بازگشت

المعتدلون والغلاة


بيد ان النصوص التي يذكرها الشيعة حول الامامة والائمة(عليهم السلام) ليست كلها من نصوص المعتدلين والموضوعيين فيهم، بل قد اضيفت اليها، والصقت بها، نصوص موضوعة سطرها الغلاة وذهبوا بها كل مذهب.



لقد نسجت حركة الغلاة روايات كثيرة حول الامامة والائمة، يمكن تمييزها من وجود بعضهم في اسانيد الروايات ويمكن تمييزها من فهم المتون الروائية، وكذلك من خلال المذاق العام لهم، وتصوراتهم المتطرفة حول الامامة والامام. هذا ولم يقف خطرهم عند سياج تحريف احاديث رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)والائمة(عليهم السلام)، وانما تجاوزها الي حيث الزعم الفاضح، والادعاء الشائن بالقول بتحريف القرآن الكريم، وان في آياته المباركة آيات قد حرّفت الفاظها وفيها النص علي الامام علي والائمة(عليهم السلام). ومن منهجنا ان نردَّ كل حديث أو خبر مخالف لكتاب الله عزّوجلّ، وان نضرب به عرض الجدار.



ومن منهجنا ان نردّ كل حديث أو خبر صريح في تحريف القرآن الكريم.



ان القرآن الكريم الذي تداولته الاجيال الي عصرنا الحالي هو نفسه ذلك الذي انزله الله تعالي علي نبينا محمد(صلي الله عليه وآله وسلم) بلا زيادة ولا نقصان، ومسألة تقديم بعض السور، وتأخير بعض آخر، مسألة اخري ليس لها أي مساس في التحريف.



وما كلّ حديث أو خبر أو تقرير ينسب إلي الرسول(صلي الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت(عليهم السلام) قد صدر عنهم فعلاً، ولذا قام علماء الرجال وائمة الحديث بتمييز المعتبر من غير المعتبر، والغث من السمين، والله الموفق الي سواء السبيل.



فعـلي كـل موحّد في الدين، مؤمن بالله ورسوله(صلي الله عليه وآله وسلم) ان لا يغتر بهم، وبكلماتهم المعسولة، وأن لا يقع في شباكهم، ولقد تبرأ ائمه أهل البيت(عليهم السلام) منهم، ولعنوهم، وقعدوا لهم كل مرصد. ولقد جاءت الرواية عن الامام الهادي(عليه السلام): «فاهجروهم لعنهم الله وألجئوهم الي ضيق الطريق، فان وجدت من احد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر»(208).



قال سعد: حدثني العبيدي قال: كتب اليَّ العسكري ابتداءاً منه: «ابرأ الي الله من الفهري، والحسن بن محمد بن بابا القمي فابرأ منهما، فاني محذرك وجميع موالي، وإني العنهما عليهما لعنة الله، مستأكلين يأكلان بنا الناس، فتانين مؤذين آذاهما الله واركسهما في الفتنة ركسا. يزعم ابن بابا اني بعثته نبيا وانه باب عليه لعنة الله. سخر منه الشيطان فاغواه، فلعن الله من قبل منه ذلك.



يا محمد ان قدرت ان تشدخ راسه بالحجر فافعل، فانه قد آذاني آذاه الله في الدنيا والاخرة»(209).



وروي الحسين بن خالد الصيرفي عن الامام علي بن موسي الرضا(عليه السلام)قال: «لعن الله الغلاة، ألا كانوا يهوداً، الا كانوا مجوساً، الا كانوا نصاري، الا كانوا قدرية، الا كانوا مرجئة، الا كانوا حرورية. ثم قال: لا تقاعدوهم، ولا تصادقوهم، وابرأوا منهم برئ الله منهم»(210).



وفي كتاب سيرة الائمة الاثني عشر للسيد هاشم معروف الحسني فصل طريف بعنوان الامام الصادق والغلاة ج2 ص258 ـ 269 فراجعه في سبيل الانتفاع.

پاورقي





(208) رجال الكشي / الخبر 997.



(209) رجال الكشي / الخبر 999.



(210) الشيخ الصدوق / عيون اخبار الرضا، الباب 46، ما جاء عن الرضا في وجه دلائل الائمة والرد علي الغلاة والمفوضة. وذكر في الباب اكثر من حديث حول ذلك.