بازگشت

من فلسفة السماحة في الاسلام


وباعتبار أن الدين الاسلامي يوجه الطاقات كافة نحو العلة الاولي، والغاية الكبري لذلك اراد أن يكون الكرم كرماً في سبيله تعالي خالصاً لوجه ذي الجلال والاكرام. يقول تعالي: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له)(141)، ويقول تعالي: (مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء)(142).



ويندد الدين الاسلامي بالسماحة التي تكون في سبيل اغراض دنيئة ويذم العطاء من أجل الرياء والشهرة. يقول تعالي: (يا ايها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا يقدرون علي شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين)(143)، صفوان: حجر املس، واحدته صفوانة.



ولما كان الاسلام ينظر الي الثروات علي اَنها طاقة عالية فاعلة في الحياة حرص علي ان يصب هذه الطاقة في مسار نظيف، ومرتع خصب، للخير، والفضل، والرحمة، والكرامة، والسناء والشمم.



فمن موارد توزيع المالية في نظام الاسلام بشرط ابتغاء رضوان الله ما قاله الامام علي(عليه السلام) كما في نهج البلاغة: فمن آتاه الله ما لا فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به الاسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم، وليصبر نفسه علي الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب فإن فوزاً بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا، ودرك فضائل الاخرة ان شاء الله.



ومن واجبات النظام السياسي في الاسلام تربية المجتمع تربية حرة كريمة معطاء، ولهذا اعتبر السخاء ما كان ابتداءً،اما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم(144). علي حد تعبير الامام علي(عليه السلام).



ذلك لتخلص النية في الكرم والعطاء ابتداءً من اي باعث من البواعث غير النزيهة، ولكي يبادر الكريم بالعطاء دون تردد، ومن اجل ان يبقي المحتاج محتفظاً بماء وجهه.

پاورقي

(141) الحديد / الاية 11.



(142) البقرة / الاية 261.



(143) البقرة / الاية 264.



(144) التذمم: اجتناب الذم.