بازگشت

الشجاعة


يحظر الاسلام التبعية، لاية دولة من الدول الوضعية سواء العلمانية منها أو غير العلمانية. ويقرر وجوب الاستقلال في كافة الاعمدة السياسية والاقتصادية والتعليمية وهلمَّ جرا.



ولكن رفض التبعية، والانقياد لوجوب الاستقلال الشامل ليس بالامر اليسير، بل هو عسير جداً، ويتطلب التضحيات الجسام، ودرجة عالية من الحزم والعزم وقوة الارادة، كما يتطلب الشجاعة الكافية في اتخاذ القرار، ومواجهة التحديات.



إذن فالقائد إذا لم يكن شجاعاً مقداماً فسوف يقع في قبضات الانظمة الوضعية جنوحاً منه للذلة والاستكانة، واشفاقاً من القوي المعادية، والضغوط الخارجية.



كما أنه في حالة اشتداد المعارضة الداخلية، وتفاقم مشاكلها سيتخذ من المواقف ما يتلائم وخور قلبه واستسلامه، وضعف نفسه، وان أضرَّ ذلك بالمصلحة العامة للشريعة والبلاد.



كما ان القائد اذا كان شجاعاً، جريئاً علي الاهوال، فان ذلك سينعكس، ايجابياً علي الانصار والاتباع، وجملة الشعب الخاضع لحكمه، اَما اذا لم يكن شجاعاً فالعكس هو المتوقع.



وفي حالة افتقاد القائد للشجاعة المطلوبة فإنه وفي الظروف الحرجة له، قد يكون مثاراً للاستخفاف به حتي من قبل الخاصة، كما وقع ذلك لبعض القادة والامراء، علي مدي التاريخ السياسي العام للانسانية.



ان الخطر عظيم علي المستقبل السياسي للبلاد فيما إذا كان القائد مثاراً للاستخفاف، من قبل الخاصة. اريد أن أقول: أحر بمن لم تكبره الخاصة أن تتجرأ عليه العامة.



اذن فالشجاعة ليست نعتاً شخصياً مجرداً عن ا لتأريخ الايجابي للدولة بل شجاعة القائد حصن الدولة الحصين، ومعقلها المنيع، وهيبة الوجود العقائدي في الداخل والخارج.