، والمبرّر الكافي عندها وفي مخططها المدروس للاستيلاء علي الخلافة الاسلامية.



ومن العجب أنَّ الاستغلال البشع لقرابة رسول الله لم يقتصر عليه بل تعدّاه الي استغلال القرابة من الصديقة فاطمة بنت محمد(صلي الله عليه وآله وسلم) حتي فيما يضيرها ويسحق كرامتها. فانه لمّا استشهد الامام الحسين(عليه السلام) صعد عمرو بن سعيد أمير المدينة المنبر وخطب وقال في خطبته: انها لدمة بلدمة، وصدمة بصدمة، وموعظة بعد موعظة «حكمة بالغة فما تغني النذر».



فقام اليه عبد الله بن السائب فقال : أما لو كانت فاطمة حيّة فرأت رأس الحسين لبكت عليه. فجبهه عمرو بن سعيد وقال: نحن أحق بفاطمة منك، أبوها عمّنا، وزوجها أخونا، وابنها ابننا، أما لو كانت فاطمة حية لبكت عينها، وحزن كبدها، ولكن ما لامت من قتله ودفع عن نفسه.