بازگشت

بين يدي البحث


لقد وردت نصوص روائية وتاريخية كثيرة جداً عن الامام علي زين العابدين(عليه السلام) فيما يتعلق بالامامة والائمة. وهذه النصوص واضحة بينة من حيث المتون، واما من حيث السند فان بعضها معتدّ به ومعتبر سنداً.



ان الحصيلة التي يخرج منها الباحث هي ان الامام زين العابدين(عليه السلام) لم يترك الحديث عن الامامة، أو تحديد الموقف الشرعي منها، أو يدعها سديً. بل قد شرح فكرته حولها، واعرب عن النصوص التي تلقاها عن رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)والامام علي بن ابي طالب والصديقة فاطمة الزهراء والامامين الهمامين الحسن والحسين(عليهم السلام).



ان قضية الافصاح عن الامامة والائمة من مثل الامام زين العابدين امر يتّسق والمنطق، ويتناغم والفكر الرسالي الذي يحمله الامام(عليه السلام)، اذ ان مسألة الامامة مسألة بالغة الاهمية، وخطيرة جداً، فليس المتوقع من مثله وهو الاب الروحي، والقائد الرسالي، والحريص علي المصلحة العامة للمسلمين ان لا يتعرض لها، ويشخص معالمها.



ولما كانت الامامة الكبري(168) اعلي المناصب السياسية في الاسلام بعد النبوة، إذاً لابدّ ان يعدّ الحديث عنها حديثاً عن الفكر السياسي في الاسلام، والتعرف عليها تعرفاً علي جوهر متميز من جواهر فلسفة الادارة والحكم. ومن هذا المنطلق تكلمنا ـ بشكل وجيز ـ قبل الدخول الي صميم البحث عن الامامة في اللغة، والامامة في القرآن الكريم، والامامة في الاصطلاح السياسي.

پاورقي

(168) تمييزاً لها عن الامامة الصغري وهي امامة الصلاة.