بازگشت

رسالة الحقوق


في عصر الطغيان والجبروت، وتفشّي الاوضاع المادية، واستعلاء الانحراف والفساد، اعني العصر الذي استهلكت فيه المقدسات كلها او كادت ان تستهلك وتأرجحت فيه القيم الانسانية حتي أوشكت علي السقوط، وتعفّر جبين الموازين الصحيحة علي ابواب السلطة الحاكمة حتي عظِّم الصغار اكباراً لعروشهم، وبُجِّل السَّقَطة خشوعاً لاَموالهم، وكبت حق الضعيف، واستُصغر الاَبي، واندكت حرمة الشرفاء والابرار.



في مثل هذا العصر لابد من تذكير الناس بأيام الله.



وحملهم علي قصد السبيل المشرق.



وردِّهم الي منابع الشرف والكرامة.



فألف الامام زين العابدين(عليه السلام) دستوراً في السياسة.



ومنهجاً عاماً في الاخلاق الاجتماعية.



ومقاييس محكمة في القيم.



في بيان عذب، وتعبير سهل شفيف، مع ما في العرض من قوة، وما في الافق من اتساع.



في كتاب اطلق عليه: رسالة الحقوق.



تحتوي هذه الرسالة العظيمة علي فنون من العلم، ودقائق من السياسة، ونفائس من المعارف.



في اسلوب جميل.



ووضوح كانه اعمدة من نور.



وفكر يكادسنا برقه يذهب بالابصار.



اِذا ما كان عصر الامام زين العابدين(عليه السلام) هو السبب المباشر في تأليف رسالة الحقوق فان مضامين الرسالة تبقي المنهاج السديد، والقانون السامي لكل الازمنة والاجيال إذ انها تنطوي علي افكار عامة، و مادة قانونية تبقي القاسم المشترك لتلبية حاجات مختلف العصور، ما بقيت العصور.