بازگشت

مكان الخارطة


وفي اليوم الثاني من محرم الحرام من سنة احدي وستين نزل الحسين ارض كربلاء. وهنالك التحم الطرفان في معركة حامية الوطيس بين الحق المتجسد بالحسين واتباعه وبين الباطل المتجسد باتباع يزيد بن معاوية. وكان القتال يوم العاشر من محرم.



وكتب الحسين واهل بيته واصحابه به اروع صور الدفاع عن الحق، والاستماتة من اجل المبادئ. كما اتقن الجيش الظلوم الحقود دوره في الوحشية الكاسرة، وروح الجاهلية، بل تعداها الي حيث الدرك الاسفل من المعاملة الوضيعة والانحطاط.



ونادي الحسين هل من ناصر ينصرنا؟ هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟



فانتفض الامام علي زين العابدين(عليه السلام) من فراش المرض. وكان شديد العلة، منهار القوي، ولكن قوة الارادة، ورباطة الجأش، وألم المصاب، حركت بدناً وانياً فتحرك، وهزت جسداً عليلاً فاهتز اهتزاز المهند، وخطي الخطوات الاولي نحو المعركة فمنعه الامام الحسين(عليه السلام) لما به من علة شديدة، وخشية من الامام الحسين(عليه السلام)علي نسل رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)ان ينقطع وقد كاد لو لا ارادة الله ولطفه ورعايته.



وقد تقدم الكلام أن مرض الامام زين العابدين(عليه السلام) انما هو بسبب قطعه لحلقات الدرع وتمزيقها بيده وقد كان ذلك ايام حوادث كربلاء. وما عدا ذلك فلقد كان يمتلك قوة بدنية هائلة. فعن قدامة بن عاصم: أنه(عليه السلام) كان ضخماً من الرجال، وكان يسابق ظباءً فيسبق اوائلها فيردها علي اواخرها(234).



ان هذه السرعة في العدو بحيث يسبق الظباء علي الرغم من ضخامة الجسد تعني درجة قصوي من اللياقة البدنية، والتميز الصحي.

پاورقي

(234) الطبري، محمد بن جرير، دلائل الامامة / ص84.