بازگشت

علي شفير القتل


ثم انتهوا الي الامام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) فاراد شمر قتله، فقال له حميد بن مسلم: سبحان الله اتقتل الصبيان؟ وكان مريضاً، وجاء عمر بن سعد فقال : لا يدخلن بيت هذه النسوة احد، ولا يعرضن لهذا الغلام المريض(235).



قلت: لقد كان الامام زين العابدين(عليه السلام) في ملحمة الطف قد تجاوز من العمر عشرين سنة، واذا كان لابد من توجيه العبارة السالفة في عدّه من الصبيان فبمعني ان شدة مرضه آنذاك قد جعلته كأنه من الصبيان في ظاهر الحال. وهكذا يصنع المرض.



ومن الممكن ان يكون حميد بن مسلم ينظر الي زين العابدين(عليه السلام)انذاك علي انه شاب من الشباب وليس صبيا من الصبيان، ولكنه قد آثر التعبير بالصبي ليصرف بذلك نظر الشمر عن قتل الامام(عليه السلام).



لقد عاش الامام زين العابدين(عليه السلام) هذا الفصل وغيره من فصول ملحمة كربلاء التي جرت في صورة بشعة جداً، قاتمة الالوان، الي ابعد حد. ففيها من الظلم والدناءة والوحشية ما يقصر الباحث العبقري، والبليغ المصقع، عن اعطاء الصورة الكاملة المعبرة عنها.

پاورقي

(235) ابن الاثير، عز الدين الشيباني، الكامل في التاريخ 4 / 79