بازگشت

يزيد والمقومات الاساسية للقائد الاسلامي


لعمري ما الامام الا العامل بالكتاب والقائم بالقسط والدائن بدين الحق.



هذه المقومات الاساسية للقائد الاسلامي، يعلنها الامام الشهيد الحسين بن علي(عليه السلام)(228) وهو في طريق الثورة الخالدة، ثورة كربلاء.



ولقد كان يزيد بن معاوية علي النقيض من هذه المقومات والاسس. كما هو معلوم بديهياً في التأريخ. ولقد كان كما قال علي زين العابدين في كلام طويل: وليَ يزيد رقاب المسلمين وهو يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب.



فكيف يرضي مثل الامام الحسين وهو هو ذوباناً في محراب العقيدة والايمان؟ أن يكون مثل يزيد اميناً علي القرآن، وقائداً لامة محمد(صلي الله عليه وآله وسلم)؟



ومما زاد الطين بلّة، وتألق وضوح رؤية الحسين لشخصية يزيد ما رُوي من ان الامام الحسين(عليه السلام) اجتمع مع عبدالله بن جعفر عند معاوية فخرج بخروجه، فقال له ابن جعفر: يا بن رسول الله ان لي الي يزيد حاجة فلو وقفت معي اليه فقال: نعم، فأتياه فأصاباه يشرب وعنده مسلم بن عمرو الباهلي يغنيه. وكان يضرب الطنبور، وقيل: انه اول من تغني بالنصب بالبصرة(229) فحمل يزيد المسكر علي ان ائذن لهما وهو علي حالته.



فلما رآه الامام الحسين(عليه السلام) تعاظمه امره. فقال يزيد للساقي: اسقهما. فنظر الامام الحسين(عليه السلام) الي يزيد نظراً منكراً، وامسك الساقي هيبة له، فقال يزيد لمسلم:



الا يا صاح للعجب دعوناه فلم يجبِ



الي القينات واللذا تِ والشهوات والطربِ



وفيهن التي تبلت فؤادك ثم لم تتبِ



فقال الحسين أعهد الي الله عهداً لئن خلص الامر اليك وأنا في الحياة لما اعطيتك إلا السيف بعد ان شهدتُ عليك بهذا المشهد. وقام فخرج معه عبدالله بن جعفر(230).



فيستنكر الحسين المنهج الوضعي في الحكم والسياسة، ويتصدي لقراعه أيـَّما قراع، ويدعو للمبادئ الاسلامية.



وكانت الثورة.



كانت ثورة الامام الحسين بن علي(عليهما السلام) ضرورة رسالية، وحتمية حضارية ليس عنها من محيص.



(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلُها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً)(231).

پاورقي





(228) المؤرخ الكبير ابن الاثير علي بن ابي الكرم الشيباني (ت 630هـ)، الكامل في التاريخ: 4 / 21.



(229) النصب: نوع من الغناء.



(230) العلامة ادريس عماد الدين القرشي (ت 872 هـ). عيون الاخبار، السبع الرابع / ص83 ـ 84 تقديم وتحقيق الدكتور مصطفي غالب دار التراث الفاطمي بيروت 1973م.



(231) النساء / الاية 75.