بازگشت

جود زين العابدين(عليه السلام)


وكان الامام زين العابدين(عليه السلام) يشتري المماليك، فيبرحون عنده قليلا ثم يعتقهم.



وفي المجالس السنية عن الباقر(عليه السلام) انه كان يخرج في الليلة الظلماء يحمل الجراب علي ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل علي ظهره الطعام والحطب حتي يأتي باباً باباً فيقرع ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه اذا ناول فقيراً لئلا يعرفه. فلما توفي(عليه السلام) فقدوا ذلك فعلموا انه كان علي بن الحسين.



وفي خبر انه كان اذا جنّه الليل وهدأت العيون قام الي منزله فجمع ما يبقي فيه من قوت اهله وجعله في جراب ورمي به علي عاتقه وخرج الي دور الفقراء وهو متلثم ويفرّق عليهم، وكثيراً ما كانوا قياماً علي ابوابهم ينتظرونه، فاذا رأوه تباشروا به وقالوا: جاء صاحب الجراب.



وقال الزهري : لما مات زين العابدين(عليه السلام) فغسلوه وجد علي ظهره محل فبلغني انه كان يستقي لضعفاء جيرانه بالليل... وكان يعجبه ان يحضر طعامه التيامي والاضرّاء والزمني(148) والمساكين الذين لا حيلة لهم. وكان يناولهم بيده ومن كان له عيال حمل الي عياله من طعامه ... وكان اذا اتاه سائل يقول: مرحباً بمن يحمل زادي الي الاخرة(149).



وعمله الاخير هذا مستند الي قول الامام عليّ(عليه السلام): واذا وجدت من اهل الفاقة من يحملُ لك زادك الي يوم القيامة. فيوافيك به غداً حيث تحتاج اليه فاغتنمه وحمّله اياه، واكثر من تزويده وانت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده.

پاورقي





(148) اصحاب العاهات.



(149) المجالس السنية، ج5 ص422 ـ 423.