بازگشت

خطوة علي طريق التعزيز


لقد تقدم الامام زين العابدين صلوات الله عليه خطوة نوعية علي طريق تعزيز الموقف، وتعميق المضمون الفكري والسياسي عند اتباعه ومريديه. فمن منطلق المسؤولية الرسالية، والمهمة القيادية قد اتخذ اسلوباً آخر حول الامامة، فانه اضافة إلي اسلوب ايراد النصوص التي رواها عن رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) والامام علي بن ابي طالب والصديقة الزهراء والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، قد اعرب عن موقفه هو من الامامة وتحديد هوية الائمة.



ولنقتصر علي النزر القليل، مما ورد عنه في هذا السبيل:



اولاً: روي الحافظ الجويني باسناده عن سليمان بن مهران الاعمش، عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)، عن ابيه محمد بن علي(عليه السلام)، عن علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) قال: «نحن ائمة المسلمين، وحجج الله علي العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغرّ المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن امان أهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء. (إلي ان قال): ولم تخلُ الارض من حجة لله فيها ظاهر مشهور، أو غائب مستور، ولا تخلو الارض إلي ان تقوم الساعة من حجة لله فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله.



قال سليمان: فقلت للصادق(عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟



قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب»(211).



ثانياً: عن ابي خالد الكابلي رضوان الله عليه وكان من المختصين بالامام زين العابدين(عليه السلام) قال: «دخلت علي علي بن الحسين(عليه السلام) وهو جالس في محرابه فجلست حتي انثني واقبل علي بوجهه، يمسحُ علي لحيته.



فقلت: يا مولاي اخبرني كم يكون الائمة بعدك؟



قال(عليه السلام): ثمانية.



قلت: وكيف ذاك؟



قال(عليه السلام): لان الائمة بعد رسول الله اثنا عشر إماماً، عدد الاسباط، ثلاثة من الماضين، وانا الرابع، وثمانية من ولدي أئمة ابرار»(212).



ثالثاً: عن زيد الشهيد بن الامام علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام) قال: «بينا أبي مع بعض اصحابه إذ قام إليه رجل فقال: يابن رسول الله هل عهد اليكم نبيكم كم يكون بعده أئمة؟



قال: نعم اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل»(213).



رابعاً: عن الحسين رضوان الله عليه بن علي زين العابدين(عليه السلام) قال «سأل رجل ابي(عليه السلام) عن الائمة فقال: اثنا عشر سبعة من صلب هذا، ووضع يده علي كتف اخي محمد»(214).



خامساً: يروي ان الامام زين العابدين(عليه السلام) قال تفسيراً لقوله تعالي(ان الذين يكتمون ما انزلنا من البيّنات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(215)، أو تعليقاً علي الاية المباركة: «هذه احوال من كتم فضائلنا، وجحد حقوقنا، وتسمّي باسمائنا، وتلقّب بالقابنا، وأعان ظالمنا علي غصب حقوقنا، ومالا علينا اعداءَنا»(216).

پاورقي





(211) الامام الجويني / ابراهيم بن محمد بن المؤيد (ت730 هجرية)، فرائد السمطين ج1 ص45 ـ 46.



(212) كفاية الاثر / للخزار ـ مخطوط، والبحار للمجلسي، ج36 ص388، والصراط المستقيم للبياضي العاملي، ج2 ص131.



(213) بحار الانوار، ج36 ص389. مؤسسة الوفاء.



(214) كفاية الاثر ـ النسخة الخطية، وبحار الانوار، ج36 ص389.



(215) البقرة / الاية 159.



(216) التفسير المنسوب للامام الحسن العسكري ـ نسخة خطية ـ عند تفسير قوله تعالي: (ان الذين يكتمون ما انزلنا...).