بازگشت

من علل حب أهل البيت


يحب المسلمون اهل البيت لانهم المثل الاعلي للدين الاسلامي.



يحب المسلمون اهل البيت لانهم اشد من يضحي في سبيل المبادئ.



يحب المسلمون اهل البيت لانهم حملة ألوية كل علم وسداد وصلاح وخير وانسانية ونقاء.



ولقد جُبل الانقياء بشكل خاص علي حب اهل البيت. وانعقدت عليه ضمائرهم.



يقول احد المعاصرين:



جبلنا علي حب النبيِّ وآله كما الفطرة البيضاء في الطفل تجبلُ(164) ولو واجهتهم الصعاب الشداد علي ان ينفصلوا، عن حبهم لما تحقق الانفصال في اي شكل من الاشكال.



ولو قلنا: ان الصعاب الشداد لم توجه اليهم من قبل اعدائهم بل توجهت اليهم من قبل اهل البيت بالذات، اذن لما اختلفت النتيجة، ولكانت القضية في الحالتين قضية واحدة. يقول علي بن ابي طالب(عليه السلام) كما في نهج البلاغة «لو ضربت لو ضربت المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما ابغضني».



ان من ادل الادلة علي الحب الصادق الذي يكنه المؤمنون لاهل البيت ذلك الكم الجماهيري الذي خرج مسرعاً علي اِثر اطلاعه علي قدوم الامام علي بن الحسين زين العابدين(عليهما السلام) وموكبه المقدس من ارض كربلاء الي مدينة الرسول. وها هو علي قرب من المدينة.



لقد شرق المستقبلون بدموعهم، واكتووا بنار الامهم واشجانهم لمظلومية الامام الحسين وآل الحسين. وماهي الا فترة وجيزة حتي رفعوا حرابهم بوجه السلطة معلنين الثورة المسلحة التي تعرف بثورة اهل المدينة.



ومن الادلة ايضاً ما كان من تلك المحنة المحزنة الفاجعة، حيث انتقل الامام زين العابدين(عليه السلام) الي الرفيق الاعلي، وخبت جذوة العشق الالهي. لقد هب المجتمع المدني لتشييع الجثمان الطاهر. لم يشغلهم شاغل، ولم يروا لاحد تخلي عن تعظيم هذا الشعار المقدس، تشييع الامام علي زين العابدين(عليه السلام) من عذر.



ولما خرج كل من في المسجد للتشييع ولم يبق فيه الا سعيد بن المسيب يصلي، حينئذ كان سعيد موضعاً للدهشة والاستغراب من جراء التصرف المذكور، وهو انشغاله بصلاة مستحبة يستطيع الاتيان بها في وقت آخر عن تعظيم شعيرة من شعائر الله. حتي قال علي بن زيد التيمي: قلت لسعيد بن المسيب: انك اخبرتني ان الامام علي بن الحسين(عليهم السلام) النفس الزكية وانك لا تعرف له نظيراً.



قال: كذلك، وما هو مجهول ما اقول فيه، والله ما رؤي مثله.



قال علي بن زيد: فقلت: ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصلِّ علي جنازته(165)؟!.



ومن الادلة علي التعلق الشديد والحب الصادق ما كان من قصة الامواج البشرية التي ترتاد البيت العتيق، والتي ما ان رأت الامام زين العابدين(عليه السلام) يهمّ ان يشقّ طريقه حتي انفرجت له وافترقت. (فكان كل فرق كالطود العظيم)(166).



بينا كان هشام بن عبد الملك محتفظاً بموطئ قدم له، منتظراً ان يخف الزحام ليؤدي مناسك الحج.



واذا كانت القصة الاولي والثانية «استقبال الامام زين العابدين(عليه السلام)وموكبه، وتشييع جثمانه» للتدليل علي الولاء الاكيد، والحب العميق قد وقعتا ضمن اطار المجتمع المدني فان القصة التي وقعت في موسم الحج اوسع من كليهما بكثير، اذ تتقاطر الوفود الي البيت العتيق من مختلف بقاع العالم الاسلامي ويأتون (رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق)(167).

پاورقي





(164) من ملحمة اولها:



كذا العاشقُ الولهانُ يُسبي ويُقتل فلا شيءَ إلاّ انت اسمي واجملُ



(165) الكَشّي / محمد بن عبد العزيز / رجال الكشي ص76.



(166) من الاية 63 من سورة الشعراء.



(167) من الاية 27 من سورة الحج.